أظهر المسح الأول للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، أن دولة الإمارات جاءت في المركز الأول عربياً، وفي المركز الـ17 على مستوى شعوب العالم.فهل يعتقد الناس من مختلف القطاعات والأطياف في الدولة أن رصد مؤشر السعادة سيسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة؟
في الذكرى الـ43 لعيد الاتحاد، استطلعت «سيدتي» شرائح مختلفة من شخصيات نسائية ورجالية، حول أهم مصادر سعادتهم، بعد هذه السنوات من التطور.
بلغ متوسط الشعور بالسعادة عند المواطنين في دبي نحو 8.04 على مقياس من صفر إلى 10، حسب المسح الاجتماعي الثالث الذي أجرته هيئة تنمية المجتمع في الإمارة، بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء.
وبذلك يأتي المواطنون في دبي في المرتبة الرابعة عالمياً في شعورهم بالسعادة، مقارنة مع بقية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حسب التقرير العالمي للسعادة لعام 2013.
سعادتهم سعادتي
«نحن في دولة الإمارات تغمرنا السعادة»، هكذا بدأ العميد الدكتور علي سنجل، مدير مركز شرطة دبي الصحي كلامه، يتابع العميد سنجل: «المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد باسم «مؤشر السعادة» الهادفة إلى رصد سعادة الناس بشكل يومي، جعلت السعادة غاية تدرك، وفي حالتي فقد تم ابتعاثي لدراسة الطب في الخارج، إلى أن تدرجت في وظيفتي، واكتسبت مزيداً من الخبرة التي تؤهلني لرد الجميل لوطني الحبيب».
استجابة الجميع لمبادرة الشيخ محمد عن «مؤشر السعادة» تدل على مرونتها ومنطقيتها برأي اللواء محمد سعيد المري، مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في شرطة دبي. ويجزم اللواء المري بأن سعادة ورضا الجمهور هي مصدر سعادة وراحة شخصية له، لبذل المزيد من الجهود نحو الارتقاء بمؤشر السعادة.
فيما طالبت نورة النعيمي، موظفة في جهة حكومية بدبي، جميع الجهات الحكومية بالدولة بطرح خدماتها، والمزيد منها في إطار التسهيل على المتعامل، مشيرة إلى أنها سعيدة جداً بالخدمات المتوفرة وتابعت: «إسعاد المقيمين بهذا المؤشر هو جزء من إسعادنا نحن».
منافسة حقيقية
حمد أحمد الرحومي، عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة المؤقتة لموضوع التوطين في القطاعين الحكومي والخاص بالمجلس، يؤكد أن مبادرة «مؤشر السعادة» دليل على مدى حرص قيادة وحكومة دولة الإمارات على تحقيق الرخاء للمواطنين، والمقيمين على أرض الدولة، يستدرك قائلاً: «مؤشر السعادة سيسهم في تعزيز جودة الخدمات المقدمة في القطاع الحكومي».
تنعكس السعادة بشكل واضح على أداء جمعة الليم، مدير مكتب المجلس الوطني للإعلام في دبي، كما يقول، وهي بفضل الخدمات الذكية التي تقدمها حكومة الإمارات، ويتابع: «السعادة مفتاح النجاح في العمل»، كما أنها عنصر أساسي لكافة المناحي الحياتية. وتصنيف شعب الإمارات على أنه أسعد شعب في العالم لم يأت من فراغ، بل من واقع نعيشه؛ إذ إن تسهيل الحصول على الخدمات المقدمة للجمهور، بل والسعي على تقديمها بفئة 7 نجوم بدلاً من 5 نجوم إنما هو مبعث للراحة والسعادة لكل إنسان».
تسويق
تطالب الشيخة عائشة بنت خالد القاسمي، مدير مساعد «سجايا فتيات الشارقة»، كل جهة أن تعلن بشكل أفضل عن خدماتها التي تطرحها باستمرار، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لضمان تعريف الجمهور بها. وتابعت: «هذه الخدمات مفيدة للغاية لكل متعامل؛ إذ إنها تختصر الكثير من الوقت والجهد.
فيما ثمنت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة «مؤسسة فن» مبادرة «مؤشر السعادة»، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تهدف إلى قياس سعادة ورضا الجمهور بشكل يومي، وتابعت: «المؤشر لدي عالٍ جداً، فأنا راضية جداً عن الخدمات الذكية التي طرحتها المؤسسات والجهات المختلفة، فهي تدفعني لمواكبة هذا التطور في مجال عملي بـ«مؤسسة فن» والاستفادة منه».
لا مستحيل
أما ثريا العوضي، رئيسة مجموعة شركات ثريا العوضي، وعضو مجلس سيدات أعمال دبي، ومجلس سيدات أعمال الإمارات، فتتمثل السعادة لديها في كل المبادرات التي تجعل الإمارات رقم واحد، وأنه لا مستحيل طالما كان هناك عمل وابتكار، تتابع: «أستفيد على المستوى الشخصي من الخدمات الذكية المطروحة في الأمور الشخصية أو المتعلقة بمجال أعمالي".
ولفتت الدكتورة منى البحر، رئيسة لجنة التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة في المجلس الوطني الاتحادي، إلى أن السعادة لا تتأتى إلا في وجود أداء متميز، وتفاعل جيد بين الموظفين والعملاء والمراجعين، لذا وجب أن تتخذ الخطوات والإجراءات المطلوبة لتعزيز فكر التميز لدى الموظفين، وتتيح للجمهور أن يسجل مدى رضاه عن أدائهم وسعادته».
ملاذ آمن للعمال
أوضح محمد كرم، رئيس قسم المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، أن قاعدة البيانات المتكاملة هي للمحامين كافة، وقد وفرتها دائرة القضاء في أبوظبي في الإمارة، في إطار التطبيقات الذكية عبر الهواتف المحمولة، وتتضمن إحصائية بأعدادهم وطرق التواصل معهم عبر الهواتف أو البريد الإلكتروني. يتابع: «القاعدة تعتبر ملاذاً آمناً للعمال والسائقين، خاصة تطبيق «مستحقاتي».
وقد استفاد علي بني ياس، موظف في جهة حكومية بالعاصمة أبوظبي، الكثير من الخدمات الذكية، خاصة التي طرحتها وزارة الداخلية، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، بعد أن كانت المعاملات معقدة وتتطلب منه الحصول على إذن من جهة عمله لتخليصها، يعلّق: «الآن وبضغطة رز أستطيع إنهاء المعاملة المرغوبة بكل سهولة ويسر».
قياس المشاعر
ماريزيو بوتشري، فنان تشكيلي إيطالي يعيش في دبي، يجد أن مبادرة «مؤشر السعادة» ستسهم في التعرف على مشاعر المراجعين للدوائر الحكومية، يتابع: «المؤشر سيكون الأول في العالم، فهو عكس المؤشرات الأخرى، التي تُقيم الخدمات من خلال الأرقام والإحصاءات فقط، فالدوائر الحكومية باتت مطالبة بتحقيق متطلبات مؤشر السعادة، بدلاً من الاكتفاء برضا المتعاملين».
اللافت في هذه المبادرة أن المراجع أو العميل الذي لديه خدمة ومعاملة في أي من الدوائر والمؤسسات أو الشركات، سوف يقوم بنفسه بتسجيل تقييمه، ومدى رضاه عن مستوى الخدمة التي تلقاها، وذلك عبر نفس آلية الحصول على الخدمة وبنفس الوقت، وكما يدرك محمد عبدالمنعم، مصري الجنسية، مدير بإحدى فنادق دبي، أن هذا التقييم سيدفع بالمدير والمسؤول إلى أن يقدم خدمة متكاملة، يعلّق: «المبادرة ستفضي إلى مستوى كبير من التنافسية بين الدوائر والمؤسسات؛ لنيل رضا العميل».
مؤشرات إبداعية
تجد منال عطية، سيدة أعمال مصرية مقيمة في دبي، أن سعادة الناس في دبي، مواطنين ومقيمين وزواراً وسائحين، في السعي للوصول إلى المركز الأول عالمياً، وتجده في تطور الأعمال الاقتصادية عامة.
فيما تجد هدى الوسلاتي، سيدة أعمال إيطالية من أصل تونسي، أن «مؤشر السعادة» سيرفع من مبادرات حكومة دبي الذكية، وهذا سيؤثر إيجابياً على وتر الجودة لدى جميع سكان وزوار وسائحي الإمارة، وسيمكن الجهات الحكومية من تقديم خدمات متكاملة تهدف إلى زيادة تفاعل العملاء معها بإرضائهم وسعادتهم، وصولاً إلى حكومة عالية الكفاءة.