طبق الفول من الأطباق الشعبية التي لا تكاد تغيب عن الموائد الرمضانية؛ بل إنه ربما يشكل تنافساً مع الكثير من الأصناف والأطباق الأخرى في تصدر المائدة، ورغم المفهوم السائد عن آثاره من الخمول والتبلد، إلا أن الدراسات الحديثة أنصفت الفول، وأطلقت عليه «لحم الفقير» كما اعتبرته دراسات أخرى طبق السعادة؛ لاحتوائه على مكونات تساعد على تحفيز مشاعر البهجة، وتحسين المزاج، وتحقيق قوة الأداء، والتقليل من سرعة الشعور بالإجهاد والتوتر.
شارع الفوالين
«سيِّدتي» أجرت استطلاعاً عن شعبية الفول في عدد من مناطق السعودية، والبداية كانت حيث تنتشر محلات الفول في الرياض، حتى أن أحد شوارعها يطلق عليه «شارع الفوالين»، والذي يقصده سكان المدينة لشراء الفول من المحلات الشهيرة هناك، وعن حجم الإقبال على محلات الفول يقول عادل محمد عادل: «يبدأ الازدحام من العصر، إلى أن تصل ذروته قبل دقائق من أذان المغرب، والتي ترتفع فيها درجة التوتر وشد الأعصاب؛ سواء كان ذلك من قبل الزبائن أو البائعين».
وعن أنواع الفول المقدمة فهي ثلاثة: القلابة، وفول الجرة، وفول طاوة، والمقصود بفول الجرة، هو الفول السادة الذي لا يحتوي على أي إضافات، وهو النوع الذي يفضله السعوديون كثيراً، وهناك أيضاً فول القلابة، وهو نفس فول الجرة، لكن يضاف إليه بصل مطبوخ وطماطم، وفول الطاوة هو الفول المتبل.
مرسال الحب
وصف الكاتب بسام فتيني، الفول في الجرة أو السمبوسك بمرسال الحب بين أهل مكة ومعداتهم، وأضاف: «الأكل في رمضان عشق لا ينتهي، ويبدو أن حالة الجوع في نهار رمضان، تجعل لأهل مكة عادة متعبة مرهقة للأبناء، وهي مهمة تشبه مهمة جيمس بوند في (المهمة المستحيلة)؛ إذ يتوجب على الابن المسكين تحمل الكثير للحصول على فول ساخن، سيبرد بعد لحظات، قبل أذان المغرب لكن الدراما الحقيقية هي أن طبق الفول ربما لا تنزل لقمة واحدة منه في معدة الصائمين، ومع ذلك له هيبة الحضور في سفرة الطعام».
فول وسط البلد
ترى المذيعة، سميرة الغامدي، أن طبق الفول من الأطباق الرئيسة التي تتصدر مائدتها بشكل يومي، مما يجعلها في بعض الأحيان تتجه بنفسها إلى منطقة وسط البلد في جدة لشراء الفول، والاستمتاع بصوت الفوال وبقية الأجواء الرمضانية التي تعم المكان، والتي لا يعكر صفوها سوى عصبية بعض الصائمين، بعد شراء الفول، تأتي المرحلة الثانية في المنزل، كما تقول الغامدي، من خلال إعادة تسخين الفول في جرة، ثم تبخيره بإضافة جمرة بعد لفها بالقصدير، وإغلاق الجرة، ثم إضافة سمن وزيت قبل التقديم، ويتم القيام بذلك بشكل يومي إلى جانب بقية الأطباق كالمعجنات، وفي مقدمتها (البف) بالإضافة إلى مشروبي (السوبيا) و(السنكويك) إلى جانب تزيين السفرة بشكل خاص، وتقديم الماء والتمر في أوانٍ تراثية.
فول الطائف
وأكد الممثل المسرحي، بدر المانع، أن الفول مع خبز التميس والسمبوسة، من الأطباق الرئيسة في منطقة الطائف كغيرها من المناطق، إضافة إلى الشوربة واللقيمات والمعصوب ومشروب «السوبيا»، وأضاف: «تشهد محلات الفول ازدحاماً لا نظير له، خصوصاً مع إقبال المصطافين للطائف في فترة الإجازة الصيفية، التي تصادف شهر رمضان المبارك، ولتفادي ذلك الازدحام والوقوف في طوابير طويلة، ولتفادي أي صدامات وانفعالات من قبل الصائمين وأصحاب المحلات؛ فأنا أحرص على شراء حصتي من الفول منذ وقت مبكر من العصر، وتركه في حافظة الطعام إلى أن تحين ساعة الإفطار».
- كسل وخمول الفول
ورغم حب الفنان إبراهيم خيرالله للفول إلا أنه لا يفضله في رمضان، ويقول: «المائدة الرمضانية عامرة بما لذ وطاب كالشوربة، والسمبوسة، كما أن الفول في وجبة الإفطار يسبب الكسل والخمول».
فول السحور
فيما تفضل بدرية السعيد «معلمة في المرحلة المتوسطة» تناول الفول في وجبة السحور باعتباره من الوجبات الخفيفة التي لا تسبب عسر الهضم، وتعمل على تعزيز الإحساس بالشبع لفترات طويلة، وتلافي الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام، إلى جانب إمكانية التفنن في إعداد وتقديم الفول بأكثر من طريقة وبمذاق مختلف.
الموضوع السابق
