الخيالات والخطط التي تنسجها كل فتاة قبل الزواج، تختلف من واحدة لأخرى؛ فهي عندما تبدأ بالتنفيذ في منزل الزوجية، تصر على أن تكون كل الخيوط بيدها، وتكون الآمر الناهي في القرارات المتعلقة بشؤون المنزل، ورغم أن بعض الرجال لا يتقبلون هذا الحال، إلا أنها تدافع عن هذه السلطة بكل قوتها، فتنجح بعضهن، بينما تفشل أخريات نساء ورجال يسردون واقع ما يعيشونه في منزل الزوجية، وهل السلطة فردية، أم يتقاسمها اثنان؟
السعودية: سيطرة حبيسات البيوت
هناك تفاوت ملحوظ في المهيمن الرئيسي على أمور منزل الزوجية السعودي؛ فهناك رجال يعشقون السيطرة، ولا يتركون للزوجة دوراً في أي شيء يخص المنزل، ومنهم من يترك المهام للزوجة، حتى في اختيار التخصصات الجامعية للأبناء، ويمتد هذا الأمر من وجهة نظر الشاعرة لميس الإمام إلى اختيار أزواج وزوجات المستقبل لأبنائهم، لتكون الزوجة بذلك هي الحاكم والمسيطر، ويكون الزوج بالفعل ضيفاً في المنزل لانشغاله بأعماله إلى الحد الذي يجعله لا يدرك كيف تقضي الزوجة! تتابع لميس: «زوجي -رحمه الله- كان يترك لي مهام الأسرة من حيث تربية الأبناء، واختيار مدارسهم عندما كانوا صغاراً، أما اختيار أثاث المنزل؛ فكان مشاركة بيننا، وكان يشاركني أيضاً في الأمور التي تتعلق بأسلوب تنشئة الأبناء من وجهة نظره، وزواجهم، ولم تكن القرارات حكراً علي ولا عليه».
في الإمارات: أغلبهن ديكتاتوريات
يعتمد عليها في كل شاردة وواردة؛ فظروف العمل تتطلب غيابه كثيراً عن البيت، وفي حال وجود زوجة ضعيفة الشخصية؛ فهي لا تحرك ساكناً دون الرجوع إلى الزوج، أما في حال كانت ذكية؛ فهي ستتدبر الأمر، ويشترطون ألا تتحكم بأمور عمله، فبرأي بدر العازمي، إعلامي، أنه لا توجد امرأة متسلطة بالكامل إلا إذا سمح لها الرجل؛ « فهي كما يقول، «تجس النبض»؛ فإن وجدت قبولاً، تستمر فيه، وإن كان وواجهت الصدّ، تتراجع، يعلّق: «أغلب الزوجات في المجتمع الإماراتي ديكتاتوريات، وذات يوم جاءني صديقي منزعجاً جداً من تحكمات زوجته وقال لي، لولا تهديدي لها بالزواج من أخرى عليها؛ لكنت الآن مجرد ريموت كنترول تحركه كيفما شاءت».
بدر، رأى حماته ليلة زفافه تشد على يد ابنتها قائلة: «يا بنتي الكلمة كلمتك في البيت»؛ فالقصة مبادئ تعلمها الأم لابنتها منذ البداية.!
وصلات الردح
عندما سلم الحميدي الثبيتي، إعلامي، الكثير من الأمور لزوجته التي أسماها سيدة القصر، صار يثور مطالباً بعودة الدفة له كرجل شرقي، قامعاً بعض تجاوزاتها البريئة، برأيه، والمتهورة أحياناً، لكنه سرعان ما ينسحب عند تهديدها له؛ فهي متخصصة في مجال العنف الأسري، مما يجبره على الانسحاب! ويستطرد قائلا: «يبدو أننا في زمن سلطة المرأة؛ بل إنها في أحيان كثيرة أصبحت تقود جهابذة الرجال في العمل، وأحياناً أخرى في الحياة الأسرية نفسها؛ حيث لا يخلو مجتمع الآن من امرأة تدير دفة المبادرات، وأحياناً تشارك في القرارات المصيرية».
كثير من الرجال الإماراتيين لا يرون أن قوة شخصية الزوج في إساءة معاملته لزوجته، وإنما لا بد من القوة دون بطش، واللين من غير تهاون؛ فلا يسمح لها بالتجاوز لفظاً وفعلاً، ولا يعطيها فرصة للاستهزاء به؛ ليتمكن من تحقيق القوامة، وبهذا ترى مرفت يوسف نصر «ممثلة تليفزيونية»، أن الزجر والرعاية والنفقة، أمور تنسب إلى الرجال، كما فهموا، تستدرك: «الزوج بصراحة لا يصلح إلا لدفع الفواتير؛ فزوجي يتخذ قرارات عشوائية في أوقات غير مناسبة، وأحاول أن أثنيه عن ذلك من دون أن أوبخه؛ حتى لا يفقد هيبته أمام أبنائه؛ فأقنعته بوجوب ترك اختيار ألوان وأنواع الأغراض المنزلية لي، على أن يدفع ثمنها هو»، وتسأل: «أليس الزواج شراكة بين الرجل والمرأة؟».
الكويت: المنزل فندق الزوج، وهي الآمرة الناهية
ساهمت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تخلي الرجل عن دوره داخل المنزل؛ فالمرأة هي من تشتري وتربي وتذاكر، والرجل ضيف شرف يطبق المثل القائل: « قطها براس عالم واطلع منها سالم»، بحيث أصبح لا يحق للرجل التدخل، وكل ما عليه أن يدفع دون نقاش، ووظيفته الذهاب إلى العمل والديوانية فقط! لذلك حذرت سارة عبدالرزاق، ربة منزل، من استمرار سطوة المرأة؛ لأن الرجل لو خان؛ فسيتذرع بقوة شخصية زوجته! تتابع: «أنا أرفض أن يتدخل زوجي في لون الأثاث أو جنسية الخادمة مثلي مثل صديقاتي».
كما كشفت رئيسة اللجنة النسائية في اتحاد المحامين الكويتيين، المحامية لولوة الظفيري، بعض الأزواج الذين يطلقون زوجاتهم بحجة قوة شخصياتهن، وتتابع: «كثير منهم يعطون صلاحيات واسعة للزوجة، التي تصل لمرحلة ترى فيها أنها هي الصح، حتى في مكان وضع التليفزيون، بعضهن تطلقن لأنهن انتقدن الأزواج الذين لا يأكلون بالشوكة».
في البحرين: رجال يتحملون السب!
قد لا تكون الزوجة بطبيعتها مسيطرةً، لكن غياب الرجل المتكرر عن البيت، يجعلها كذلك، وهذا ما حصل مع جعفر المطوع، مسعف، فزوجته وصلت لمرحلة أنها تنفذ كل شيء، يستدرك: «لدرجة أنها أصرت على وضع جهاز التدريب على المشي، بغرفة النوم، وكان لها ما أرادت، ومن لا يوافقها، أياً كان؛ فعليه أن يتحمل السب والشتم»!
زوج سحر صالح، صيدلانية، ضيف شرف في المنزل، حسب قولها؛ فهو متفرغ لإصدار الأوامر والنواهي بمجرد دخوله باب المنزل، وفي غيابه المتكرر مع أصدقائه يترك الأمر لها، وترى أن طبيعة الحياة تتغير بعد الزواج، وتقع على عاتق الزوج مسؤوليات جديدة، تتابع: «زوجي غير مبالٍ بهذه المسؤوليات، وأعترف أن هذا خطأ أخطأته أنا؛ لأنني عودته منذ البداية أن أعتمد على نفسي في كل شيء، ودوره مقصور فقط على الإشراف والأمر والدفع».
حتى الغضب!
التعميم في سيطرة المرأة على شؤون المنزل هو ظلم، برأي المستشار الاجتماعي، عامر الأسمري من السعودية؛ فلا يخلو أي مجتمع، حتى السعودي، من حالات متفاوتة ومختلفة من سيطرة أحد الطرفين، يستدرك: «عندما نتحدث عن سيطرة المرأة؛ فغالباً ما تكون كما يقال: (مجبر أخاك لا بطل)؛ فعندما يتهرب الرجل من مسؤولياته تجاه منزل الزوجية والأبناء، لا تجد وسيلة إلا أن تتولى تلك المهام التي تركت لها وحدها».