بداية القصة
لم يكن أحد يعلم أن الفيديو الذي تم إطلاقه على «اليوتيوب» في التاسع عشر من الشهر الجاري، سيشعل حرباً افتراضية، الأطراف فيها: الشيخ سار ابن مدينة الرشيدية «جنوب شرقي المغرب» ومتابعوه، مقابل فتيات ونساء مغربيات غاضبات؛ فالفيديو الذي صوره الشاب المغربي إلياس الخريسي، الملقب بـ«الشيخ سار» لفتيات ونساء، بالشارع العام، وذلك بهدف إيصال رسالة مفادها: أنهن يتحملن مسؤولية التحرش في الشوارع بقدر ما يتحمله الرجل، وذلك رداً على فيديو انتشر مؤخراً عن فتاة مغربية من الدار البيضاء، حاولت اقتباس تجربة فتاة أميركية من نيويورك من خلال السير في الشارع العام وتصوير عدد المرات التي تعرضت فيها لحالات التحرش، والنتيجة كانت 320 حالة تحرش في عشر ساعات.
جدل افتراضي
مباشرةً بعد إطلاق الفيديو، انتشرت آراء منتقدة وغاضبة من الفيديو؛ حيث كان أبرزها رأي الصحفية المغربية والناشطة الحقوقية، زهور باقي، والتي عبرت عن انزعاجها في أكثر من تدوينة لها على صفحتها في الفايسبوك: «باعتباري مواطنة مغربية، أعلن رفضي التام وانزعاجي مما قام به الشيخ سار. فيديو يصور (بغير موافقة المعنية بالأمر) ولأغراض غير أخلاقية، ربحية، تشويهية، تشهيرية. نساء ومواطنات مغربيات في الشارع العام، في خرق سافر لحرياتهن الفردية، واعتداء خطير على حقهن في التجول دون التعرض لتصوير خفي بالكاميرا، باعتباري مواطنة مغربية تحس بالتهديد على سلامتها وأمنها الجسدي والنفسي والمعنوي، وتحس بقابلية تصويرها لأغراض إباحية «كما في فيدو الشيخ سار»، أو إشهارية أو تشهيرية وغير أخلاقية في أي لحظة، في أي مكان، ولأنه لا توجد آليات فعلية قانونية وقضائية تحميني من هذه الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان».
ردود «وزارية»
واعتبرت الوزيرة المنتدبة في البيئة، شرفات أفيلال، ما قام به «الشيخ سار» من تصوير مؤخرات المغربيات بالشارع، اعتداء على حرمة وجسد المرأة؛ حيث كتبت في صفحتها: «أي اعتقاد فكري أو مذهبي الذي يبيح الاعتداء علی حرمة جسد المرأة بتصويرها، وترقب حركات جسدها بالفضاء العام»؟
كما استغربت الوزيرة الشابة نشر هذا الفيديو، وتابعت قائلة: «أي نوع من الكبت هذا الذي يدفع بالمرء إلی عمل مشين وخسيس مثل ما فعله شيخنا أو شيخ نفسه»؟
رده عبر «سيدتي نت»
اتصلنا بدورنا بالشيخ سار، الذي قال إن هدفه من الفيديو هو التنبيه للظاهرة، وتصحيح مفاهيم مغلوطة حول مسؤولية الرجل في فعل التحرش الجنسي، وتحميله المسؤولية كاملة؛ لذلك صورت الفيديو لأبين أن للمرأة دوراً مماثلاً لدور الرجل».
كما أضاف أنه لم يتوصل بأي شكايات حتى الآن، وأن رفع قضية قانونية ضده أمر مستبعد جداً؛ حيث إن الفيديو لا يظهر وجه أو عورة أي فتاة أو امرأة؛ لأننا استعملنا آخر الوسائل للتأكد من طمس المعالم التي تشير إلى هوية أي «فتاة» تظهر في الفيديو، وعن إمكانية التعرف على الفتيات والنساء من ملابسهن، التي تظهر بوضوح في الفيديو، أكد أنه لا يمكن لفتاة أن تؤكد أنها الوحيدة التي تملك هذا النوع من الملابس».
وطلب الشيخ سار من المنتقدين إعطاءه حقه في حرية التعبير التي يناضلون من أجلها، واعترف لـ«سيدتي نت» أنه ربما اقترف خطأ في العشرين ثانية، وذلك لأنه شاب مغربي عادي وغير معصوم من الأخطاء، وأضاف، أن الغاية قد تبرر الوسيلة في هذه الحالة».
من هو الشيخ سار؟
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ سار -23 سنة- ابن مدينة الرشيدية، وطالب في شعبة التسيير الإداري للشركات، بدأ غناء الراب في 2005، وبعد توبته كما يقول، انتقل سنة 2009 إلى تأدية أغانٍ هادفة، مع الاحتفاظ بطريقة الراب.
ومؤخراً قرر اعتزال الموسيقى، ليس لأنها حرام أو عيب «كما كان ومازال يقول»؛ بل لأنها شبهة؛ فقرر الابتعاد عنها، والاستمرار في نشر الفيديوهات على اليوتيوب، ويتابعه المئات من المشاهدين، وأكثر من تسعين ألفاً على صفحته في الفايسبوك.
الشيخ سار لا ينكر ربحه المادي من الفيديوهات التي ينشرها حتى ولو كان قليلاً، وبخصوص لقبه؛ فيقول إن الاسم ارتبط به من صغره لشبهه الكبير باللاعب السنغالي، الشيخ سار، والذي كان يلعب ضمن فريق الرجاء البيضاوي، ويؤكد: «أنا لست شيخاً ولا عالم دين، ولست مفتياً، ولا أحفظ من القرآن إلا القليل، وإنما أنا شاب مغربي بسيط يحمل رسالة هادفة يريد تبليغها.
قضية على الأبواب
وأكدت فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أنها تتبعت بدقة مضمون الفيديو المذكور، والنقاشات التي أثارها على مختلف المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية؛ خصوصاً ردود فعل عدد من المواطنات والمواطنين، وبعض المسؤولات على المستوى الحكومي؛ حيث اعتبروا أن التسجيلات تنم عن كبت جنسي دفين لدى ناشره، ورؤية متخلفة ومتجاوزة لجسد النساء»، معبرة عن إدانتها الشديدة لمضامين التسجيلات، التي تعتبر مساً بكرامة النساء وبحرياتهن الشخصية.
وفي السياق نفسه، أعلنت الهيئة الحقوقية المذكورة رفع دعوى قضائية ضد المدعو «الشيخ سار» كمساهمة منها في السعي نحو مساءلة منتهكي حقوق المرأة ومهيني كرامتها.
لم يكن أحد يعلم أن الفيديو الذي تم إطلاقه على «اليوتيوب» في التاسع عشر من الشهر الجاري، سيشعل حرباً افتراضية، الأطراف فيها: الشيخ سار ابن مدينة الرشيدية «جنوب شرقي المغرب» ومتابعوه، مقابل فتيات ونساء مغربيات غاضبات؛ فالفيديو الذي صوره الشاب المغربي إلياس الخريسي، الملقب بـ«الشيخ سار» لفتيات ونساء، بالشارع العام، وذلك بهدف إيصال رسالة مفادها: أنهن يتحملن مسؤولية التحرش في الشوارع بقدر ما يتحمله الرجل، وذلك رداً على فيديو انتشر مؤخراً عن فتاة مغربية من الدار البيضاء، حاولت اقتباس تجربة فتاة أميركية من نيويورك من خلال السير في الشارع العام وتصوير عدد المرات التي تعرضت فيها لحالات التحرش، والنتيجة كانت 320 حالة تحرش في عشر ساعات.
جدل افتراضي
مباشرةً بعد إطلاق الفيديو، انتشرت آراء منتقدة وغاضبة من الفيديو؛ حيث كان أبرزها رأي الصحفية المغربية والناشطة الحقوقية، زهور باقي، والتي عبرت عن انزعاجها في أكثر من تدوينة لها على صفحتها في الفايسبوك: «باعتباري مواطنة مغربية، أعلن رفضي التام وانزعاجي مما قام به الشيخ سار. فيديو يصور (بغير موافقة المعنية بالأمر) ولأغراض غير أخلاقية، ربحية، تشويهية، تشهيرية. نساء ومواطنات مغربيات في الشارع العام، في خرق سافر لحرياتهن الفردية، واعتداء خطير على حقهن في التجول دون التعرض لتصوير خفي بالكاميرا، باعتباري مواطنة مغربية تحس بالتهديد على سلامتها وأمنها الجسدي والنفسي والمعنوي، وتحس بقابلية تصويرها لأغراض إباحية «كما في فيدو الشيخ سار»، أو إشهارية أو تشهيرية وغير أخلاقية في أي لحظة، في أي مكان، ولأنه لا توجد آليات فعلية قانونية وقضائية تحميني من هذه الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان».
ردود «وزارية»
واعتبرت الوزيرة المنتدبة في البيئة، شرفات أفيلال، ما قام به «الشيخ سار» من تصوير مؤخرات المغربيات بالشارع، اعتداء على حرمة وجسد المرأة؛ حيث كتبت في صفحتها: «أي اعتقاد فكري أو مذهبي الذي يبيح الاعتداء علی حرمة جسد المرأة بتصويرها، وترقب حركات جسدها بالفضاء العام»؟
كما استغربت الوزيرة الشابة نشر هذا الفيديو، وتابعت قائلة: «أي نوع من الكبت هذا الذي يدفع بالمرء إلی عمل مشين وخسيس مثل ما فعله شيخنا أو شيخ نفسه»؟
رده عبر «سيدتي نت»
اتصلنا بدورنا بالشيخ سار، الذي قال إن هدفه من الفيديو هو التنبيه للظاهرة، وتصحيح مفاهيم مغلوطة حول مسؤولية الرجل في فعل التحرش الجنسي، وتحميله المسؤولية كاملة؛ لذلك صورت الفيديو لأبين أن للمرأة دوراً مماثلاً لدور الرجل».
كما أضاف أنه لم يتوصل بأي شكايات حتى الآن، وأن رفع قضية قانونية ضده أمر مستبعد جداً؛ حيث إن الفيديو لا يظهر وجه أو عورة أي فتاة أو امرأة؛ لأننا استعملنا آخر الوسائل للتأكد من طمس المعالم التي تشير إلى هوية أي «فتاة» تظهر في الفيديو، وعن إمكانية التعرف على الفتيات والنساء من ملابسهن، التي تظهر بوضوح في الفيديو، أكد أنه لا يمكن لفتاة أن تؤكد أنها الوحيدة التي تملك هذا النوع من الملابس».
وطلب الشيخ سار من المنتقدين إعطاءه حقه في حرية التعبير التي يناضلون من أجلها، واعترف لـ«سيدتي نت» أنه ربما اقترف خطأ في العشرين ثانية، وذلك لأنه شاب مغربي عادي وغير معصوم من الأخطاء، وأضاف، أن الغاية قد تبرر الوسيلة في هذه الحالة».
من هو الشيخ سار؟
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ سار -23 سنة- ابن مدينة الرشيدية، وطالب في شعبة التسيير الإداري للشركات، بدأ غناء الراب في 2005، وبعد توبته كما يقول، انتقل سنة 2009 إلى تأدية أغانٍ هادفة، مع الاحتفاظ بطريقة الراب.
ومؤخراً قرر اعتزال الموسيقى، ليس لأنها حرام أو عيب «كما كان ومازال يقول»؛ بل لأنها شبهة؛ فقرر الابتعاد عنها، والاستمرار في نشر الفيديوهات على اليوتيوب، ويتابعه المئات من المشاهدين، وأكثر من تسعين ألفاً على صفحته في الفايسبوك.
الشيخ سار لا ينكر ربحه المادي من الفيديوهات التي ينشرها حتى ولو كان قليلاً، وبخصوص لقبه؛ فيقول إن الاسم ارتبط به من صغره لشبهه الكبير باللاعب السنغالي، الشيخ سار، والذي كان يلعب ضمن فريق الرجاء البيضاوي، ويؤكد: «أنا لست شيخاً ولا عالم دين، ولست مفتياً، ولا أحفظ من القرآن إلا القليل، وإنما أنا شاب مغربي بسيط يحمل رسالة هادفة يريد تبليغها.
قضية على الأبواب
وأكدت فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أنها تتبعت بدقة مضمون الفيديو المذكور، والنقاشات التي أثارها على مختلف المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية؛ خصوصاً ردود فعل عدد من المواطنات والمواطنين، وبعض المسؤولات على المستوى الحكومي؛ حيث اعتبروا أن التسجيلات تنم عن كبت جنسي دفين لدى ناشره، ورؤية متخلفة ومتجاوزة لجسد النساء»، معبرة عن إدانتها الشديدة لمضامين التسجيلات، التي تعتبر مساً بكرامة النساء وبحرياتهن الشخصية.
وفي السياق نفسه، أعلنت الهيئة الحقوقية المذكورة رفع دعوى قضائية ضد المدعو «الشيخ سار» كمساهمة منها في السعي نحو مساءلة منتهكي حقوق المرأة ومهيني كرامتها.