في دراسة جديدة تعتبر الأضخم في التاريخ الطبي نشرت في كبرى المجلات العلمية تمكن العلماء أخيراً من تحديد الجينات المسؤولة عن الطول، وفهم علاقة التغذية والطعام بقامة الإنسان؛ حيث تمكن الباحثون في الدراسة التي شملت على أكثر من ربع مليون شخص من تحديد نحو 700 نسخة جينّية مسؤولة عن طول الإنسان، وتختلف هذه الجينات من شخصٍ إلى آخر في حوالي 400 موضع من مادته الوراثية وبالتالي يختلف طول الإنسان، وهو اكتشاف يشكل خطوة غير مسبوقة في فك شيفرة المادة الوراثية للإنسان وفهم دورها في تحديد هيئة الإنسان وشكله، كما تلعب هذه الجينات دوراً في تنظيم نمو العظام وبكثافة مادة "الكولاجين" التي تتكون العظام منها، وتسهم بالتالي في تحديد طول الإنسان وفي توقف نمو العظام حينما يصل الإنسان للطول المحدد. ويبدو أنّ التغذية تلعب دوراً ملحوظاً في الفروقات في الطول حتى بين الإخوة، إذ إنها مسؤولة مع العوامل البيئية الأخرى على نحو 20% من الفروقات في الطول، في حين للمادة الوراثية يبقى الدور الأكبر في تحديد طول الإنسان، بنسبة تصل إلى 80، ويعتبر ذلك إنجازًا طبيًّا يكشف عن 700 جين مسؤول عن تحديد طول الإنسان، ويخطو بنا خطوة كبيرة نحو ملء الفضول العلمي تجاه الجينات، وقد يساعد في علاج الأمراض التي تتأثر بالطول، كترقق العظام والسرطان وأمراض القلب.
