خيّم الحزن أمس على الجمهور المصري والوسط الفني والإعلامي، بمجرد تداول خبر يقول إن: "فاتن حمامة ماتت". بدايةً عدد كبير منهم لم يصدّق الخبر، حتّى تأكد، و"سيدتي نت" كانت من أول المؤكدين للخبر، من خلال الاتصال بالفنانة المصرية سميرة عبد العزيز، الصديقة المقربة لحمامة.
شريط من الأفلام والمسلسلات مرّ من أمامنا برحيلها، فمن منا ينسى "دعاء الكروان"، و"الحرام"، و"سيدة القصر"، من منّا لم يصفّق لفيلمها "أريد حلا" الذي استطاع أن يغير قانون الأحوال الشخصية في مصر ويقر قانون الخلع، احتراماً لحرية المرأة ، وكان هذا العمل بتوقيع المخرج سعيد مرزوق.
فاتن حمامة التي رحلت عن عمر 84 عاماً، قدمت أول عمل لها قبل أن تكون قد أتمت عامها السابع، حين جسدت شخصية هامة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلمه "يوم سعيد"، بعدما شاهد صورتها مخرج الفيلم محمد كريم، وكُتب عليها الحاصلة على جائزة أجمل طفلة، فلفتت انتباهه بخفة ظلها، فتعرف على والدها وأوكل لها الدور في الفيلم ووقع عقد احتكار معها، ومن هنا بدأت فاتن حمامة تخطو الخطوات الأولى في الفن فتخرجت من مدرسة محمد عبد الوهاب.
طفولة فاتن كانت كلها عمل في التمثيل، وحينما كبرت عام بعد الأخر كان المنتجون يتلهفون عليها، وعندما بلغت سن الـ16 رشّحها الفنان يوسف وهبي للعمل معه في فيلم "ملاك الرحمة"، حيث عرفت فاتن معنى النجومية في هذا الفيلم، وكانت بطلته مع النجم يوسف وهبي، الذي لطالما حلمت الكثير من الفنانات الأكبر سناً منها أن يقفن أمامه.
في بداية العشرينات من عمرها، بدأت فاتن تختار وترفض وتقبل الأدوار التي تناسبها، وأصبح لها شخصيتها المستقلة فنياً، لكن غير المستقلة عن والدها الذي ظل رافقها سنوات طويلة في الستوديو، أثناء تصوير أياً من أعمالها، فكان يفرض عليها بعض المحظورات والخطوط الحمراء التي منعها من الاقتراب منها، مثل أداء مشاهد ساخنة وما إلى ذلك.
ومرت الأعوام وتعرفت فاتن على المخرج عز الدين ذو الفقا، الذي وجدت فيه رجل أحلامها ليس عاطفياً بل فنياً، فوجدت إنها قد تحقق معه أحلامها الفنية نظراً لعلاقاته القوية في الوسط الفني فتزوجا لمدة ستة سنوات وأنجبا خلالها ابنتهما نادية، ولكنهما انفصلا، لتتعرف بعدها بسنوات بسيطة ومع قيامها ببطولة فيلم "صراع في الوادي"، على النجم العالمي عمر الشريف، ووقتها لم يكن بعد وجهها معروفاً، وبعد مشاهد القبلات بينهما في الفيلم، وقعا في الغرام كما قيل، ولكن الدين كان عائقاً بينهما، حيث أن عمر الشريف ينتمي إلى الديانة القبطية وكان اسمه ميشيل شلهوب، ولكنه اعتنق دين الإسلام وتزوجها سنوات طويلة، أنجبا خلالها ابنهما الوحيد طارق، ومع بزوغ نجم عمر الشريف في هوليود وتحقيقه نجاحات كبيرة، قرر أن يقيم هناك، برفقة زوجته، إلاّ أن فاتن صدمته برفضها ورغبتها في استكمال حياتها في مصر، فحدث الانفصال بسبب هذا الخلاف وتحولت العلاقة بينهما إلى صداقة.
وابتعدت فاتن حمامة لفترة طويلة عن الفن، لكن كانت تظهر بين الحين والأخر في بعض المناسبات القليلة، ومع حبها لمصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، كانت تحضر بعض المناسبات الوطنية الخاصة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي قام بعمل لافت لم يفعله أي رئيس من قبل، إذ قام بنفسه لمصافحتها قائلاً:"خليكي مكانك أنا اللي هنزل أسلم عليكي"، وهو ما كان له أثر عظيم على فاتن التي نعتها الرئاسة المصرية في بيان جاء فيه:"تنعي رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي وافتها المنية اليوم، وتتقدم لأسرتها وذويها وكافة محبيها من أبناء مصر والوطن العربي بخالص التعازي والمواساة".
وأضاف البيان: "إن مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية وستظل الفقيدة التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزاً للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه".
يذكر أن فاتن حمامة فارقت الحياة وهي متزوجة من طبيب الأشعة الشهير محمد عبد الوهاب، واتضح من تصريحات نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، إنها وصت عدم إقامة عزاء لها، فيما ستكون مراسم الجنازة بعد صلاة ظهر اليومِ الأحد، من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"