المساجد بيوت الله العطرة التي تهفو إليها الأرواح كلما ارتفعت المآذن بصوت الأذان ينادي بالنداء الرباني الخالد «الله أكبر.. الله أكبر» الذي يشق الفضاء، فتلبي الأفئدة حاضرة مجتمعة لإقامة الصلاة التي تعد من أعظم الشعائر الإسلامية، وحين يهلّ شهر رمضان تبدأ الأسر في البحث عن المسجد المناسب لأداء صلوات التراويح، وعلى الرغم من أن بعض الأسر تعتمد الذهاب إلى أقرب مسجد في الحي، إلا أن البعض الآخر يسعى إلى انتقاء المسجد الأفضل من حيث المساحة وصوت المؤذن وتنظيم الدروس الخاصة في رمضان، وغيرها من الاعتبارات.
«سيِّدتي نت» في هذا الباب تلقي الضوء على أحد أشهر مساجد العاصمة الرياض.
مسجد الملك خالد
الأرضيات البيضاء باتساعها، والصوت الندي الشجي بصداه الممتد مدّ السمع، كذلك الأعداد الهائلة الوافدة والداخلة من كل حدب وصوب من أبوابه المتعددة، والأعداد الكبيرة من المنظمين والمنظمات لإرشاد المصلين في كل مكان، إضافة إلى مياه زمزم المتوافرة هنا وهناك؛ حتى يستلذ بطعمها الوافدون، جميع هذه الأوصاف يتميز بها كلا الحرمين؛ المكي والمدني، كما يتميز بها مسجد الملك خالد في مدينة الرياض بمنطقة أم الحمام، والذي يصبح في رمضان حرماً مهيباً لسكان العاصمة الذين يتوافدون إليه خصيصاً لأداء صلوات القيام والاعتكاف في أيام الشهر الأخيرة.
تاريخ عظيم
تم بناء هذا المسجد في عام1987م، بمبلغ 45 مليون ريـال سعودي، وقد تبرع أعضاء مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية بأرض الجامع في منطقة أم الحمام، واستغرقت فترة البناء حوالي 24 شهراً.
وأقام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-أول محاضرة فيه يوم الأربعاء 28/8/1408هـ الموافق 15/4/1988م، ثم خضع المسجد لعدة عمليات توسعة كان أحدثها في عام 2004، وأنجزت بإجمالي تكلفة بلغت حوالي 11. 5 مليون ريـال.
ليس مسجداً فحسب
لم يرد القائمون على هذا الصرح أن يكون مسجداً تقليدياً، بل أن يكون مركزاً متكاملاً ومنارة علم وخير ترعى المحاضرات الدينية ودورات حفظ وتلاوة القرآن الكريم، كما أنه يقدم وجبات الفطور والسحور للصائمين والضيافة للمصلين والمعتكفين والقائمين في الجامع خلال أيام رمضان.
جنائز كالحرم
يشبه هذا الجامع الحرم أيضاً في توافد الجنائز عليه لإقامة صلوات الجنازة والدعاء للميت، وتتوافر فيه مغسلة للموتى تستقبل الجنائز من داخل وخارج المملكة، وتقيم الدورات التدريبية في عملية التغسيل.
الموضوع السابق
الموضوع التالى
