فنان عراقي يهرب بفنه للعيش في كوخ طيني

4 صور
قانون الفن والفنانين هو: "عندما تنظر إلى شيء من الأشياء ولا يعجبك الشكل العام له، حاول أن تحسن من هذا الشكل بطريقة ترغب بها أنت وتراها مناسبة لوجدانك ولشخصيتك حتى تستطيع أن تبدع وتبتكر وتخرج كل الطاقات التي بداخلك بعد استقرارك في حالة مزاجية مناسبة وملهمة مصدرها المكان الذي تعيش به، فذلك هو أساس الفن لكي تكون مبدعاً".
هذا القانون اتبعه الفنان التشكيلي العراقي حسين الركابي، حيث فضل السكن في كوخ صغير بناه بنفسه من الطين، ووفر كل مستلزماته لكي يكون محرابه في عشق ريشته وألوانه وإنتاج لوحات فنية جديدة، رافضاً العيش في العاصمة العراقية بغداد بعد أن تتلمذ في أكاديمياتها لسنوات طويلة بعيداً عن مركز مدينته وأهله وسحر معارض العواصم العربية.
وشهد حفل افتتاح معرضه الشخصي الجديد في كوخه المتواضع في أقاصي مدينته الناصرية حضوراً متميزاً من الفنانين والمتحمسين للاطلاع على تجربته.
ووفقاً لـ"الشرق الأوسط"، فقد ذكر الركابي أنه كان يحلم ببناء كوخ منذ زمن طويل، وأضاف: "وجدت المكان مناسباً في قرية يطلق عليها "قرية الحسينات" تبعد عن مركز المدينة بنحو نصف ساعة، فأنا أحب العزلة والوحدة اللذين لهما الفضل في التأمل وقضاء وقت أطول للعمل وكسب طاقة إيجابية جديدة".
يذكر أن الفنان الركابي أقدم منذ أقل من عام على بناء كوخ منعزل بيده على أرض وفرها له صديق طفولته عند أطراف مدينة الناصرية، ثم حوله إلى مسكن ومرسم ومختبر لأفكاره، مبتدعاً حريته بعد أن اصطدم بقسوة الواقع، وتقاطعَ مع تصرفات البعض من المواطنين، وقد تحول كوخه الطيني إلى محطة لقاء وحوار مع عدد معدود من الأصدقاء والزملاء جمعهم يأسُهم من المدن التي أصبحت لا تطاق؛ لأنها "تعسكرت" أو تحولت إلى معسكر، ويرى الركابي أن الطبيعة حافز مهم للإبداع الفني ومحرضة على الإنتاج.