تقع سينما "إبنيزر"، التي تعود إلى الثلاثينيات، في "ولويتش" جنوبي شرق "لندن"، وتخضع اليوم إلى إعادة ترميم شاملة،
علماً أنها افتتحت للمرة الأولى في العشرين من نيسان (أبريل) 1937، بحضور نجمي تلك الحقبة غلاندا فاريل، وكلود هيلبير. وكان الفيلم الأوّل الذي عرض فيها يحمل عنوان "غود مورنيغ بويز" (صباح الخير يا شباب)، من إخراج مارسيل فارنيل، ومن بطولة ويل هاي.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الفريق الهندسي الذي كان وراء بناء هذه الدار التاريخية اختبر شهرةً لا تُضاهى، حتى أنه شيّد دار بلدية "هورنسي".
في الواقع، ضمّت هذه الدار بعض المميّزات الهندسية الرائعة، مثل: السلالم العظيمة، ومجموعة من الرسوم التي تزيّن الجدران وتعود إلى العصور الوسطى، وقاعة من المرايا، وثريات خلابة، ومقهى على الشرفة، وقاعة احتفالات مزينة بالتصميم القوطي.
وبعد العقود التي تلت حفل الافتتاح، استضاف المكان بعض العروض الفنيّة العالميّة، مثل: "بادي هولي" في سنة 1958، و"ذي بيتلز" في سنة 1963.
وبحلول الستينيات، أدرجت فيها لعبة "البينغو"، التي أصبحت لعبة الأمّهات المفضلة، وهكذا حلّت هذه اللعبة محلّ الأفلام وأصبحت الدار تأوي لعبة "البينغو" بشكل حصري! واستمر الوضع على هذا النحو حتى سنة 2011. ومذّاك، قرر أصحاب الدار الجدد إعادة المبنى إلى مجده الغابر، وإطلاق تسمية "مبنى إبنيزر" عليه. وللشروع في هذه المهمة، تمّ تنظيف المكان من الداخل، ووضع سجادات جديدة فيه تتلاءم والديكور السابق، فضلاً عن أضواء جديدة تتطابق مع الأضواء الأصلية التي وُضعت في سنة 1930. بالإضافة إلى ذلك، ما تزال الأبواب الداخلية الأصلية في مكانها.
وعند افتتاح دار السينما، كانت آلة "أرغن" للعزف ضخمة تجذب كثيرين، وكان يأتي عازف "الأرغن" الشهير ريغينالد ديكسن لكي يعزف عليه. ولكن، بيع هذا "الأرغن" الضخم منذ سنوات، وهو الآن "يجلس" في قاعة في "وايلز"!
في سنة 1937، علّق مهندس الدار أنه قرر تصميم المبنى على شكل مكان ديني، قائلاً: "اخترت الطراز القوطي الإيطالي الذي يُستخدم بشكل عام في دور العبادة لتزيين ديكور المبنى. فقد كانت هندسة هذه الدور تهدف إلى جذب الجماهير، ليس فقط عبر توفير المقاعد حيث يمكنهم تلاوة صلواتهم، بل أيضاً جعل المكان مساحة للاسترخاء، والاستمتاع الفني في محيط يسوده الأمل والجمال والانسجام".
شاهدي أيضاً: