تعاني ديما محمود "موظفة"، لديها دوام خلال شهر رمضان من مشكلة مقلقة، وهي خروج الغازات من بطنها باستمرار مع صوت"كركعة" في البطن يسمعها من بجوارها وهي تحدث معها في رمضان فقط، وتقول إن إخوتها يتندرون عليها، ويأتي أحدهم بـ "طبلة"، ويبدأ بالرقص تهكماً من الأصوات، التي تصدر من بطنها، ويقول لها إن أمعاءها تحتفل بالشهر الكريم على طريقتها، فيما يطلق زملاؤها عليها اسم"ديما صواريخ". ما أصابها بالاكتئاب وتنوي العلاج قبل بداية الشهر الكريم فقد توجهت بالفعل لطبيب الأمراض الباطنية محمد مسعود الذي نصحها بشرب ماء دافئ قبل الإفطار، والإقلال من البقوليات مع شرب مغلي الأعشاب بدلاً من المياه الغازية مثل الكراوية والشومروإجراء عملية غسل للقولون لو استمرت الحالة.
عادة سيئة
اعتادت ربا محمود" طالبة جامعية" لسنوات أن تتكلم مع شبان بالهاتف لساعات، للتسلية فقط، فلم تكن تعتبر أن الأمر مشيناً سيسيء لسمعتها أولاً! تتابع: "في رمضان الماضي أصبت بمرض في حلقي، ولم أعد قادرة على تناول الطعام، سوى السوائل والشوربات، ونقص وزني كثيراً، وعرفت أن هذه رسالة تحذير لي من الله فأقلعت عن الحديث مع الشبان، ومع نهاية الشهر كتب الله لي الشفاء، ولن أعود لعادتي، وسأهتم بدروسي، خاصة أني قد رسبت لعامين متتاليين بسبب انشغالي بالمكالمات التي كانت على مدار الساعة".
بطلات المساسلات
لفت انتباه بلسم محمد "17 سنة" حملة "لا للمسلسلات" على الفيس بوك، كنوع من تغيير نمط رمضان هذا العام، وهي التي اعتادت ان تقضيه في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل من قناة لقناة، لدرجة أنها لم تعد تميز بين أحداث مسلسل وآخر، وأصيبت بحالة غريبة، جعلتها مثاراً للضحك والسخرية من أهلها لأنها بدأت تتعامل معهم مثل بطلات المسلسلات خلال الشهر ففي الصباح تقمصت شخصية غادة عبد الرازق المريضة نفسياً وفي المساء أصبحت سيرين عبد النور لذلك ستغير برنامجها خشية من هذه المواقف حيث تؤيد الاختصاصية الاجتماعية هبة عمار مؤيدة قرارها قائلة: "هذا الجيل يعزف عن القراءة ويعاني من أمية ثقافية، ويجب أن تختار الفتاة الكتب المناسبة لسنها وميولها، ولا يمكن أن تصاب بضغوط نفسية لو قرأت عدة روايات بها شخصيات متباينة بعكس المسلسلات".
صوم وقيلولة
سيكون رمضان هذا العام بالنسبة لمي خالد " 16سنة" فرصة لتعويد أختها الصغرى على الصيام وتدريبها، فقد بدأت بالجلوس معها لتعريفها بمفهوم الصوم، وحكت لها مواقف طريفة حدثت معها عندما كانت تصوم لاول مرة تتابع: "هذا الامر مهم جداً بالنسبة لأختي، التي يجب أن تتعود على الصوم في سن مبكرة، خاصة أنها، للأسف تعتبر الصيام "مجاعة" وفي رمضان الماضي، ادعت المرض لكي لا تصوم، وطلبت من والدها السفر لدولة أجنبية لكي لا تصوم، وكانت تختفي بالحمام لتأكل وتدعي الصوم أمامنا، وقد أكدت الداعية الاسلامية عبلة الفليت على فكرة مي مؤكدة أن الأطفال يميلون للتقليد، وينظرون للأخت الكبرى كقدوة، ويسمعون نصيحتها ويستفيدون من تجربتها أكثر من السماع للأم أو الأب، وعلى ذلك يجب أن تتجه
"مي" لتعويدها على المواظبة على الصلاة، وعمل فحوصات طبية للصغيرة للتأكد من سلامتها مع تعويدها على نوم القيلولة برفقة الأخت الكبرى لتقليل الإحساس بالجوع .
فرصة المطبخ
مرام محمد "18سنة"، تقول: رمضان سيكون بالنسبة لي فرصة لدخول المطبخ مع "ماما"، ولكنني سأكون إيجابية أكثر لأتعلم منها كل الطرق، التي تفيدني كزوجة في المستقبل مثل التوفير والاقتصاد والسرعة في الإنجاز، ولن أكتفي باعداد السلطة فقط".
وقد عرضت "سيدتي نت" فكرة مرام على الاخصائية التربوية رولا عبيد، التي قالت إن معظم الفتيات يدخلن المطبخ في رمضان لإشاعة جو من الفوضى والتخريب، ولا يفكرن بالاستفادة من خبرة الأم فإضافة للفوائد التي تريد "مرام " جنيها من دخولها المطبخ مع أمها، هناك عدة فوائد يجب أن تحرص عليها كل فتاة، وهي تزيين مظهر السفرة، واعتماد الأكلات النباتية أكثر وتقليل استخدام الدهون، ومراعاة جميع الأذواق، والتنظيف أولاً بأول وعدم تراكم الفضلات مثلاً فهذه أمور بسيطة، ولكنها مهمة لربة البيت الماهرة، والتي تفتقد لها زوجات هذه الأيام للأسف".
قرار الحجاب المؤقت:
سلمى عابد "19سنة": اتخذت قرار ارتداء الحجاب المؤقت في رمضان فقط، لأنها ترى أن 99% من جمال الفتاة في شعرها، ولا يمكن أن تتخلى عن سر جمالها، كما تقول، خاصة أن أمها تعتقد الأمر نفسه، وهي تريد أن ترتدي الحجاب مؤقتاً احتراماً لمشاعر الآخرين بسبب الطقوس الروحانية للشهر، ولأنها تكون مرهقة من الصيام، ولا تجد القدرة على تزيين شعرها وتصفيفه، كما أن عدد مرات خروجها من البيت تكون قليلة بعكس الأيام العادية.