كثيرة المشاكل التي لا نعرف لها تفسيراً، بل قد لا نمنحها حقها من الوقت الكافي للتفكير فيها وتفسير ماهيتها من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها وتلافي تكرار حدوثها.
المستشارة الأسرية علا جاد تخبرنا من خلال السطور الآتية عن تفسير نفسي منطقي للعديد من المشكلات الزوجية، وهو الحوار النفسي السلبي الذي يفقد الزوجين السيطرة عليه ويستسلمان له، ما يفجر العديد من الصراعات والمشاكل بينهما.
الحوار النفسي السلبي يوسع الفجوة بين الزوجين
بداية تخبرنا علا بأن الحوار النفسي السلبي هو الحوار الداخلي الذاتي، أي طريقة الحوار مع النفس، فالحوار عند الإنسان ينقسم إلى: حوار داخلي عبارة عن الأفكار التي تدور في بالك وما تحدَّث به نفسك، وحوار خارجي وهو التعبير اللغوي الذي نستخدمه مع الآخرين، وتضيف: "تبدأ المشكلات حين يبدأ أحد الزوجين في محادثة نفسه بصورة سلبية، فالزوج حين يحدث نفسه قائلاً: "المرأة ناقصة عقل ودين، يجب أن أكون شديداً عليها حتى لا تخرج عن طوعي، فالنساء لا أثق بقراراتهن"، يؤثر على تصرفاته بلا شك، ويؤدي لاتساع الفجوة بينهما.
فمثلاً في موقف معّين بين الزوجين عندما يطلب الزوج من زوجته أن تسهر معه وقتاً طويلاً وترفض ذلك؛ لأنها تشعر بالتعب نتيجة أعمالها الشاقة في ذلك اليوم وتستأذن لتنام، تختلف ردود فعل الأزواج في هذا الموقف، وذلك وفقاً للحوار النفسي الذي يفعله الرجل، والذي قد يحدّث نفسه في هذا الموقف قائلاً: "إنها لا تحترمني"، "لقد تصنعت التعب لتتهرب مني"، "إنها تتعمد إغضابي"، "لا تحبني"، "إنها أنانية"، هنا يتضح استخدام الرجل الحوار النفسي السلبي، وكذلك الحال لو عكسنا المثال على المرأة".
ضرورة التماس الأعذار
وعن النتيجة تحدثنا جاد: "يدخل كل طرف في دائرة الحوار النفسي التي تبدأ بالفكرة السلبية، ثم تضخيم هذه الفكرة وإيجاد تفسيرات ذاتية لها، مروراً بالتوتر الداخلي وتصاعد التوتر والغضب، وانتهاء بمشكلة مع الطرف الآخر، فمن يدخل هذه الدائرة سواء كان الرجل أو المرأة يفتعل أي مشكلة مع الطرف الآخر ويضخمها عقاباً له وفقاً لما يعتقد من أفكار سلبية لا تمت للواقع بأي صلة، بل هي أفكار وهمية، فبدل أن يهتم كل طرف بأفكار سلبية معينة يجب أن يستبدلها بأفكار إيجابية، ولا يضخم هذه الأفكار السلبية في نفسه بحيث يقتنع بها ويعامل الطرف الآخر على هذا الأساس، فلابد من التماس الأعذار الإيجابية للطرف الآخر بدلاً من الاستسلام لهذه الدائرة المفرغة من الأحاديث النفسية".