يعرف عن الألمان أنهم متعلقون بقططهم وكلابهم كثيراً، فهم يعدّونها جزءاً في العائلة، ومن هنا كان ولابد من التفكير في إيجاد مقبرة لائقة للكلاب والقطط، يتسنى للمرء زيارتها خلال حياته، وقد وجد يورغن بيكر مكاناً قرب الغابات في مرج أخضر، رائع مظلل من الأشجار في هامبورغ؛ ليكون مكاناً لمقبرة القطط والكلاب، يقول يورغن بيكر: إن كثيراً من الناس تحتاج مكاناً خاصاً لدفن حيواناتها الأليفة؛ من أجل الذكريات والحزن.
الناس لا يريدون أن يفقدوا أصدقاءهم من الحيوانات الأليفة في مكان ما، لذلك تجد في المقبرة مكاناً ملائماً ومناسباً، 36 عاماً، على مقبرة الحيوانات الأليفة مضت، وهي الآن تبلغ نحو هكتارين، يوجد فوق العديد من المقابر قطعة رخام، رسم عليها صورة القطة أو الأرنب أو الكلب، أو غيرها من الحيوانات التي يقتنيها البشر، فالمقبرة المخصصة لجميع الحيوانات الأليفة من أرانب وطيور وثعالب، وكثير من الشواهد القبرية تحمل كلمة شكراً، والتي هي شكر موجه من مالك الحيوان إلى الحيوان نفسه، شكراً على الوقت الجميل وولائك.
يورغن صاحب المقبرة، وزميله مارتن ليدلوف، يقولان: يجب علينا دوماً أن نبقي آذاناً مفتوحة لسماع ما يحكيه الناس عن حيواناتهم، فيقول مارتن: معظم الناس يريدون التحدث عن حيواناتهم بعد دفنها، يخبرون كيف تصادقوا معها، وعاشوا واختبروا الحياة سوياً، وفي النهاية موتها يشكل خسارة كبيرة، في حين أن آخرين يريدون إنجاز مهمة الدفن بسرعة ومن ثم الابتعاد.
من جهة أخرى تكلف الجنازة الخاصة بالدفن نحو 30 يورو، بينما قيمة الإيجار السنوي، الذي يجب على المالك دفعه نحو 40 يورو، الأمر الذي يستطيع الأغلب تحمله، مقابل القدرة دوماً على زيارة قبر الحيوان الأليف، وتذكر الأيام الجميلة التي قضاها مع العائلة.
يؤكد يورغن أن العديد من الناس يأتون إلى الدفن، وهم يحملون البطانية التي كان ينام فوقها حيوانهم، أو قطعة من اللحوم التي كان يعشقها، أو سناك صغير. أما عن مراسم الدفن، فتتم في البداية عندما يتلقى فريق الدفن، الحيوان الميت، ويأخذونه إلى الطبيب البيطري، حتى تتم تهيئته للدفن، ويكون فريق العمل على كامل الاستعداد طوال الوقت لأي اتصال مفاجئ أو حالة طارئة.
بالنسبة للناس الذين لا يتمتعون بعلاقة مميزة مع الحيوانات، فهم يعتقدون أن ما يجري في مقبرة الحيوان نوع من الجنون، أو ليس ضرورياً، أما هؤلاء الذين ارتبطوا لسنين طويلة بحيوان أليف، فيدركون تماماً ماذا يعني هذا، ويقدرونه أشد تقدير.
ويؤكد يورغن أن العديد من الرجال وقفوا فوق مقابر حيواناتهم، وبكوا بكاءً حزيناً للغاية، إنها علاقة تشبه علاقة الإنسان بصديق أو طفل.
ومن الجدير ذكره أنه تكاد لا تخلو مدينة كبيرة من وجود مقبرة صغيرة للحيوانات، حيث الكثر يجدون صعوبة في دفن حيوانهم الأليف في الغابة أو في الحديقة العامة، ويرغبون في التواصل معه، وتذكره من خلال قبر واضح المعالم، يحمل اسمه وتاريخ ميلاده.
كما يوجد العديد من المواقع الإليكترونية الخاصة بدفن الحيوانات، حيث تتوافر فيها جميع المعلومات الخاصة بكيفية الدفن، وحجز الموعد والتكاليف.
حقيقة قد يراها البعض ترفاً، وقد يراها البعض ضرورة، وآخرون يجدونها جنوناً.