الشخير مشكلة تؤرق حياة بعض الأزواج، حيث يُضطر بعضهم إلى النوم في غرف منفردة، ولو أن صوت الشخير المرتفع قد يتسلّل إلى الغرف الأخرى، في سكون الليل!
ولمكافحة الشخير (المرضي)، بدون اللجوء للجراحة، تتوافر "اكسسوارات" تُباع في الصيدليات، ومنها سوار مكافحة الشخير، الذي يبثّ نبضات كهربائية ضعيفة للشخص، الذي يرتديه، فيشعر بانزعاج يعلمه بضرورة تغيير وضعيّة نومه في السرير.
وكانت تردّدت الأخبار عن فعاليّة هذا السوار، في حلّ هذه المشكلة، ولو بصورة جزئيّة. ولكنّ الاختصاصي في مشكلات النوم الدكتور سيرج بينيون، يرى أن "مصنّعي هذا الجهاز ينطلقون من المبدأ القائل إن وضعيّة النوم، حصراً، هي المسؤولة عن الشخير. ولكنّ الأمر ليس كذلك، فالشخير ظاهرة متعدّدة العوامل، ووضعيّة النوم ليست السبب الوحيد المسؤول عنها".
ويضيف أن "تغيير وضعيّة النوم قد يكون فعالاً لدى الأشخاص، الذين يعانون من ضخامة حجم اللسان. وفي هذه الحالة تحديداً، تكون قاعدة اللسان كبيرة جداً، بحيث تشكل عائقاً أمام التنفس".
لكنّ مشكلة ضخامة اللسان نادرة، في حين يشخر 60% من الرجال و 40% من النساء فوق الأربعين سنة، بشكل منتظم، لأسباب أخرى.
في الواقع، يعتبر الشخير اضطراباً تنفسياً ناجماً عن وجود عقبة عند استنشاق الهواء، علماً أنّه قد تختلف طبيعة هذه العقبات، وقد تشمل: عضلات البلعوم المرتخية قليلاً (ظاهرة تحدث مع التقدّم في السن)، أو طبقة من الدهن كبيرة جداً بين العضلة وبطانة الحلق (حال شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن)، أو كبر حجم اللوزتين (عامل مشترك بين الأطفال). وبسبب هذه العقبات المذكورة آنفاً، يتقلّص مجرى الهواء، ما يعيقه، فيضطر النائم إلى زيادة الجهد عند التنفس، فتهتزّ أنسجة الحنك واللهاة... والنتيجة هي الشخير!
وإذا كانت فعاليّة سوار مكافحة الشخير مشكوكاً بها، فهذه الأداة قد تسبّب أيضاً مخاطر صحيّة حقيقيّة على صحّة مستخدمها، نظراً إلى أنّ النبضات الكهربائية التي تبثّها في جسمه، تجعله يستيقظ مرّات عدة، خلال النوم!
ولفترات الاستيقاظ القصيرة هذه ، والتي تدوم أقلّ من 15 ثانية، ولا تترك أي ذكريات عن الاستيقاظ، عواقب وخيمة، إذ تؤدي إلى قطع الدورة الدموية، ما يدفع الجسم إلى البدء بها من جديد. وبالتالي، لا يشعر الشخص بالراحة، ويصبح النوم مصدراً للقلق، فيحسّ في الصباح بتعب، وصداع، ونعاس.
ولمكافحة الشخير يقول الدكتور بينيون: " لعلّ أول شيء يجب فعله هو استشارة طبيب متخصّص، فهو يساعد على فهم الأسباب المسؤولة عن الشخير، ويصف العلاج المناسب. علاوة على ذلك، قد يكون من الهام إجراء فحص للتنفس، في أثناء النوم، علماً أن توقّف التنفّس في أثناء النوم عامل آخر قد يسبّب فترات الاستيقاظ القصيرة، وبالتالي يقلّل من جودة النوم، ويؤدي إلى النعاس طوال اليوم".
ويجدر عدم إغفال عامل زيادة الوزن المسؤول عن الشخير، أيضاً!
شاهدي أيضاً: