لا تؤتي الفكرة ثمارها كما ينبغي إلا إذا زرعت بشكل مميز بحيث ترسخ في العقل والوجدان، ولن يحصل ذلك إلا إذا عرضت من خلال تجربة مؤثرة تلامس الفكر والمشاعر في آن واحد، وهذا ما قدمه أحد مقاطع الفيديو الغربية، والذي سعى لتقديم فكرة غاية في العمق بطريقة غاية في الابتكار لم تكن تخطر ببال أحد.
تتمثل فكرة الفيديو في الإعلان عن مقابلة عمل لوظيفة تم وصفها بأنها الوظيفة الأهم والأصعب في العالم، وبينما بدأ المتقدمون المقابلة فوجئوا بشروط ممثل العمل، والذي أخبرهم بأن هذه الوظيفة لن تتيح للمتقدم الجلوس على المكتب أو الراحة، بل الوقوف معظم الوقت، والوقوف منحنياً إذا اضطرت الحاجة، كما أن الوظيفة لا تشمل أي نوع من الإجازات، وليس هناك وقت محدد لنهاية لدوام، ما جعل المتقدمين يتذمرون.
فمنهم من قال: إن هذه الشروط ليست قانونية ولا إنسانية، ومنهم من قال: إن الأمر يبدو كمزحة سخيفة، لكنهم انتظروا حتى سماع نهاية العرض الوظيفي خاصة فيما يتعلق بالامتيازات والرواتب والمكافآت، فكانت الصدمة الكبرى بأن هذا العرض لا يشمل أي مقابل مادي، بل يشمل أموراً معنوية سيشعر بها المتقدم بنفسه في حين لا يمكن وصفها، وهنا بدت علامات الدهشة والاستغراب والاستنكار والعصبية على جميع المتقدمين، فإذا بالصاعقة تجيئهم بأن هذه الوظيفة موجودة بالفعل وهناك من يمارسها، فارتفعت الحواجب وفتحت الأفواه على مصراعيها، وأتى الجواب: إنها وظيفة الأم، وظيفة متواصلة ودون أوقات راحة محددة وتؤدى بلا أجر.
ووسط الدهشة بدأ كل واحد من المتقدمين بالتعليق على الموقف وتوجيه رسالة لوالدته، وكذلك فعل من شاهدوا المقطع، فلقد ورد الكثير من التعليقات اخترنا لكم مايلي:
Laila Abbad: "ياريت كل وظائف العالم هيك، صح متعبة، صح بلا أجر، بس معها أمل معها مستقبل نتيجتها جيل للأمام بالوطن، نتيجتها أولاد يرفعوا الراس، نتيجتها انت يا اخر المستخدمين لي احلى نتاج"
لتصلكم الفكرة على نفس النحو البديع الذي وصلهم:
ـ
