نالت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الكثير من الاهتمام وفتح الأبواب المغلقة أمامها للمشاركة بفاعلية في عجلة التنمية وأماكن صنع القرار، فضلاً عن العديد من المبادرات والقرارات التي كانت دافعاً لها نحو تحقيق الإنجازات الطموحة في العديد من المجالات، وليصبح عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمه الله- هو العصر الذهبي للمرأة السعودية.
ومن ضمن ما حظيت به المرأة في ذلك العهد اللقاء المباشر مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عدد من المناسبات، والتي رصد لكم "سيِّدتي نت" جانباً منها من خلال عدد من الشخصيات النسائية اللواتي خرجن من تلك اللقاءات بالانطباعات التالية:
هيبة ملك وحنان أب
تقول الدكتورة حنان الأحمدي عضو مجلس الشورى: "كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- يتيح للنساء من مختلف التوجهات والاهتمامات حضور مجلسه الكريم للتواصل معه وللتعبير عن رأيهن وهمومهن وتطلعاتهن، وقد دخلت لأول مرة مجلس الملك عبدالله -رحمه الله- منذ عدة سنوات في إحدى المناسبات مع المشاركات في لقاء للحوار الوطني، وشعرت يومها بأننا في حضرة رجل عظيم وقائد مختلف، له هيبة ملك وحنان أب جُل همه إسعاد أبنائه، ويخص بناته بعطفه ورعايته ويشعر بهن، ولمست تلقائيته وبساطة عباراته، كذلك أذهلني عمق رؤيته وبعد نظره، وألهمتني شجاعته وقوته في الحق وصدق عبارته.
وتابعت الدكتورة حنان كما أذكر ذلك اليوم التاريخي تحت قبة مجلس الشورى عندما ألقى الملك عبدالله -رحمه الله- خطابه الذي حفرت عباراته في وجداني، وكنت حاضرة مع مجموعة من نساء هذا الوطن المبارك كضيوف على المجلس، وكان يوماً لا ينسى، ودمعت أعيننا مع مقولته المعبرة التي نطقت بشعورنا: "لا تهميش بعد اليوم"، كما تبادلنا التبريكات والتهاني، وتفاءلنا بطي صفحة وبدء أخرى جميلة في تاريخ بلادنا الحبيبة.
طبيبة العيون
وتتذكر الدكتورة سلوى الهزاع عضو مجلس الشورى واستشارية ورئيس قسم العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أول لقاء لها بخادم الحرمين الشريفين قبل تسع سنوات مع مجموعة من سيدات المجتمع من كافة المجالات في قصر خادم الحرمين الشريفين بعد توليه مقاليد الحكم بفترة بسيطة، حيث تحدث خادم الحرمين الشريفين خلال اللقاء عن عدد من القضايا المختلفة وعن المرأة السعودية بشكل خاص، وكان دائماً يكرر عبارة: "يا بناتي الصبر لابد من أن تتحلين به"، وتقول: "أذكر أن أحدهم كان يتولى تعريف النساء الحاضرات لخادم الحرمين، وعندما وصل دوري أشار إلى أنني الدكتور سلوى الهزاع استشارية العيون، عندها قلت وبصوت عالٍ أتمنى أن يحصل لي الشرف وأقوم بفحص عيون خادم الحرمين الشريفين، فقال خادم الحرمين: "أتشرف بفحص بناتنا لي"، ثم سألني عن صوتي العالي، فقلت له: "طبقة صوتي جهورة، لذلك عندما أتحدث يظهر صوتي مرتفعاً".
نافذ البصيرة
فيما حظيت الدكتورة لبنى الانصاري عضو محلس الشورى بمقابلة خادم الحرمين الشريفين مرتين في حياتها تحدثت عنهما قائلة: "الأولى عند مباركته للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عام ٢٠٠٤، والثانية عند أداء القسم كعضو في مجلس الشورى عام ٢٠١٣، وفي المرتين كان -رحمه الله- واضح الرؤية ونافذ البصيرة وقادراً على أن يتحقق من تناغم وتكامل كل جهة مهما صغرت أو عظمت، ولم يكن من الصعب أن أكتشف أنه استطاع أن يحوز على قلوب رعيته ويفوز بحبهم ليستحق بجدارة لقب "ملك الإنسانية".
صورة تاريخية
واسترجعت الدكتور سامية العمودي المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي ، ملف ذكريات لقاءها بخادم الحرمين الشريفين قائلة :"عندما التقينا خادم الحرمين الشريفين عام 2010م في الحوار الوطني الثامن للخدمات الصحية قام الدكتور فيصل بن معمر بتقديمنا والتعريف بنا، وعندما جاء دوري قدمني لخادم الحرمين الشريفين ذاكراً له أنني ناجية من السرطان، وحصلت على جائزة الشجاعة من أمريكا، حينها رفع الملك عبدالله إصبعه السبابة للسماء، وقال لي: "كله من عند الله"، وقد نزلت كلماته علي وبقيت في قاع الذاكرة، وكلما أصابني وجع أو هم تذكرتها ووجدتها بلسماً لي وأرددها كما قالها لي: "كله من عند الله"، وزاد في كرمه أننا التقطنا الصورة التاريخية معه، فكانت صورة بألف رسالة لمن يسألني عن وضع المرأة السعودية"