مجتمعات الشمبانزي تشبه مجتمعات الإنسان

يعلم الجميع بأنّ القرود وما ينتمي لها من فصائل تشبه إلى حد ما الإنسان في بعض تصرفاته، وردود أفعاله. ومؤخرًا قامت الباحثة جين دوندال بدراسة التفاعلات الاجتماعية والأسرية للشمبانزي، وتحديدًا عندما استقرت على ضفاف بحيرة تنجانيقا في تنزانيا، ليتضح لها أنّ مجتمعات الشمبانزي تقتل تقريبًا للأسباب نفسها التي يتقاتل من أجلها الإنسان، وكأنّ القتل جزء من طبيعتها كما هو الحال في عالم الإنسان.
وأوضحت الدراسة أنّ في عالم الرئيسيات نادرًا ما يكون هناك اقتتال وسط نفس النوع، وحدوثه وسط عائلات الشمبانزي هو ما حير علماء السلوك، مما دفعهم إلى وضع فرضيتين لتفسير ذلك؛ الأولى: تقول إنّ الهجمات القاتلة تتزايد في المناطق التي يعتدي فيها الإنسان على القرد بتدمير بيئته وإزالتها، أما الفرضية الثانية فترى أنّ الاقتتال هو نتاج تطور طبيعي لمجتمعات الشامبنزي، حيث أصبح القتل أمرًا تكتيكًا يمكّن القاتل من توسيع أراضيه للحصول على الغذاء والتكاثر.
وفي الدراسة التي نشرت في17 من سبتمبر في مجلة ناتير والتي استمرت لعقود أوضحت أنّ مجتمعات الشمبانزي تولي الأولوية للحروب بدل الحب؛ لأنّ الطبيعة الاجتماعية لديهم تقوم على أساس تفتيتهم إلى مجموعات تبحث عن الغذاء، ولا تتوانى عن القتل في مسيرة البحث عن الغذاء، إلا أنّ هذه الدراسة لم تجد أي علاقة إيجابية بين وجود الإنسان وعادات التقاتل بين مجتمعات الشمبانزي. حيث تم تسجيل أعلى معدل للهجمات القاتلة في بعض المناطق بالرغم من غياب الإنسان فيها، وهو ما دفع الباحثين إلى تغليب الفرضية الثانية، والمجتمعات التي تقوم بهذه الممارسات تكون فيها المنافسة على الموارد هي الأكثر مرارة، ويكثر فيها عدد الذكور، وترتفع فيها الكثافة السكانية. بحسب صحيفة مكة

تجدر الإشارة إلى أنّ للشِمْبَانْزِي مواصفات عديدة تجعله محطَّ اهتمام الإنسان، وتُكسبه قيمة لديه. كما أنّ طبعه اللعوب، وكذلك فضوله، يجعلانه محبوبًا لدى مرتادي حدائق الحيوان. ويسهل استئناس صغاره وتدريبها للعمل في السيرك، كما يستخدمها العلماء في البحوث الطبية والنفسية، لما لها من أوجه شبه متعددة بالإنسان.