يقول الأديب الفرنسي الشهير ستاندال «نتائج الحبِّ غير متوقعة» ويقول مثل لاتيني آخر «قيمة الهدية في توقيتها»، فماذا لو فُقدت البوصلة ونسي المتحابون أمر الهديَّة في اليوم الذي يتفق فيه أغلبية العشاق عبر العالم على الإهداء والتعبير عن تلك المشاعر الدافئة التي يحملونها، خاصة تلك التي يكنها الطرف الأقوى من العلاقة إلى الطرف الأضعف «الجنس الناعم أو الإناث»، ما النتائج غير المتوقعة التي تنبأ بها ستاندال، وما التصرفات التي قد تصدر من الذكور للتنصل من أمر تلك الهدية؟
«سيدتي نت»، تستعرض معكم شيئاً من تلك التصرفات التي يتسم بعضها بالظرافة والجنون والآخر منها مُسبَّب ومتسبِّب.
رحلة إلى روما
بداية تقول ولاء محمد (27 عاماً)، ذات مرَّة غضبت من زوجي جداً لأنَّه نسي عيد ميلادي الذي يصادف منتصف شهر يناير فأضرمتها في نفسي ولم أتحدث معه لعدة أيام ولم يبد لي أي بذرة شك ولم يناقشني عن سبب غضبي ومرت الأيام حتى أتى يوم الحبِّ وتفاءلت أخيراً، إلا أنَّه عاد من عمله إلى المنزل وتذرع بتعبه من ضغط العمل وحينما بادرت واقترحت عليه الخروج لتناول وجبة العشاء بمطعم، لم يبد أي تجاوب معي سوى بكلمة واحدة «أنا متعب جداً» وانقضى ذلك اليوم وأنا منكسرة الفؤاد وما كان إلا أن فاجأني بإيقاظه لي في الصباح الباكر جداً وإصراره علي بالاستيقاظ ولم أجد نفسي إلا وأنا في منتصف مطار الملك عبد العزيز الدولي وعلى متن رحلة إلى روما في إجازة مقتطعة له فانهارت أعصابي وبكيت فرحاً.
أعراض إيبولا
وتخبر جيهان حيدر (32 عاماً) عن ردة فعل زوجها الذي بادرته بطلب الهدية في يوم الحبِّ بعد مرور سنة على اقترانهما، قائلة: سألته قبل يوم الحب بأسبوع أن يهديني هديَّة أتذكره بها بقية الحياة كأول هدية حبٍّ، فكان رده ظريفاً ومزعجاً في آن: رح أقطفلك أحلى جوريه، بس على قد الميزانية، وأضافت أنَّ أحد أزواج صديقاتها افتعل مشكلة أقلقت زوجته عليه، إذ بات في تلك الليلة عند صديقه ولم يحادثها عبر الهاتف حتى اليوم التالي وعندما اتصل بها تعذر لها بأنَّه يشعر بأعراض مرض ايبولا! وكُشِف المقلب فيما بعد.
أنتِ أجمل هديَّة
ويقول الأستاذ كارم رفعت، موظف في القطاع الخاص: إنَّ بعض الأزواج يلجأون إلى افتعال أي مشكلة كانت قبل يوم الحب بيومين أو ثلاثة والبعض الآخر يفتعلها متعمداً لمعرفة مقدار حبِّها له وينتظر هدية، أحدهم افتعل لزوجته مشكلة متعذراً بنقص مستوى الأرز في وجبة الغذاء، والأغلبية الساحقة يهربون من زوجاتهم بهذة الجملة «أنت أحلى هدية في حياتي ولن أجد أجمل منك لذلك لم أستطع أن أهديكِ أي شيء».
أدوية السعال
بينما يخبر طلال فزع الشمري، موظف في شركة أرامكو، أنَّ للشباب أساليب عديدة للهروب من الهدية إن أرادوا، فبعضهم يسافر أو يقوم بتأجيل رحلات العمل حتى تتفق مع يوم الحب، والبعض يقوم بإحضار حمواتهم إلى منزلهم أو الاقتراح على زوجاتهم بزيارة أهاليهم في ذلك اليوم، والبعض الآخر يضع شيئاً من تلك الأدوية السائلة الخاصة بالسعال في شراب زوجاتهم كي يغلبهنَّ النعاس. ومن هذا المنبر الإعلامي يهدي الأستاذ طلال إلى زوجته نوف فلاح هذه الكلمة في يوم الحب: «الحمد لله أني شفت جنتي بالأرض، يا استجابة لدعاء الوالدين».
الرأي الاجتماعي
يرى الأستاذ عماد الصبحي، مدرب تحليل الشخصيات والتنمية البشرية، أنَّ بعض الرجال يرفضون الهدايا المخصصة بمناسبات معينة نتيجة وضعية دينية وفي بعض الأحيان، وعلى الرجل هنا أنّ يستخدم أسلوب التعليم بالموقف وذلك بالإغداق على زوجته بالهدايا طوال العام وأن يخبرها أنَّها أجمل هداياه، ويشرح لها سبب رفضه للإهداء في يوم الحب تحديداً. أما ذلك الذي يوافق على الإهداء في ذلك اليوم ومن ثم يتنصل أو يهرب فربما هو يحمل شخصية اضطرابية، هذه الشخصية ترضخ لضغوطات المجتمع والضغوطات العائليَّة وكلام الأصدقاء فيتغير رأيه من حين إلى آخر.
