لا يوجد شخص لم تكن لديه تخيلات جنسية ذات يوم، فتلك التخيلات قد تأتي بين الفينة والأخرى كطيف عابر يمر في لحظات الرغبة أو الإثارة أو ربما لرؤية شيء جديد، فيتخيل الفرد ويمضي في عالم الأحلام التي يحقق من خلالها بعض رغباته المكبوتة أو المشتهاة، وهنا يأتي السؤال هل هذه التخيلات الجنسية مفيدة أم ضارة؟ وما تأثيرها على العلاقة الزوجية؟
هذه التساؤلات تجيبنا عنها المستشارة الأسرية أسماء حفظي من خلال السطور الآتية:
الخيال الصحي يزيد شعورنا بالسعادة والصحة
بداية تقول أسماء: "على من يسرح بخياله أن يتوقف لحظة ليتساءل: هل تصل هذه التخيلات بنا إلى ما نتمناه ونسعى في ما بعد إلى تحقيقه أم تأخذنا إلى التمرد على المتاح والواقع؟ وهل تشعرنا بالسعادة والرحيل من عالم إلى آخر ومن متعة إلى أخرى أم تثير فينا الشعور بالذنب والاشمئزاز من أنفسنا لمجرد أننا فكرنا بهذه الطريقة؟ والحقيقة هي هذا وذاك، فجميعنا يوجد بيننا الخيال الصحي الذي يزيد شعورنا بالسعادة والمتعة، ويمنحنا التجديد المطلوب، ويرضي رغباتنا الدفينة، فيجد الرجل فيها إثباتاً لجدارته وقوته، وتجد المرأة حاجتها إلى الحب والرومانسية، وأيضاً قد تساعدنا على حل مشكلات الروتين والرتابة التي تنتج عن تكرار الأحداث اليومية، كما أنها قد تسهم في تقبل الواقع والتعويض عن ما لا نستطيع إشباعه ولا يتقبله المجتمع أو يستطيع احتواءه من رغبات، إضافة إلى أنها تشبع لدينا حس الابتكار الذي يقضي عليه الخوف من المحرمات، والذي يتيح لنا الخيال إطلاق العنان له وإشباع ذلك الحس لدينا".
يجب تحقيق التوازن بما يثري العلاقة الحميمة
وتستدرك حفظي: "تقتصر هذه الميزات بالنسبة للمتزوجين على نحو معقول ضمن المسموح به شرعاً في تلك العلاقة كنوع من التحفيز لتطبيق الأمر واقعياً والاستمتاع به، أما إذا تركنا الخيال يسير بنا حيث يريد ويجعلنا نتقبل المحرمات ونستشعر الألفة لممارستها أو أصبح هو المتحكم بنا من دون أدنى قدرة على المقاومة أو ممارسة حق الرفض والقبول، سيصبح الأمر مرضياً، ولزم علينا مراجعة الطبيب حتى يساعدنا على اجتياز تلك الأمور وتخطي الأسباب التي أدت إلى ذلك، والتي غالباً تعود إلى عقدة نقص فينا سواء كرجال من عدم القدرة على الممارسة الجنسية لوقت طويل أو سرعة القذف أو صغر حجم العضو، أو كنساء من نهدين غير بارزين أو جسد بملمس خشن أو بدانة تقضي على أنوثة نريد استشعارها في أنفسنا، لذلك أؤكد أن للأمر شقين: أحدهما إيجابي، والآخر سلبي، ويجب تحقيق التوازن في الأمر بما يثري العلاقة ولا يمرضها" .