وجه الشيخ محمد الأحمدي نصيحة إلى كل الأمهات بضرورة إلمامهن بتفسير الآيات القصيرة، التي تكون من منهج الطفل في المرحلة الابتدائية، وذلك باطلاعها على كتب التفسير؛ لتخبر طفلها عند حفظه الآيات بمعانيها، وشرح تفسير مبسط للسورة قبل البدء فيها. ونصح بالآتي:
- عند البدء بتحفيظ الطفل الآيات لابد من شرح معانيها وتشويقه عن طريق قصة أو حدث أو سبب نزول الآية الكريمة.
عند تفسير السورة لابد من ذكر نعم الله الجليلة على أهل مكة، حيث كانت لهم رحلتان رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام من أجل التجارة، وقد أكرم الله تعالى قريشًا بنعمتين عظيمتين من نعمه الكثيرة هما: نعمة الأمن والاستقرار، ونعمة الغنى.
تفسير سورة قريش
- ابدأي بقوله تعالى: «لإيلاف قريش إيلافهم»، وتشرح معنى الإيلاف وهو الاعتياد، ومعنى الآية: من أجل تسهيل الله على قريش وتيسيره لهم ما كانوا يقومون به من رحلتين، (رحلة الشتاء والصيف) أي رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، حيث كانوا يسافرون للتجارة ويأتون بالأطعمة والثياب، ويربحون في الذهاب والإياب وهم آمنون مطمئنون لا يعترض لهم أحد بسوء؛ لأنّ الناس كانوا يقولون هؤلاء جيران بيت الله وسكّان حرمه وهم أهل الله؛ لأنهم ولاة الكعبة فلا تؤذوهم ولا تظلموهم.
- قوله تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت)، أي فليعبدوا الله رب هذا البيت العتيق، وليجعلوا عبادتهم شكرًا لهذه النعمة الجليلة. إن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه من أجل إيلافهم الرحلتين التي هي من أظهر نعمه عليهم؛ لأنهم في بلاد لا زرع فيها.
- قوله تعالى: (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف): أي هذا الإله الذي أطعمهم بعد شدة جوع، وآمنهم بعد شدة خوف، فقد كانوا يسافرون آمنين لا يتعرض لهم أحد، ولا يهجم عليهم أحد لا في سفرهم ولا في حضورهم، وذلك ببركة دعاء أبيهم إبراهيم -عليه السلام- حيث قال: «رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات»؛ لذلك يجب على قريش أن يفردوا الله بالعبادة، كما كانوا في مكة تأتيهم الأرزاق، ومكة كان يقصدها الناس للحج وتحج إليها العرب، وكانت هناك مواسم ينتفع أهل مكة بها، وكانت قريش تنتفع بما عندهم وتنتفع ببيع ما عندهم إلى القادمين، ومن بعد ذلك يأتيهم رزقهم رغدًا من كل مكان، وكانوا يعيشون في أمن.