في صدد التطور الملحوظ بالمجال الطبي في المملكة، ونظراً للجهود المكثفة التي تقوم بها الدولة لإنماء الساحة الطبية وتميزها بالكفاءات العالية، أجرى المستشفى الوطني في الرياض لأول مرة في القطاع الطبي الخاص في المملكة أكبر عملية "جهاز واتشمان" بالقلب قام بها فريق القلب بالمستشفى الوطني في الرياض التابع لشركة رعاية الطبية، وتعد هذه العملية من العمليات الحديثة جداً في المجال الطبي العلاجي لمن يشتكون من ارتجاف قلبي ممن لا يمكن إعطاؤهم مميعات للدم.
وقال المدير الطبي بالمستشفى الوطني الدكتور عدنان الزهراني: "إن هذا المركز يعد الأول والوحيد لعلاج السكتة الدماغية في القطاع الخاص في المملكة حتى الآن، وهو من الخطوات التطويرية المهمة التي قام بها المستشفى الوطني عقب تطويره في حلته الجديدة"، كما صرح استشاري المخ والأعصاب والمشرف على مركز السكتة الدماغية بالمستشفى الدكتور إسماعيل البابللي بأن المريضة التي أجريت لها هذه العملية كانت تعاني من ارتجاف قلبي، وقد فشلت الأدوية المميعة بالتحكم بها، مما كان يعرضها لنزيف سريع بمجرد رفع مستوى المميعات، وفي مثل هذه الحالة يلجأ الأطباء لهذا الإجراء الدقيق والحديث جداً لوقاية المريض من الجلطات الدماغية، والتي تتكون في العادة في هذا الجيب الذي يتم إغلاقه، وفقاً لـ"الرياض".
ومن الجدير بالذكر أن باحثين بكلية طب مايو "مايو كلينيك" للدراسات العليا أجروا دراسة أميركية سابقة بقيادة ديفيد هولمز، وقد أكدت أن "جهاز واتشمان" الذي يُزرع في القلب يمكن أن يحل محل عقار "الورفرين" المضاد للتخثر، ليكون خطاً علاجياً أول لمرضى الارتعاش الأذيني، إضافة إلى أنه يقي من المضاعفات المحتملة لذلك الرعاش كالسكتات الدماغية، ويستخدم المتخصصون في القلب خلال إجراء العملية قثطاراً مغروزاً في وريد الساق لتوجيه الجهاز إلى تلك المنطقة بالقلب، فينتقل الجهاز عبر جزء القلب الأيمن ليودَع بالأذين الأيسر من خلال إحداث ثقب بين جزئي القلب.
وقال الباحثون: "إن واحداً من كل أربعة تجاوزوا سن الخمسين معرض للإصابة بالارتعاش الأذيني، وأن في الولايات المتحدة وحدها يوجد حالياً ثلاثة ملايين مصاب مع ترجيح إصابة 16 مليوناً به بحلول عام 2050، وتعد السكتات الدماغية أخطر المضاعفات المتصلة بذلك المرض.