سعوديات في الغربة باب ضمن قسم "آنستي" نرصد فيه شابات اخترن اغتربن بهدف التعليم وكل ما يواجههم من مشاكل وعقبات أثناء الغربة، سواء كنا مبتعثات من الدولة أو مسافرات على نفقتهن الخاصة. إذا كنت في غربة دراسية بعيداً عن وطنك وأهلك شاركينا تجربتك بالتواصل معنا عبر بريدنا الإلكتروني [email protected]
هذا الأسبوع معنا نهاد المطرود، شابة تبلغ من العمر 20 سنة، ورغم صغر سنها إلى أنها قررت الاغتراب بهدف الدراسة فقد أخذها عشقها لتصميم الأزياء إلى السفر إلى عاصمة الموضة باريس للدراسة.
- في البداية نهاد، لماذا اخترت باريس بالتحديد؟
اخترتها لأنها من أبرز عواصم الموضة في العالم ولأنها تناسب طبيعة حياتي. كما أن أغلب دور الأزياء المعروفة نجحت من هنا وذلك بسبب تقنيات الفرنسيين القديمة والحديثة، وأحب أن أكون محاطه بين المبدعين ورؤية مايبتكرونه من جديد و ما أجمل الاستيقاظ في الصباح والتمشي في شوارع باريس والذهاب إلى المتاحف ومعارض الأزياء والمناظر المتألقه فهذه من الأشياء الأساسية التي تلهمني في أعمالي.
- حدثينا عن دراستك... وأبرز انجازاتك حتى الآن؟
الازياء شيء لطالما أحببته، كان حلمي أن أصبح مصممة ازياء ناجحه وكنت أعمل على ذلك من قبل ان ابدأ دارستي، سجلت مادة رسم لأني كنت لا أعرف أن أصور ما في مخيلتي وأعكسه عبر الرسم ومن أهم الاشياء في التصميم الرسم لأخراج الفكره على ورقه وتطبيقها، الحمدلله منذ دخولي لأكاديمية الموضه بدأت انجازاتي بالظهور، عملت عدة مشاريع في الجامعه وحصلت على درجات ممتازه ورضى من القائمين على تدريسي.
- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في الغربة؟
اللغة والبعد عن الأهل والأصدقاء. كذلك معارضة وتحبيط البعض لي فقد كان هناك الكثير من المعارضين على التخصص مقللين قيمته قائلين "نهاد غيري تخصصك مافيه مستقبل، هذي موهبة مو شي يندرس" ولكن معارضتهم شكلت تحدٍ في داخلي واصرار على الاثبات لهم أن الانسان دائماً ينجح مع الإصرار والعزيمة. وأتمنى أحقق طموحي وأصل إلى هدفي فهنا تكمن المتعه كلها، فأنا تعلمت كثير من دراستي وهنالك الكثير لأتعلمه، ولا أريد ان أبدأ أمتهن تصميم الأزياء إلا وأنا متأكده من أنني تعلمت كل التفاصيل الدقيقة حتى أخرج بشيء ذو جوده عالية وراقية. وبشكل عام لم أواجه صعوبات كبيرة في التأقلم لأن العاصمه الفرنسية تحتوي على مختلف الحضارات والثقافات فكان من السهل جداً التاقلم على الحياة فيها.
- كيف اختلف نمط حياتك في فرنسا عنه في السعودية؟
هناك اختلاف كبير، في باريس أستطيع انجز عدة اشياء وذلك بسبب تفرغي لنفسي ومجالي وكل ما احتاجه لتخصصي متوفر هنا،اصبحت قادره على العمل لساعات طويله بدون نوم لتسليم المشاريع فالوقت المحدد، فالان ادرك قيمة الوقت اكثر من اي زمن مضى، فأنا في باريس اعتمد على نفسي اكثر وواجهت تجارب علمتني كيف التصرف بطريقه صحيحة، علمتني اني لست بحاجه لرجل لتخليص اموري الخاصه فأنا المسؤله عن نفسي وعن اتخاذ جميع قراراتي الشخصيه بدون اي عائق يقف امامي ويعوق تقدمي
- كيف تغير نمط تفكيرك بعد الاغتراب؟
تعلمت كيف أتعامل مع مختلف الجنسيات وتعرفت على ثقافة تقبل الآخر بدون تعصب. والغربة علمتني كيف أن اصبح قوية لا اضعف ابداً أمام أحد وعلمتني كيف أنظم حياتي وأوقاتي بين العمل والراحة.
- بعد التخرج والعودة إلى السعودية، كيف ستتغير حياتك وهل تعتقدين أنك ستجدين صعوبة في التأقلم مع الحياة في السعودية بعد اعتيادك نمط الحياة في فرنسا؟
ستتغير كثير من ناحية عدم توفر احتياجاتي، ففي باريس الموضه شيء اساسي ومهم، في اسبوع الموضه العاصمه كلها تكون مزدهره و مشغوله بهذا الحدث، أما في السعودية نسبه معينه تلقي اهتمامها للموضه ولا تتوفر عروض الازياء والمعارض العالمية والمصانع المتخصصة في هذه الأمور كتوفرها هنا. علماً بأن الكثير من السعوديات يسافرن للخارج للتبضع و للحصول على احدث الصيحات العالميه. فأتمني ان يصبح الاهتمام اكثر في السعوديه في هذا المجال. ولكن من الناحيات الاخرى سأكون متأقلمه فالسعودية بلدي الذي عشت فيه منذ ولادتي ولا شيء جديد علي.
- كيف يختلف تعامل الشاب والفتاة السعوديان في الغربة عن داخل المملكة؟
أغلب أصدقائي أجانب بحكم أن جامعتي لا يوجد فيها سعوديون. ولكن بشكل عام طبيعة المجتمع والتقاليد في السعودية تختلف عن الدول الأخرى ففي المملكة يجتنب كلاً من الشاب والفتاة التعامل مع بعضهما ضمن نطاق الزمالة والصداقة لأن المجتمع السعودي سيحكم على الفتاة بأنها ذات سلوك سيء. ولكن في الغربة وخارج السعودية يصبح التعامل مع بعضهما أسهل وأفضل.