الإيحاء هو عمل أو سلوك يستهدف وضع شيء ما في ذهن وعقل أحد الأشخاص، وهو عملية عقلية يهدف الشخص من خلالها إلى التأثير على شخص آخر يقبل بدوره الفكرة التي أوحيت إليه وقد يضعها موضع التنفيذ، والإيحاء سحر خاص لمن يجيد استخدامه، وهذا ما يرشدنا له خبير التنمية البشرية الدكتور أيمن الدهشان في الموضوع الآتي.
بداية يرى الدهشان أن الإيحاء لا يستطيع أن يفرض شيئاً على العقل الباطن ضد رغبة العقل الواعي، أي أن العقل الواعي هو من يقرر رفض الإيحاء المرسل إليه أو قبوله، فإن تم قبوله فإنه سيذهب للعقل الباطن اللاواعي الذي سيعمل وفقاً لطبيعة هذا الإيحاء سواء كان سلبياً أو إيجابياً، ويقول: "قد يكون الإيحاء ذاتياً، وقد يكون خارجياً من الآخرين، وعلى الشخصية القيادية المبدعة أن تدرك عمق تأثيره، وتتقن طريقة استخدامه، وترشد الناس لاستخدامه مع أنفسهم حتى يحدثوا تأثيرات بالغة الروعة والإيجابية في مجال عملهم ومجال علاقاتهم الاجتماعية".
• قواعد مهمة للاستفادة من الإيحاء
يرى الدهشان أن على الإنسان الواعي مراقبة أقواله، وأن ينتبه لكل كلمة وكل إيحاء يمارسه على عقله حتى لو كانت الكلمة تافهة، مثل: "أنا لا أستطيع"، "لن أتغير بسهولة"، "سوف أعود مرة أخرى للذنب"؛ لأن العقل الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي ويشرع فوراً في تحقيق ما تقول، وهنا تكمن أهمية الإيحاء الإيجابي للذات وللآخرين، فمهما كان الشيء الذي يقتنع به عقلك الواعي ويفترض صدقه فإن العقل الباطن يقبله ويشرع في تنفيذه، كما أن الاحتفاظ بصورة عقلية للنتيجة النهائية المتوقعة لأي فعل يتسبب في أن يستجيب العقل الباطن ويحقق لك الصورة العقلية "قوة الخيال".
ويضيف الدهشان: "ما أروع أن تستخدم هذه القواعد في رسم صور ذهنية مليئة بالخير والصلاح والإيجابية والنجاح، والإيمان بها وبأهميتها وعظم قدرها عند الله تعالى، فيمتلئ بها العقل الباطن، ويعمل على تحقيقها، ويعيش الإنسان في انسجام مع الكون وسعادة وفق مراد الله.
الموضوع التالى
