من المعروف أن مرضى السكري، بنوعيه الأول والثاني، معرّضون لضعف وخسارة البصر، إذا ما حصل نزف في داخل شبكات عيونهم، علماً أن هذا النزف ينتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم، نتيجة إهمال تناول أدويتهم، وعدم التعاطي مع مرضهم بجدّية، غالباً.
ولمناسبة انضمام لبنان إلى لائحة الدول، التي تتمتع بنفاذ إلى علاج جديد لضعف البصر ذات الصلة بداء السكري _ وهذا الأخير يُحقن لعلاج الوذمة البقعية السكرية _ دعت شركة "باير" للأدوية إلى مؤتمر طبي شارك فيه عدد من الاختصاصيين في أمراض وجراحة العين، والإعلاميين.
"سيدتي نت" واكب المؤتمر، وحاور الاختصاصي في طب وجراحة العين الدكتور داني العلم.
وفي ما يأتي، نصّ الحوار:
كيف يؤثّر السكري على العين؟
السكري داء مزمن، يطرأ عندما لا ينتج الجسم الكمّ الكافي من "الأنسولين"، أو عندما لا تستجيب الخلايا للأنسولين، الذي يتمّ إنتاجه. وعلى الرغم من استخدام مرضى السكري لعقاقير هادفة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم، تستمرّ بعض تقلّبات السكري في الحدوث، وقد ينتج عنها ضرر في الأوعية الدموية الصغيرة، في شبكة العين، وهي حالة معروفة بـ" شبكية السكري".
ويمكن لهذه الأوعية الدموية المتضرّرة، أن تؤدي إلى تسرّب السوائل والدهون في المنطقة الوسطى من شبكة العين، والمعروفة بالبقعة، مسبّبةً "البقعة الوذمية السكرية".
ما هو أثر هذه "البقعة الوذمية السكرية" على البصر؟
تبدو "البقعة الوذمية السكرية"، أو "تورّم البقعة" السبب الأكثر شيوعاً لضعف البصر لدى مرضى السكري، وقد يوشك إلى فقدان البصر.
ان نحو 3% من مرضى السكري حول العالم هم عرضة لاعتلال البصر الناتج عن "البقعة الوذمية السكرية"، وهذه الأخيرة تشكّل السبب الأكثر شيوعاً لفقدان البصر لدى الشباب والراشدين في منتصف العمر، في غالبيّة الدول المتطورة.
هل من طرق للوقاية من حصول "البقعة الوذمية السكرية"؟
لا بد من التذكير بأن السكري هو أحد الأمراض الصامتة والقاتلة، ونسبته ترتفع بشكل مضطرد، ولا سيما في الدول العربية. ومع الأسف، ان السكري داء ذو تأثير شديد على العيون، ويعدّ السبب الثاني لفقدان البصر في العالم!
ويمكن لهذا الداء أن يتسبّب بــ"المياه الزرقاء"، و"المياه السوداء" أو "الغلوكوما"، كما يؤثر على شبكة العين التي تتعرّض للنزف، أو لتجمّع المياه.
لذا، ان طريقة الوقاية الوحيدة ممّا تقدم تكمن في إبقاء مستوى السكر في الدم مضبوطاً، عبر تعاطي الأدوية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي وملائم لحالة المريض، والمتابعة الدورية لمخزون السكر في الدم، والخضوع للاختبار الذي يشير إلى وجود خطر على الشرايين أم لا.
ما هي العلاجات المتوافرة لمشكلات العين الناتجة عن السكري؟
تتوافر علاجات بواسطة "اللايزر"، حيث يعمل الأطباء على إحراق المنطقة، التي تعاني من نقص في "الأُكسيجين"، وذلك في داخل شبكة العين، بسبب السكري.
كما ثمة علاجات تقضي بحقن داخل العين، بواسطة "الكورتيزون"، والأخيرة حديثة، ومنها ما يذوب ببطء فتدوم فعاليته حتى 6 شهور ويسمّى Dexamethasone، ويليه عقار Bevacizumab، الذي اكتُشف صدفة أنه قادر على إيقاف النزف داخل العين، وسحب الماء منها، فعقار Ranibizumab. في حين نشهد اليوم ولادة عقار حديث هو Aflibercept لينضمّ إلى لائحة العقاقير المعالجة لمشكلات العين الناتجة عن السكري.
هل تحدّثنا عن عقار Aflibercept الجديد؟
يساهم Aflibercept، وهو عبارة عن عقار يحقن في داخل العين، في خفض النمو غير الطبيعي للأوعية الدموية في شبكة العين، من خلال حجب "عامل نمو بطانة الأوعية"، أي مجموعة من عناصر النمو المتواجدة بشكل طبيعي في الجسم، التي يبدو أنها تؤدي دوراً حساساً في نموّ "البقعة الوذمية السكرية".
وعندما ينخفض نموّ الأوعية الدموية الجديدة، ينخفض بالتالي التسرّب، والتورم، و/أو يتوقف.
ويساهم Aflibercept أيضاً في كبح بروتين عامل نمو المشيمة.
وكان العقار نال على موافقة هيئات طبية في أكثر من 80 دولة، بما فيها لبنان، حيث تمّ إطلاقه في بداية العام 2014، وذلك لعلاج المرضى، الذين يعانون من تنكس بقعي ذي الصلة بالتقدّم في السن.
ما مدى فعاليّة هذه العلاجات؟
من الهام أن يعمل المريض على ضبط معدّل السكري في دمه، لكي يحصد إيجابيّات هذه العلاجات، إذ من غير الممكن أن يتلقّى الحقن، فيما معدّل السكري لديه ما يزال مرتفعاً.
وعموماً، ان هذه الحقن فعّالة، وتؤدي إلى تحسّن حال المريض، أمّا الطبيب فيعمد إلى استبدال الجزيئيات بأخرى، أو عقار بآخر إذا وجد ضرورة لذلك، مع الإشارة إلى أن الخيارات باتت واسعة مع وجود 5 عقاقير.
شاهدي أيضاً: