منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها محطة الـMBC اختيار وائل كفوري لكي يحتل كرسي لجنة التحكيم في الموسم الثالث من برنامج "آراب آيدول" بعد انسحاب الفنان راغب علامة منه، هو الذي ترأس لجنة التحكيم على مدار موسمين متتاليين، حاول الكثيرون إجراء مقارنة بين الفنانين، ولكن هذه المرة، لم تكن المقارنة فنية أو تتعلق بالنجومية، بل مقارنة تتعلق بكونهما "حكمين" تعاقبا على تقييم المواهب والأصوات في برنامج واحد. ولأن البرنامج شهد طوال الموسمين الماضيين، مواقف ساخنة و«مناكفات» وصلت إلى حدها بين أحلام وراغب علامة، تساءل الكثيرون: هل ستكرر تجربة مناكفات أحلام- راغب وتولد في الموسم الثالث من برنامج "آراب آيدول" نسخة جديدة تحت عنوان مناكفات أحلام ـ وائل؟
هكذا تحوّل اللعب إلى جد
الناقد المصري طارق الشناوي، قارن بين حضور راغب علامة وحضور وائل كفوري في لجنة تحكيم برنامج «آراب آيدول»، وقال: «لا شك أنهما نجمان كبيران في عالم الغناء، ولكن دور المحكّم، يتطلب شيئاً من أداء ونباهة المقدّم، وهذه الميزة ليست متوفرة عند كل الفنانين. ولذلك، أنا أرى أن راغب، أفضل من وائل من هذه الناحية. ولكنّ هذا الأمر لا علاقة له بنجومية الفنانين وشعبيتهما. راغب كان يضفي جواً أفضل على البرنامج، شغباً وخفة دم، بينما وائل يبدو متحفظاً بعض الشيء. راغب أكثر انفتاحاً واجتماعياً أكثر، وهذه الناحية تجعل وائل لا يعرف أن يأخذ دور راغب، عند جلوسه على كرسي التحكيم. وائل شخص متحفظ في طبعه، في حين أن التلفزيون يتطلب «الرحرحة وأنك تلبس الكاجوال».
وعما إذا كان يرى أن شخصية وائل المتحفظة ستؤثر على نجاح البرنامج، رد الشناوي: «لا أعتقد أن التأثير سيكون كبيراً، لأن البرنامج يتمتع بقوة دفع كبيرة، ولديه جمهوره الذي ينتظره من عام إلى آخر. إلى ذلك، ثمة ناحية أخرى تضمن للبرنامج نجاحه، وهي الصراع في العالم العربي على المطرب الذي سيفوز باللقب، ونحن نلاحظ أن كل دولة عربية تدخل في «حرب» مع دولة عربية أخرى من أجل أن يفوز المشترك الذي يحمل جنسيتها باللقب".
وبالسؤال عما إذا كان غياب «مناوشات» راغب وأحلام، يمكن أن تنعكس سلباً على البرنامج وتؤدي إلى تراجع نسبة مشاهدته، قال الشناوي: «بالنسبة إلى هذا الخط فهو الخط الثاني، الذي يمثل أحد عناصر الجذب في البرنامج. أنا كنت أعتقد أن ما يحصل بين راغب وأحلام هو مجرد «تمثيلية» لزيادة الجذب. ولكن، يبدو أنه تحوّل إلى جدّ. فهم بدأوا باللعب ومن ثم تحوّل اللعب إلى جد. أما الخط الأول، فهو وجود أربعة نجوم مهمين فيه يمثلون كل الوطن العربي، نجحوا بتكسير الحواجز وكلهم أسماء محبوبة».
وعن إمكانية هيمنة أحلام على اللجنة، قال الشناوي: «لأن أحلام انفعالية ولا تحكّم عقلها الواعي على أفعالها، فإن هذا الأمر يجعلها تخسر بسهولة، على عكس نانسي التي بقدر ما تبدو رقيقة وعاطفية من الخارج، بقدر ما تحمل في داخلها عقلاً متيقظاً، فهي تجيد اختيار الوقت المناسب، متى تتكلم ومتى تسكت. ولكنني لا أعتقد أن أحلام يمكن أن تسيطر على اللجنة، لأن من يسيطر يجب أن يكون قادراً على الإمساك بخيوط اللعبة أكثر من غيره. وهذه الناحية ليست متوفرة عند أحلام».
وعن إمكانية تحوّل حرب أحلام ـ راغب إلى حرب أحلام ـ وائل، قال الشناوي: «تركيبة وائل لا تشير إلى إمكانية حصول ذلك، إلا إذا وجد القيّمون على البرنامج أنهم بحاجة إلى تكرار تجربة أحلام ـ راغب مع أحلام ـ وائل، ولو حصل مثل هذا الأمر، عندها سوف أتأكد أن ما يحصل مفبرك وليس طبيعياً».
الناس سيفكرون في الموضوع ثم سينسونه
الناقد جمال فياض، وفي مقارنة بين تجربتي راغب علامة ووائل كفوري على كرسي التحكيم في برنامج «آراب آيدول»، قال: «لطالما كان هناك تبادل في الأدوار بين الفنانين في المهرجانات والمناسبات الفنية، وهذا ليس بالأمر الجديد. لكن، تبقى لكل فنان شخصيته وكيانه وحضوره. والمقارنة بين الفنانين ليست ضرورية، لأن الفنان مثل البصمة، له «كاراكتير» ولو لم يكن وائل كفوري مهماً، لما كانوا استعانوا به، لأنه يوجد غيره عشرات الفنانين وكلهم حاضرون وموجودون ولكنهم اختاروه دون سواه. من حق راغب أن يترك برنامج «آراب آيدول» ومن حق وائل كفوري أيضاً أن يقبل بعرض «أم بي سي» ويحلّ مكانه، ويبقى السؤال المطروح: كم ستكون لدى وائل المقدرة على النقد والتقييم؟ علينا أن ننتظر لكي نعرف ما إذا كانت شخصيته حاضرة للقيام بهذه المهمة».
ولأنه يُقال إن برنامج «آراب آيدول» فقد عنصر التشويق بغياب راغب علامة عنه، لأن خلافاته مع أحلام على الهواء، كانت أحد أسباب نجاحه، قال فياض: «أنا واحد من الأشخاص الذين ارتاحوا من هذه الناحية؛ لأنني لم أكن أفرح أبداً بالتعليقات المتبادلة بين أحلام وراغب علامة، والتي كانت تتخطى الحدود. لا أعتقد أن الناس كانوا يحبون تلك المناوشات، ولكنهم كانوا يتحدثون عنها ويعلّقون عليها».
وعما إذا كان يرى أن غياب راغب علامة، سيجعل الأجواء أهدأ في البرنامج، قال: «راغب وتفكيره أصبحا في مكان آخر. لا شك أن الناس سيفكرون في هذا الموضوع في البداية، ولكنهم سينسونه بعد عدد قليل من الحلقات، لأن أحلام، في حدّ ذاتها، مادة إعلامية لحديث الناس، من خلال تعليقاتها وانفعالاتها وحماسها الزائد لبعض الأصوات، وذلك عندما كانت تقول لأصوات عادية إنها خارقة. حماس أحلام وقفشاتها، كفيلان بخلق أجواء حماسية، وليس بالضرورة أن «تتخانق» مع أحد لكي يلتفت الناس إلى البرنامج».
ولكن، هل يعتقد فياض أن أحلام ستعتمد مع وائل الأسلوب الذي اعتمدته مع راغب؟، أوضح فياض قائلاً: «لا أعتقد، لأن «كاراكتر» وائل ليس من هذا النوع ولا حتى نانسي. أما حسن الشافعي، وكما جرت العادة، فسيحاول أن يظهر وكأنه حيادي. أعتقد أن أحلام وحدها «ستأكل كل الجو».
وهل كلامه، يعني أن أحلام ستسيطر على اللجنة؟ قال: «لا شك أنها ستحاول أن تثبت أن حضورها ملفت وبارز ونافر، وليس بالضرورة بالمعنى السلبي للكلمة، ولكنني أتمنى ألا تقوم ببعض التصرفات لكي تثبت أنها موجودة».
سحر راغب لا يشبهه أي سحر آخر
الملحن والشاعر الغنائي طوني أبي كرم، أشار بدوره أنه لا مجال للمقارنة بين وائل كفوري وراغب علامة، وأضاف: «كل منهما يتميز بشخصية خاصة ولا يوجد أي تشابه في شخصيتهما. وائل كفوري في مكان وراغب علامة في مكان آخر».
وبرأيه، من يملأ المكان أكثر على كرسيّ لجنة التحكيم راغب علامة أو وائل كفوري؟ ردّ أبي كرم: «كل منهما له طلّة مختلفة وحضور مختلف. السكة التي يعتمدها وائل بتصرفاته هي في مكانها، وراغب عندما كان موجوداً في اللجنة كان يعتمد طريقة مختلفة. سحر راغب لا يشبهه أي سحر آخر».
وهل يرى أن كرسي لجنة التحكيم يحتاج إلى وجود راغب أو إلى وجود وائل؟ قال: «بل هو يحتاج إلى ملحن أو شاعر. إلا أنهم يستعينون في برامج الهواة بالنجوم لكي يتمكنوا من تحقيق نسب مشاهدة عالية وكسب المال. عضو لجنة التحكيم، يجب أن يكون فناناً يملك خبرة تقييم الأصوات وليس مطرباً».
وماذا أخذ غياب راغب علامة من برنامج «آراب آيدول» وماذا أضاف وجود وائل كفوري إليه، أجاب أبي كرم: «غياب راغب أخذ معه طلة راغب، لأنه فنان «كاريزماتيكي» ويتمتع بحضور طاغ وطلة مختلفة عن الجميع، ومع وجود وائل كفوري في البرنامج «مشيت القصة مثل ما هنّي مقررين اللعبة» (تسير الأمور وفق ما قرر القيّمون على البرنامج). طلّة راغب مختلفة تماماً وعن إطلالات الجميع».
وهل يرى أن وجود راغب على كرسي التحكيم ملأ الفراغ الذي تركه راغب، بغيابه؟ أجاب: «كلا، ولكنه أكمل العدد». وهل يقصد أن وجود وائل «كمالة عدد» في البرنامج، ردّ أبي كرم: «كلا، بل وجوده أكمل اللجنة بعد أن نقصت عضواً. كل الأعضاء المشاركين في اللجنة، نجوم معروفون ولديهم قيمة وكلهم شخصيات يملأون أماكنهم».
وهل يتوقع حصول «صدامات» بين وائل وأحلام؟ قال أبي كرم» لا أعتقد، لأن سياسة البرنامج أصبحت واضحة. والكل شاهدها على الشاشة، البرنامج يقوم على المسايرة وهم اتفقوا على عدم الاختلاف فيما بينهم. هناك سكة معينة اتفق عليها الجميع ويسير عليها الجميع دون أن يرضخ أحد من أعضاء اللجنة لعضو آخر فيها».
وهل يرى أبي كرم أن خلافة وائل لراغب على كرسي التحكيم أوجدت حساسية بينهما، قال: «على الإطلاق. راغب نسيَ «آراب آيدول» منذ أن أعلن انسحابه منه. هو لا يملك الوقت الكافي له، لأن لديه أشغالاً كثيرة أخرى، وهو يشعر أنه كان «حملاً ونزل عن كتفيه».
علي جابر: وائل بحد ذاته إضافة "حلوة وبتجنن"
علي جابر، مدير عام شبكة قنوات MBC، أجرى مقارنة بين راغب علامة ووائل كفوري قائلاً: «كلاهما فنانان كبيران، وكلاهما يملك تاريخاً كبيراً وأصيلاً في الفن، وأيضاً كلاهما يتمتع برصيد جماهيري عريض وشعبية كبيرة. في النهاية، لا أحد يأخذ شيئاً من درب الآخر، بل أعتقد أن راغب سيظل نجماً مع «آراب آيدول» وبدونه، ووائل كان نجماً قبل «آراب آيدول» ومعه ستزيد نجوميته أكبر».
وعن رأيه بحضورهما كعضويّ لجنة تحكيم وليس كفنانين، قال علي جابر: «راغب لديه شخصية خاصة به ومختلفة تماماً عن شخصية وائل، والعكس صحيح أيضاً. وائل صاحب شخصية محببة وقريبة من القلب، ساهمت بزيادة الحميمية في البرنامج وأضافت إليه جمهوراً جديداً».
وهل هذا يعني أن هذه الحميمية لم تكن قبل وجود وائل فيه؟ ردّ جابر: «أنا لم أقل ذلك»!
ولأن مناكفات راغب ـ أحلام كانت محطّ متابعة من المواقع الإلكترونية كونها عنصر جذب أساسي ومثير في «آراب آيدول» ما يعني أن هذا العنصر غاب عن البرنامج بانسحاب راغب منه، قال جابر: «لا أعتقد أن مناكفات أحلام وراغب كانت تشكل عنصر جذب في البرنامج. وتناول المواقع الإلكترونية لإخبارهما لا يعني أبداً أنها كذلك. ما كان يحصل بين راغب وأحلام هو سوء تفاهم مؤسف».
وشكّك جابر بفرح الناس بمناكفات راغب وأحلام وقال: «لا أعرف ما إذا كان الناس يفرحون بها، ولكنني لا أعتقد ذلك».
وهل يتوقع أن تتحكم أحلام بنفسها وأن تحدّ من هجومها وانفعالاتها الناتجين عن عفويتها، أم أنه ينتظر دخولها في معركة مع عضو آخر في اللجنة؟ أجاب علي جابر: «أحلام لن تدخل في معارك مع أحد في اللجنة. هي فنانة كبيرة وتعرف «كيف تقول وماذا تقول».
وماذا سيضيف وجود وائل كفوري إلى الموسم الثالث من «آراب آيدول»، قال جابر: «وائل بحد ذاته إضافة، بل إضافة «حلوة وبتجنن». أنا أحبه كثيراً وأعتقد أننا محظوظون في MBC لأنه أصبح موجوداً معنا».