المونديال والطلاق!

6 صور

أجرت مجموعة من الخبراء الاجتماعيين دراسة توقعت من خلالها أن تتسبب بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تتزامن مع شهر رمضان، في تزايد حدَّة الخلافات بين الأزواج في المنطقة العربيَّة، وارتفاع نسبة الطلاق، لأسباب منها التوتر الناتج عن الصيام، وشدُّ المباريات وحميتها، بل وتوقعوا أن تتعرض 48% من الأسر لمخاطر الخلافات الزوجيَّة أثناء المونديال.


«سيدتي»، التقت عدداً من رجال ونساء المجتمع السعودي ليطلعونا على حقيقة واقع هذه الدِّراسة ومدى مصداقيتها.


هادئ ولكن..
بداية قالت حنين عبد الله ربة منزل "24 سنة": زوجي إنسان هادئ بطبعه ولا يثور غضبه إلا نادراً، لكن في حال وجود المباريات اعترف بأنَّه يتحول إلى شخص ثائر ويغضب من أي شيء، وأخاف حتى أن أطلب منه أي خدمة قبل المباراة إلى أن تنتهي، وإذا خسر الفريق الذي يشجعه أبتعد عنه حتى يهدأ ويعود إلى حالته الطبيعيَّة.


عصبي يثور بلا سبب
أما وفاء عبد الله "موظفة ـ 28 سنة" فقالت: بالفعل يثور زوجي أثناء المباريات فكيف سيمر كأس العالم في شهر رمضان، خاصة أنَّ زوجي مدخن وعند صومه يثور بلا أي سبب، فما بالكم بمباريات كأس العالم. لكن من حظي أنَّ المباريات تقام في المساء، وأرجو ألا تكون هنالك مباريات خلال النهار أثناء صومه.

لا أتوقع حدوث مشاكل
ولا يتوقع المهندس النووي، علاء التمراوي "27 سنة"، حدوث أي مشاكل بسبب كأس العالم وشهر رمضان وقال: على العكس تماماً فأنا أرى أنَّ مباريات كأس العالم سبب للترفيه عني أنا وزوجتي وطفلي، ونستمتع بمشاهدتها والسهر لمتابعتها، وهي فرصة لتخفف عن الزوج ضغط الحياة والاستمتاع بهذه الأوقات. أما بالنسبة لشهر رمضان فربما رغبة الزوجة بالذهاب إلى الأسواق بينما الزوج يتابع المباريات قد تسبب بعض المشاكل. لذا على الزوجين تنظيم جدول ليتسنى لكل طرف تلبية رغبات الآخر.

وضع خطة
وأوضح بدر عقيل، "موظف في القطاع الخاص ـ 26 سنة": من المؤكد أنَّ هذه المشاكل واردة، خاصة للمتعصبين بكرة القدم، لكن أنا عن نفسي لو وضعت خطة مع زوجتي على ترتيب مواعيدنا بما يتوجب علينا فعله، وبين مشاهدتي للمباريات، سواء مع أصدقائي أو خارج البيت، سيجنبنا كثيراً من المشاكل، خاصة أنَّنا نشتري كسوة العيد ومقاضي رمضان قبل دخول الشهر. لذا أتوقع أن يمر كأس العالم وشهر رمضان بكل سلام.

الرأي النفسي
الاستشاريَّة النفسيَّة مها أحمد حريري، أوضحت أنَّ موضوع الخلافات الزوجيَّة ليس له مبرِّر، فالاختلاف بين البشر سنة كونيَّة، لكن كيف نتعامل مع الاختلاف بغض النظر عن أسبابه وهذا هو المهم. وإن كانت الدِّراسة تجزم بارتفاع نسبة الخلافات بسبب المونديال أو الصيام فهذا يدل على قلة الوعي من قبل الأزواج؛ لأنَّهم لا يستطيعون أن يتحكموا بأفكارهم، وبالتالي في سلوكياتهم، وهذه هي المشكلة الأساسيَّة وليس الصيام أو المونديال هو سبب المشكلة الرئيس، أو متابعة أي نشاط رياضي. وعلى المرأة أن تحاول الابتعاد عن كل ما يسبب أي خلاف، واحتواء زوجها وتهيئ له جواً مناسباً لمتابعة المباريات، وتشترك معه في المشاهدة، وإيجاد جوٍّ حوار هادف فبالحوار الايجابي نحتوي اختلافاتنا ونسيطر عليها وبالتالي تلاشيها.

مشادَّات كلاميَّة
أشارت الدراسة إلى أنَّ 11% من 300 زوج وزوجة، ممن شملتهم الدِّراسة، أكدوا وقوع مشادَّات كلاميَّة مع الطرف الآخر، تخللتها كلمات جارحة، وكان باحثون أجروا مسحاً ميدانياً، خلال بطولة كأس العالم 2010 انتهى إلى أنَّ نحو 70% من الزوجات، يتخوفن من الحالات المزاجيَّة والعصبيَّة، التي تنتاب الرجال أثناء مشاهدتهم المباريات.