للمسجد في الإسلام مكانة خاصة وفضائل فريدة؛ باعتباره بيت الله؛ فضلاً عن أنه منطلق الدعوة للخالق عز وجل، ومركز الإشعاع الأول الذي انطلقت من جنباته أحكام التشريع، وانبعثت من ردهاته أشعة الإيمان إلى العالم بأسره؛ لذا عظم الإسلام المسجد وأعلى مكانته، ورسخ في النفوس قدسيته؛ فاحتل المسجد مرتبة مميزة ومعظمة في أفئدة المسلمين، تزكو به نفوسهم، وتطمئن له قلوبهم، وتصفو أذهانهم عندما يجتمعون فيه، وتتآلف أرواحهم بقلوب عامرة بالإيمان، خاشعة للخالق الرحمن، وقد اختلفت المساجد في تاريخ الإسلام وتنوعت من حيث الشكل وطريقة البناء والهندسة وفن العمارة والعصر الذي تنتمي إليه.
أبرز المساجد
ويعد مسجد النور في منطقة المجاز في الشارقة، من أبرز المساجد في الإمارة؛ فهو تحفة معمارية رائعة بنيت على الطراز العثماني، تم تشييده عام 2005م، وحين تصافح عيناك من بعيد مسجد النور، ستجد نفسك أمام استلهام بديع للعمارة التركية، في أرقى تقاليدها، العائدة إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ حيث يتميز بالهندسة الفريدة، والزخارف الرائعة، والفن المعماري الراقي الذي ميز الهندسة المعمارية العثمانية، تبلغ مساحة المسجد 1298 متراً مربعاً، ويتسع لحوالي 1804 من المصلين، وأهم ما يميزه القبة المركزية الضخمة التي تعلو القاعة الرئيسية للصلاة، وتحيط بها مجموعة من القباب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وهذا مايميز الطراز العثماني في هذه القباب متعددة الأحجام التي تعلو سطح المسجد، وللمسجد مئذنتان رفيعتان، يبلغ ارتفاع كل مئذنة حوالي 52 متراً.
طراز معماري
ويعتبر الطراز العثماني، أكمل الأنماط المعمارية؛ حيث يستجيب في ذات الوقت للحاجات الوظيفية والروحية والجمالية؛ لأنه يجمع بين البساطة والجمال الهندسي والأمانة الفنية والدقة العلمية، تدهش لجماله الداخلي؛ فمحرابه تكسوه ألواح من الرخام الفاخر، وتظهر أعلاه مقرنصات وزخارف دقيقة، وتنتشر فيه الشرفات المزخرفة التي تعد من العناصر الجمالية في المسجد، وتعتبر الوحدات الهندسية المتكررة في باحته سمة مميزة لهذا الطراز المعماري الفريد، وما يزيد الجمال جمالاً، ذلك الفراغ الداخلي الخاص بالقبة الرئيسية للمسجد، الذي يظهر فيه أسلوب إضاءة خاص، جمع بين القدامة والحداثة في آن واحد.
مسجد النور قبلة «التراويح» في الشارقة
- أخبار
- سيدتي - ميرفت عبدالحميد
- 07 يوليو 2014