انطلقت فكرة مهرجان الطناجر في ألمانيا قبل نحو 50 عاماً، من شمال ألمانيا بالتحديد، فقد وجد عمال الفخار حينها أنه لابد من إيجاد مكان مشترك لبيع منتجاتهم وتسويقها، والبحث عن طرق جديدة لتسويق المنتجات الفخارية، فما كان منهم إلا أن ابتكروا فكرة السوق الكبير.
انتظار المهرجان
في السوق الكبير يقومون بعرض منتجاتهم من طناجر الفخار والأواني الفخارية، التي كان يستعملها الألمان بكثرة في تلك الأيام، فكانت ربة المنزل تجمع عبر سنوات طويلة سلسلة كاملة من الأدوات الفخارية التي تشتريها بشكل سنوي من هذا السوق، وإذا ما كُسر لديها صحن أو فنجان من الفخار، ما كان عليها إلا أن تنتظر حتى يأتي موعد المهرجان القادم؛ حتى تشتري بدلاً لما كسر لديها، حيث كان الفخار يستعمل في كثير من الأحيان كبديل للبراد.
طناجر حسب المناطق
امتازت كل منطقة في ألمانيا، بموديل معين من الفخار، فمنطقة تورنغن مثلاً كان الفخار المصنع فيها، لونه أزرق منقط بالأبيض، فحالما يرى الناس هذا الفنجان الأزرق المنقط؛ حتى يعرفوا أن العارض قادم من تورنغن، ومع مرور الزمن تحول السوق إلى مهرجان، وتكاد الآن لا تخلو مدينة منه، مهرجان الطناجر في برلين، رودل شتات، ينا، ميونخ. وبالتدريج أصبح المهرجان فنياً، وأصبح العارضون يأتون من خارج ألمانيا للمشاركة به، ففي مهرجان الطناجر في «فيمار» قدِم حرفيون من إيطاليا وروسيا، رغبة في عرض منتجاتهم هنا وفتح سوق جديد لها.
تحوّل الحرفيين
وتحول الكثير من الحرفيين إلى فنانين، وأصبحت المنتجات لا تقتصر على الطناجر والأدوات الفخارية فحسب، بل أصبح العارضون يقدمون ابتكاراتهم من الإكسسوارات الفخارية النسائية، والأجراس وديكورات الحدائق، وألعاب صغيرة للأطفال، وكثير من الحرفيين، أصبح لديهم موقع خاص على الإنترنت، حيث يستطيع المرء طلب ما يشاء، والدفع عبر بطاقة الدفع الإلكترونية، كما أصبح العديد من الفنانين يخصصون وقتاً سنوياً لإجراء دورات تدريبية للراغبين في التعلم على إتقان تصميمهم الخاص، أجواء المهرجان تثير الكثير من المرح، وفي كل عام يعرض الفنانون المزيد من الابتكارات، ومما لاشك فيه أن أسعار هذه الأعمال ليست برخيصة، وأن اقتناءها الآن ليس بالأمر اليسير.
طرائف مهرجان الطناجر في ألمانيا
- ثقافة وفنون
- سيدتي - يارا وهبي
- 07 نوفمبر 2014