إنّ الاكتشافات الجديدة الهادفة إلى حماية الأطفال من البدانة في المستقبل، ووضع أسس نظام حياتي صحّي يحقّق التوازن بين الطعام والنشاطات الرياضية، كانا محورا ندوة صحية نظمتها دائرة التغذية وعلوم الطعام في كليّة العلوم الزراعية والغذائية في "الجامعة الأميركيّة في بيروت"، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للتغذية" و"شركة كوكاكولا"، بمشاركة خبراء لبنانيين ودوليين، سلّطوا الضوء على بدانة الأطفال، ومعدلاتها في منطقة الشرق الأوسط، وشجعوا على ممارسة الرياضة.
السعودية والكويت
تعدّ بدانة الأطفال قضيّة معقّدة، لا سيما في الشرق الأوسط، لارتباطها بأمراض عدّة غير معدية، منها: السكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، حيث تشير الأرقام، في هذا المجال، إلى ارتفاع كبير في معدّلات البدانة في السعودية، والكويت، خصوصاً. وتعزى الأسباب الرئيسة المسؤولة عن بدانة الأطفال، إلى: العادات الغذائية غير الصحيّة، وقلّة النشاط البدني، ما يستدعي تبادل المعلومات، والبرامج، على نطاق الخبراء الصحيين للمساهمة في الحدّ من تزايد مستويات البدانة، والتخلّص من الخمول البدني، وتعزيز أنماط حياة صحية مستدامة، حسب الاختصاصي في الغدد الصماء والسكري والأمين العام لشبكة EPODE الدولية للوقاية من بدانة الأطفال الدكتور جان-ميشال بوريس.
لا تقولي "لا"!
يجدر بدول المنطقة تشديد انتباهها على التغذية والرياضة، بصورة خاصّة، حيث تفيد الدراسات والإحصائيات أن دول الشرق الأوسط تشكو من نسب عالية من المصابين بالأمراض غير المعدية.
وعلى كل أمّ أن تتحمّل مسؤولياتها تجاه أفراد أسرتها، وأن تبدأ بإرشاد صغارها، منذ نعومة أظفارهم، إلى صنوف الطعام الجيدة، كالفاكهة والخضر والحبوب وغيرها، بدءاً من سنّ الخامسة، وتعريفهم في ما بعد على الفارق بينها من حيث المحتوى، وبين تلك السيئة (رقائق البطاطس والحلويات الدسمة والمشروبات الغنية بالسكر والوجبات الغنية بالدهون)، ليتمّ تجنبها.
لكن، على الأم أن تعرف أن "كلّ ممنوع مرغوب"، وأن تتيقن أن كمّاً بسيطاً من هذه المأكولات "السيئة" لن يؤثر سلباً على صحة الصغار، إذا ترافق استهلاكه مع نشاط بدني يوازن بين ما يدخل وما يخرج من الجسم من سعرات حرارية، وفق ما أوضحت عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية ورئيسة "الجمعيّة اللبنانيّة للتغذية" الدكتورة نهلا حولا.
ادفعيهم لمزاولة الرياضة
وكانت غالبية دول العالم أقرّت مبادئ النشاط البدني التوجيهية، وهذه الأخيرة توصي البالغين بممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة من النشاط المعتدل إلى القوي أسبوعياً، و60 دقيقة على الأقل يومياً للأطفال. ومعلوم دور هذه التمرينات في تحسين مستوى الصحّة، ومكافحة وعلاج الأمراض المزمنة، وتخفيف الآثار الضارة الناجمة عن السمنة، وبالتالي خفض معدّل الوفيّات، حسب طبيب الأسرة وزميل "الكليّة الأميركية للطب الرياضي" الدكتور روبير ساليس.
الوقاية أساسية
من السهل جداً اكتساب المزيد من الوزن، وبسرعة كبيرة، لكن من الصعب جداً التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة، واتباع حميات قاسية، خصوصاً من قبل الأطفال. لذا، تنصح الاختصاصية في علم التغذية الدكتورة كارلا حبيب الأم، في هذا المجال، باتباع مع طفلها، المعادلة، التي تقضي بإيجاد توازن بين ما يدخل إلى الجسم، وما يتمّ إحراقه من سعرات حرارية في اليوم، أي ما بين النظام الغذائي المتبع وبين النشاط الرياضي، على أن تمنع طفلها من تناول الطعام أمام التلفاز، وأن تشجعه على شرب الماء، وأن تكون مثالاً له في النشاط البدني.
شاهدي أيضاً: