نسبة المشاهدة المرتفعة لأي مسلسل تلفزيوني لا تعني بالضرورة أنه عمل جماهيري ناجح، إذ أن المشاهدين قد يتورطون أحياناً في مشاهدة مسلسل تكون بدايته قوية، ثم يكتشفون لاحقاً أنهم وقعوا في الفخ، وأن فضولهم لمعرفة نهاية الأحداث يدفعهم إلى الاستمرار في متابعته، وقد يتحوّل بعضهم من مجرد متابع إلى متربّص بالأخطاء، وهو تماماً ما حصل مع معظم مشاهدي مسلسل "ياسمينة" اللبناني الذي تبثه محطتا LBCI وLDC.
فقد انطلق المسلسل الذي تلعب بطولته كارول الحاج إلى جانب باسم مغنية وفادي ابراهيم ورندا الأسمر وغيرهم من نجوم الدراما اللبنانية، انطلاقة قوية كانت كفيلة بحصد المسلسل نسبة مشاهدة عالية، نسبة تغنّت بها المحطة في نشرة أخبارها، وعاشت سكرة النجاح قبل أن تصحو على حقيقة أن الجمهور الذي يتابع المسلسل هو نفسه الجمهور الذي يتأفف من التطويل في الأحداث، والأخطاء غير المبررة التي لا يقع فيها مخرج مبتدىء، رغم أنه في ميزان الإعلانات كل المشاهدين سواسية، المشاهد الذي يصفق لأي عمل يعرض على شاشة التلفزيون، والمشاهد الذي يشاهد لينتقد.
تدور قصة المسلسل حول ابراهيم أبو قمحة (فادي ابراهيم) الذي يترك ابنته ياسمينة (كارول الحاج) أمانة لدى امرأة فقيرة (هيام أبو شديد) لتربيها بعد وفاة والدتها، واضطراره إلى الهرب من العسكر التركي، حيث تجري الأحداث في فترة الحرب العالمية الأولى، وأيام الاستعمار العثماني والمجاعة التي ضربت لبنان والمنطقة آنذاك، وهي النقطة الأضعف في المسلسل الذي لا يراعي تلك الحقبة أقلّه لناحية ملابس الممثلين.
الأب يقرر فجأة أن يعود بعد أن أصبحت ابنته في السادسة والعشرين من عمرها، لا يضيء المسلسل كثيراً على ملابسات غياب الأب كل هذه السنوات.
العسكر التركي يقف بالمرصاد للأب الستيني، يطارده لأنه مطلوب للخدمة العسكرية، أيضاً لا يخبرنا صناع العمل كيف أن رجلاً ستينياً مطلوب للعسكرية، ولماذا هو بالذات، رغم أنه يضطر إلى تغيير هويته بعد اتهامه بقتل عسكري تركي. إذاً العسكر لا يطارد ابراهيم القاتل، بل يطارد رجلاً ستينياً باسم مستعار ليخدم في العسكرية.
لا يتسنّى للوالد رؤية ابنته سوى دقائق قليلة قبل أن يلقى القبض عليه، يرسل إليها برسالة ويطلب إليها التوجّه إلى عنوان لتنتظره فيه.
العنوان هو قصر فاره وأصحابه بشاوات، نكتشف مع مرور الأحداث أن القصر عائد للوالد الهارب، وأن من يقيم فيه هو شقيقه وزوجته اللذان استوليا على القصر بعد أن ظنا أن الشقيق قد توفي في الحرب، حضور ياسمينا إلى القصر يقلب الدنيا فوق رؤوس ساكنيه، فتطلب منها سيدة القصر أن تعمل خادمة بانتظار قدوم والدها وهناك تنشأ قصة حب بينها وبين ابن صاحب القصر نادر باشا، الذي سبق أن التقت به في فترة سابقة، حيث وجدته ملقياً على قارعة الطريق بعد أن اصيب في الحرب، فانقذته من الموت في صدفة غريبة تكررت كثيراً في مسلسل قائم على الصدف.
فالصدفة أيضاً تشاء أن يجتمع نادر مجدداً مع عمه ابراهيم على جبهة واحدة، والصدفة ايضاً قادت ابراهيم ونادر إلى الاجتماع بياسمينة في دير عملت فيه كممرضة بعد أن هربت من قصر عمها بسبب سوء المعاملة، والصدفة نفسها قادت الطبيب الذي كان يعالج نادر إلى التواجد في الدير نفسه.
وفجأة ينسحب الأتراك من لبنان، يتحرر ابراهيم ويقصد قصر شقيقه حيث يجد ابنته تعمل خادمة، ويبدأ مسلسل تصفية الحسابات مع شقيقه ومرحلة انتقال ياسمينا من خادمة إلى سيدة القصر، مرحلة طالت أكثر مما ينبغي لها وأدخلت المسلسل في دوامة التطويل والحوارات المكررة .
لا جديد مشوّق في المسلسل حتى بعد وصول الأحدااث إلى ذروتها، المواقف الصبيانية تطغى على المعالجة فتقلب الدراما إلى كوميديا مثيرة للضحك حد السخرية أما مدة الحلقة فهي بحسب اليوتيوب 35 دقيقة مع الجينيريك وإعادة للمشهد الأخير من الحلقة السابقة.
وعن الأخطاء حدّث ولا حرج، فالأحداث جرت منذ مئة عام لكن الأبطال يرتدون ملابس موديل 2015، ويكتبون بأقلام حبر في زمن كان الناس لا يزالون فيه يستخدمون الريشة، فضلاً عن مشهد الحديقة الذي يتكرر والذي يمر تحت عين المونتاج دون أن ينتبه أننا نشاهد "بروجكتور" كهربائي حديث لا يمت إلى تلك الحقبة الزمنية بصلة.
المسلسل هو استعادة لمسلسل "النهر" الذي عرض في سبعينيات القرن الماضي على شاشة تلفزيون لبنان، بطولة نهى الخطيب سعادة وسمير شمص وقد حقق حينها نجاحاً يبدو أن صناع العمل راهنوا عليه، ليحصدوا خيبة أمل رغم نسبة المشاهدة المرتفعة.
"ياسمينة" يعرض على شاشتي LBCI وLDC من الاثنين حتى الخميس الساعة الثامنة والنصف بتوقيت بيروت وهو من تأليف مروان العبد وإخراج إيلي معلوف.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"