بعد أن أنهت دراستها في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية عادت مريم مصلي إلى السعودية، ووضعت نصب عينيها هدفاً واحداً يتمثل بإيصال صوت الشباب السعودي للعالم أجمع، وقد وجدت في الفن والموضة وسيلة مثالية لتحقيق هدفها، فافتتحت موقعها الشهير shoesanddrama.com، وخلال فترة قصيرة أصبحت من أبرز الأشخاص المؤثرين في الخليج العربي، وكرمتها السيدة الأولى للولايات المتحدة ميشيل أوباما مؤخراً كسفيرة الموضة في الشرق الأوسط.
في هذا اللقاء الشيّق تحدثنا خبيرة الموضة مريم مصلي عن نظرتها وتوقعاتها للموضة السعودية والعالمية، كما تشاركنا برأيها في آخر عروض الأزياء وإطلالات السجادة الحمراء.
حدثينا عن بداياتك، وما الذي أثار اهتمامك في عالم الموضة؟
لقد كانت البداية مصادفة بالنسبة لي، فقد كنت أريد أن أكون كاتبة، وفي بداياتي كنت أعمل مع المصممة ليلى موسى، وجاءت إلي لكتابة مقال عنها بحكم معرفتي التامة بها وبماركة الأزياء الخاصة بها، ومنذ ذلك الحين بدأت في مهنتي ككاتبة ومحررة للموضة، وأنشأت موقعي الخاص بالتزامن مع أحداث 11 سبتمبر لإيماني التام بأهمية نشر الجانب الإبداعي الذي يتمتع به الشباب السعوديون للعالم أجمع، وقد وجدت كتاباتي اهتماماً بالغاً من قِبل مختلف الجهات العالمية التي كانت بحاجة للتعرف على منطقة الخليج من وجهة نظر الشباب فيها بعيداً عمّا تقدمه وسائل الإعلام المختلفة في تلك الفترة حتى أنشأت Niche مؤخراً.
ما هو أساس عملكم في Niche؟
أقابل العديد من المصممين في الخارج، وبالحديث معهم أجدهم يجهلون الكثير عن السيدة الخليجية وذوقها، كما أن هناك العديد من المصممين السعوديين الذين يحتاجون لدعم خاص ويستحقون انتشاراً أكبر، وهذا ما نقوم به في Niche، إذ نعمل كحلقة وصل بين الموضة العالمية في الخارج والموضة السعودية سواء بإيصال أفكار السيدات الخليجيات للماركات العالمية أو بمساعدة الماركات والمصممين السعوديين للانطلاق في هذا المجال بالطريقة الصحيحة.
ما رأيك بالموضة الخليجية بشكل عام؟
أعتقد أن لكل دولة من دول الخليج مذهباً خاصاً فيما يخص الموضة والأزياء، ففي الكويت نجد السيدات يتمتعن بجرأة أكبر لتجربة التصاميم الغريبة ويغامرن للظهور بإطلالات مختلفة كل مرة، وفي الإمارات تتابع السيدات كل ما يحصل في مجال الموضة ويتبعنه، فأي اتجاه ينتشر تجدهن السباقات إلى ارتدائه، أما في السعودية فهن يملن للستايل الكلاسيكي الراقي نوعاً ما، وقد نجد لدى كل سيدة سعودية قطعة ورثتها عن والدتها وما زالت ترتديها، ومن الممكن أن تورثها لابنتها، وهذا شيء مميز برأيي، وحتى ضمن مدن السعودية نرى اختلافاً كبيراً في ستايل السيدات بين الرياض وجدة والمنطقة الشرقية وغيرها، ويجب أن أعترف أن فتيات الرياض يتمتعن بحس عالٍ في الموضة، ففي جدة ستايل الفتيات يميل للستايل البوهيمي المريح، وهو أقرب لستايل لوس أنجلوس إن صح القول، أما في الرياض فستايل الفتيات أقرب لستايل نيويورك بالعباءات المميزة والإطلالات الفخمة.
هل قابلت أي مصممات أو مصممين سعوديين يمتلكون مواهب عالمية؟
بالتأكيد، وأفضل مثال على ذلك المصمم عزيز حميد الذي الاتصال بي عدة مرات، وكنت أرفض مقابلته لاعتقادي أن تصاميمه بسيطة للغاية والسيدة السعودية لا تبحث عن هذا النوع من التصاميم في هذه الفترة، ومع ذلك لم يستسلم فقد أحضر تصاميمه من الرياض إلى جدة ليعرضها عليّ، وقد أثار إعجابي بتصميمه وإرادته، وقررت أن أعطيه فرصة، وبعد عرضه في Fashion Forward في موسمه الرابع في دبي فوجئت بالنجاح المبهر الذي حققه، حيث تواصلت معنا العديد من الجهات العالمية من نيويورك ولوس أنجلوس وأستراليا بعد العرض مباشرة، وهذا ما لم يحصل سابقاً مع أي مصمم بعد العرض الأول.
هل تعتقدين أن هذه المواهب متوفرة في المملكة العربية السعودية؟
تمتلك المملكة العديد من المواهب التي يمكن أن تحقق الكثير، وينقص مجال الموضة في السعودية أمرين مهمين، وهما: التعليم، والبنية التحتية، فالعديد من المصممين لا يعرفون كيفية قص الفستان، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم غير مصممين، ولكن إن وجدت هذه العوامل الأساسية لبناء المصمم لوجدنا مواهب عديدة تظهر في مجال التصميم.
أما فيما يخص البنية التحتية فعلينا جميعاً أن نعمل يداً بيد لتحقيق التقدم، فالحصول على الفيزا والرخص والأوراق النظامية أمر في غاية الصعوبة، وبتسهيل هذه الأمور نعمل على مساعدة المواهب وتنميتها.
ماذا عن مصممات العباءات في السعودية؟
تبهرني العديد من مصممات العباءات، ومنهن: المصممة ليلى موسى التي أرتدي إحدى عباءاتها، وأعتقد أن هناك العديد من المصممات اللواتي يظهرن العباءة بشكل مختلف ومتجدد، ومنهن: سارة باسعد صاحبة ماركة "MojaMajka" التي تتميز بالستايل البوهيمي، بالإضافة إلى نورة آل الشيخ، وريم الكنهل، ومشاعل الفارس، واللواتي قدمن تصاميم رائعة للعباءات بتصميم الرداء أو Cape.
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي شاهدنا انتشاراً كبيراً للعديد من المصممات، ما رأيك في تأثير هذه المواقع على الموضة السعودية؟
مواقع التواصل الاجتماعي من أهم وسائل التسويق بالنسبة للمصممين، فقد وجدنا من خلال دراسة قمنا بها في Niche أن 40% من المبيعات تحصل على موقع "انستغرام"، وتكمن أهمية هذه المواقع في الحياة اليومية، حيث نمضي ما يعادل 3 ساعات يومياً على "الفيس بوك"، وهذا خير دليل على مدى التأثير الذي تملكه هذه المواقع، وهذا الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى المزيد من الانفتاح على عالم الموضة تحديداً.
ماذا عن ستايلك الشخصي؟
من مهامي كخبيرة ومحررة للموضة ملاحظة ستايل الأشخاص الآخرين، وعلي أن أغطي الموضة من جميع نواحيها حتى وإن كانت لا تناسب ستايلي الخاص، فعلى سبيل المثال: أعمل مع المصمم Christian Louboutin على الرغم من أن أحذيته لا تناسبني، وبالحديث عن ستايلي الخاص أعشق اللون الأسود وخصوصاً في القطع الكلاسيكية دائماً، وفي الأشهر الأخيرة أصبحت أميل لتجربة التصاميم الغريبة من Charlotte Olympia، فأنا مزاجية فيما أقوم بارتدائه.
ماهي أبرز اتجاهات الموضة للموسم المقبل برأيك؟
أنا مهووسة باللون الوردي هذه الفترة، وفي الموسم المقبل أعتقد أننا سنشاهد الكثير من اللون الأصفر ودرجات البرتقالي.
من هن أيقونات الموضة في العالم العربي برأيك؟
الشيخة موزة والملكة رانيا من أبرز أيقونات الموضة في العالم العربي، ومن أحد أهدافي أن أشاهد صورهن تلهم الموضة العالمية، كما أن أم كلثوم تشكل إلهاماً كبيراً بالنسبة لي، وبالنسبة للموضة السعودية أعتقد أن الأميرة دينا عبدالعزيز الجهني من أولى السيدات السعوديات التي تظهر للعالم بستايلها الخاص وتكون أيقونة سعودية للموضة.
ماهي نصيحتك للسيدة السعودية في مجال الموضة؟
اعلمي أن المنافسة شيء إيجابي بالنسبة لك، فهي تجبرك على التجدد، بالإضافة إلى أن التعاون فيما بيننا في هذا المجال مهم جداً لنتقدم معاً ونطور هذا المجال بما يتماشى مع ثقافتنا الخليجية المحافظة.
بما أننا في موسم السجادة الحمراء حالياً، هل يمكنك تحديد الإطلالات المفضلة لديك؟
إيما ستون Emma Stone من أفضل النجمات في حفل SAG Awards، حيث ارتدت فستاناً جميلاً من Dior، وفي حفل Golden Globes ظهرت على السجادة الحمراء ببنطلون أنيق من Lanvin، إضافة إلى جوليان مور التي أتمنى أن أكون بمستوى أناقتها في المستقبل.
أما الأسوأ فيمكن أن أذكر أمل علم الدين في حفل Golden Globes بقفازاتها البيضاء، وأعتقد أنها أرادت الظهور بمظهر كلاسيكي بعيد عن الملل والرتابة، وانتهى بها الأمر بأنها بدت كمن دعيت لحفل تنكري بلوك أودري هيبورن.
ماذا عن مصممي السجادة الحمراء؟
نلاحظ حضوراً قوياً للمصممين العرب زهير مراد وإيلي صعب على السجادة الحمراء هذا الموسم، وهذا شيء رائع، وأعتقد أننا بحاجة لمشاهدة المزيد من Valentino على السجادة الحمراء والأقل من Versace، فعلى الرغم من إقبال العديد من النجمات على ارتداء أزياء Versace، إلا أنني أجدها الأسوأ شخصياً، فأنا في النهاية من أصحاب الذوق الكلاسيكي.
بالحديث عن دور الأزياء العالمية، ما رأيك بآخر عروض الكوتور والأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2015؟
أحضر بالعادة عروض أسابيع الموضة شخصياً، ولكن مع وفاة الملك عبدالله مؤخراً قررت البقاء في السعودية ومتابعة الجديد من هنا، وأعتقد أن المصممين العرب كانوا الأبرز، ومنهم: زهير مراد، وإيلي صعب، بالإضافة للمصممين القريبين من الذوق العربي بتصاميمهم المبهرة وتفاصيلهم الجذابة، ومنهم: Stéphane Rolland، Ralph & Russo.
أما بالنسبة لـDior وهي دار الأزياء الأولى بالنسبة لي، فقد كان عرضها مخيباً للآمال، إذ لم نشاهد من راف سيمنز ما نتوقعه من مهارة عالية في صنع الأزياء الراقية كما شاهدنا من المصمم السابق للدار جون غاليانو، ولا أتقبل الألوان الزاهية التي يقدمها كارل لاغيرفيلد لماركة Chanel.
وفي النهاية، هذا رأيي كخبيرة للموضة، أما بالنسبة لي كمستهلكة فلا تزال هذه الماركات الأولى بالنسبة لي وسأظل من المخلصين لها.
سيعجبك أيضاً: