كاتبة سعودية شابة بدأت رحلة الكتابة في سن المراهقة وبداية التحولات. مرّت بظروف أسرية صعبة نتيجة انفصال الأب عن الأم، فكانت الكتابة أقرب صديق لها، فتكتب أي موقف تصادفه قصة قصيرة. وكانت النتيجة إصدار ديوانين ورواية. الرواية حملت اسم «نبتة خبيثة»، وهي أولى تجاربها، لكن حلمها لم يكتمل بعد أن رفض فسحها وتوزيعها في السعودية، إلا أن وزارة الثقافة والإعلام عادت وفسحت الطبعة الثانية؛ لكون المنع جاء من قبل شخص واحد بمفرده، وذلك بعد أن كانت «سيدتي» قد تدخلت لدى الوزارة لتوضيح المسألة.
إنها عبير سمكري، عضو اتحاد الأدباء الأفروآسيوي، وعضو رابطة الأدباء العرب. استضفناها في مكتبنا بجدة، وكان معها هذا الحور:
* من كان أول من اطّلع على كتاباتك وشجّعك؟
- رحم الله الأديب الراحل محمد صادق دياب، فقد أخذ مجموعتي القصصية التي كنت جمعتها في كراسة وأعطيتها لابنته غنوة، التي كانت طالبة معي، وبعد أن قرأها وأعجبته طلب موافقة ولي الأمر، لكن والدي رفض؛ لأنني كنت صغيرة.
* وماذا بعد أن تزوجتِ؟
- عندما تزوّجت انشغلت بزوجي، وبعد مرور عام أنجبت ولدي تركي، فانشغلت به وتوقّفت عن الكتابة. وكنت إذا مررت بمعاناة قوية أكتبها على الورق.
نزار قباني معلمي
* لمن كنت تقرئين ومن كان يعجبك من الشعراء؟
- كنت أقرأ لإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، وأنيس منصور، ومن الشعراء كنت أحب القراءة لنزار قباني، ومحمود درويش، والأمراء: عبدالله الفيصل، وخالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، لكن يظل نزار قباني هو معلمي الذي أكتب بنفس أسلوبه.
* حدثينا عن الكتب التي أصدرتها.
- صدر لي ديوانان، هما «تجرأت وكتبت» و«ربيعي العربي»، ورواية «نبتة خبيثة».
* أين تجدين نفسك أكثر، في الشعر أم الرواية؟
- يجب على الكاتب ألا يحصر نفسه في خانة معينة، إنما يجب أن يجد نفسه في أي رافد أدبي يثير مشاعره، سواء في خاطرة أو قصيدة أو قصة.
* ما هي العوامل التي تشجّعك لتكون الفكرة قصيدة أو قصة؟
- أنا لا أكتب الشعر المقفّى الموزون، إنما أكتب النثر، فأكتب الموقف وأشرحه بطريقة أدبية، أو فكرة أحولها لقطعة نثرية، وفي الحال ينطبق على القصة، فكرة أو موقف، وبناء الحوار والسيناريو.
بطلة اسمها وردة
* كيف يمكنك تلخيص راويتك «نبتة خبيثة»؟
- بطلة الرواية اسمها وردة، وهي دكتورة نفسانية، وتعاني من حالة نفسية؛ نتيجة معاناة زوجية مبنية على الحب والانفصال. وكان الانفصال بغدرٍ من الرجل الذي أحبته وضحّت بالكثير من أجله، ولما أعطت عملها كل وقتها واجهت قصصاً وأحداثاً مشابهة لقصتها، لتبدأ بعمل مقارنة ما بين حالتها النفسية ومشاعرها كأنثى وبين الحالات التي تعالجها، وكانت تدور حول الحرمان.
* أين مكانك في الرواية؟
- تجدني في كل شخصيات «نبتة خبيثة»، أُمثّل الأنثى في كل مشاعرها، في الحب والرغبة والفرح والحزن، في جرحها وألمها وأملها، وفي البداية والنهاية، أنا امرأة وزوجة وأنثى.
بعد لقاء الكاتبة عبير سمكري مع عابد اللحياني المشرف على الإعلام الداخلي بمنطقة مكة المكرمة، قالت إنها تحدّثت معه وناقشته في الرواية، وقالت له إن الطبعة الأولى نفدت، وترغب في فسح الطبعة الثانية. وكان لها ما أرادت. وبدورها شكرت «سيدتي» على مبادرتها وسعيها في الحصول على فسح روياتها، التي تتمنى أن تصل أفكارها لكل أبناء الجيل من الشباب والشابات.