في دمشق هناك عبقٌ وجمال وتراث أنت لا تستطيع أن تقلّده أو تستحضره، مهما بنيتَ من مدن تصويرٍ ضخمة، وصرفت الأموال الطّائلة على الدّيكورا،ت لتحاول أن تبني بيوتا ًشاميّة في "أبو ظبي" مثلاً..فللمكان في دمشق قداسته ولرائحة الياسمين الشّامي عبقٌ لا يشبه آخر، ولطعم المياه فيها عذوبة لايمكن مقاومتها..
وفي ظل الأحداث التي تشهدها سوريا لجأ العديد من صنّاع الدراما إلى تصوير الأعمال الدراميّة خارج سوريا، ولجأ مع هؤلاء المخرج السّوري مؤمن الملّا صاحب مسلسل "حمّام شامي"، لتصوير مسلسله الذي ينتمي لنوع البيئة الشّاميّة في أبو ظبي، ليكون أوّل عمل شامي يُصوّر خارج دمشق، وقام صُنّاع العمل ببناء حارة شاميّة، فيها حمام سوق شبيه بحمامات الشام القديمة..ورغم الميزانيّة الكبيرة التي تمّ رصدها للعمل، إلّا أنّه وحسب نقّاد ومتابعين لم يستطع أن يعكس روح الشّام الحقيقيّة وبدا مزيّفاً ومُصطنعاً..
بالعموم باتت الأعمال الشّاميّة من أكثر الاعمال المُنتقدة من بين الأنواع الدراميّة في الوقت الحالي.. سيّما أنّ قفص الاتّهام يحاوطها دوماً بالنّسبة للقصص التي تطرحها فهي مُتّهمة دوماً بالفانتازيا والاستعراض على حساب تاريخ دمشق وتشويهه، والآن ومع البدء بنزوح هذا النّوع الدرامي خارج أسوار دمشق، يبدو أن النّقد سيكون مضاعفاً فلا نصوص موثّقة، ولا تمثيل عفوي، وحتّى المكان الحقيقي بات غير موجود!
الفنّانة السوريّة مها المصري والتي شاركت ببطولة مسلسل "حمام شامي" قالت في تصريح خاص لـ "سٍيدتي نت"، "بالتّأكيد أي عمل بيئة شامية يتم تصويره داخل دمشق أي بمكانه الأصلي سيكون أفضل وسيحافظ على روحانيّة المكان، ورغم أنّ الديكور كان ممتاز في "حمام شامي" الذي تم بناء قرية تصوير خاصّة به في أبو ظبي، ولكن حتماً هناك تفاصيل لايمكن لأي ديكور أن ينقلها، هذا عدا عن إحساسنا المؤلم كممثلين، أنّنا اضطررنا لتصوير عمل بيئة شامية خارج دمشق".
وحول هذه الظّاهرة يقول المخرج السوري المعروف علاء الدّين كوكش لـ "سيدتي نت"، "أرى أنّ الإقدام على تصوير أعمال البيئة الشّاميّة خارج دمشق القديمة، سيفقد هذه الأعمال جزء من روحها، لأنّ المكان الطّبيعي له أهميّة بالغة في هذا النّوع من الأعمال، لا تسطيع الدّيكورات تعويضه أو الحلول مكانه"، مشيراً إلى أن عدد من أعمال البيئة بعيد بالأساس عن روح البيئة الشّاميّة وحقيقتها".
الصّحافي العامل في المجال الدرامي محمّد الأزن قال في تصريح خاص لـ "سيّدتي نت"، إنّ "عدم تصوير مسلسل "حمّام شامي" في دمشق أفقده الكثير من روحه، بسبب غياب أجواء البيوت الدمشقية، وباعتبار أنّ العمل صُوّر بالكامل في استوديو، وأعتقد أنّه كتب على هذا الأساس، فهذا يعطي برأيي مؤشراً سيئاً عن عودة الدراما السوريّة للوراء، حيث تفقد بذلك أبرز مميزاتها وهي التصوير في الأماكن الطبيعية، والخروج بالكاميرا من أسر الاستوديو. هذا إذا فرضنا أن المسلسل الذي نتحدث عنه يمتلك ولو بالحد الأدنى مقومات العمل الجيد، على مستوى النص، والصورة، والأداء، فبالرغم من الدعاية الإعلامية المكثفة، التي واكبت تصويره، إلا أنّه بعد العرض برأيي، أثبت أنّه رهان خاسر، ومغامرة غير محسوبة النّتائج، حيث لا يملك بالأساس مقومّات العمل الجيد، ثم أتى تصويره في الإمارات بكلفٍ مضاعفة ليزيد الأمر سوءاً، من جهةٍ أخرى..
ويتابع النّاقد الصّحافي الأزن "ما يختلف بين الأعمال المصّورة بدمشق، أو القاهرة، أو بيروت، وبين تجارب المسلسلات المشتركة التي تصويرها في الإمارات، هو غياب الحياة عن الشارع، فبينما تضج شوارع تلك المدن بالناس، والحركة، لا تسمح حرارة الطقس في ذلك بالخليج عموماً، فتأتي صور الشوارع فارغة رغم جمال مبانيها، ويكون اللجوء إلى التصوير بالفيلات الضخمة، والمولات، وهذا يكون قابلاً للاستيعاب تماماً في مسلسل خليجي، أما في مسلسل سوري أو مصري، فسيخلق لديه فجوة، ويشعره بالغربة تجاه الصورة، قد لا ينجح إبهار الديكور في تعويضها".
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا انستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"