الناجحون دوماً هم محط أنظار الكثيرين ممن يسعون للنجاح، ويعتبرون تصرفاتهم نهجاً وأقوالهم حكماً، ويتابعونهم في كل شيء؛ حتى إن البعض يقلدونهم في أبسط الأمور، وبطبيعة الحال ورغم اختلاف طباع الناجحين؛ إلا أن الجميع أجمع أن هناك تصرفات لا تقبلها شخصية الإنسان الناجح، وأقوالاً لن تصدر عنه أبداً، فهذه الأقوال أو الأفعال تتنافى مع مكونات الشخصية الناجحة، وتقر بأن صاحبها ليس إنساناً ناجحاً، بل ربما كان فاشلاً، أو على الأقل ليس ناجحاً.
ومن الأقوال التي يمتنع الناجحون عن استخدامها:
• أخاف من الفشل
مقولة «أخاف من الفشل» مقولة ليست متداولة في عالم الناجحين، وليس معنى ذلك أن هذا الإنسان لا يفشل، ولكن المقصود أنه بالأساس لن يفكر ويُقدم على أي خطوة غير ناجحة، وبالتالي وإن أقدم فهو واثق بنجاحها ولن يمتنع عن الإقدام؛ لأنه يخاف من الفشل، وربما لن يقدم على خطوة فاشلة، ولكن إن كانت ناجحة فهو لن يقول: «إنني أخشى الفشل».
مارك زوكربيرغ مؤسس ومدير «فيس بوك» التنفيذي ينصحنا قائلاً: «من السهل أن تفعل شيئاً تحبه»، مؤكداً أن من أهم عوامل النجاح أن تحاول فعل شيء تحبه؛ لكي تستطيع النجاح به.
• ليس هناك جدوى مما نقوم به
الملياردير والرجل الأشهر في عالم الكمبيوتر بيل جيتس تمتلئ حياته بالكثير من الحكم والمواعظ، فهو عالم وإنسان وملياردير عصامي بالوقت ذاته، ويقول: «قالت لي والدتي في بداية حياتي حكمة أثرت كثيراً في مسيرتي العلمية والمهنية، وهي «إن الذين يعطون الكثير سينالون أكثر»، فكثيراً ما يشعر الإنسان بعدم النجاح أو ببداية الفشل، فيصاب بالإحباط والكسل أو حتى الإرهاق، ويصرح بأن ما يفعله لا جدوى منه، وهذا ما يمتنع الناجحون عن فعله، فهم يدركون تماماً بأنهم محط أنظار منْ حولهم، ومصدر طاقة منْ يعملون معهم، ويبثون بهم النشاط والحيوية والقدرة على الإبداع، وبالتالي فعبارة ليس هناك جدوى مما نقوم به، عبارة سيكون لها وقع سيء على الجميع، والبديل لابد أن يكون هناك المزيد من العطاء الذي سينعكس على الجميع؛ لأن من يعطي كثيراً سينال أكثر».
• لست مسيطراً على ما أقوم به
تقول أوبرا وينفري، وهي من أبرز سيدات الأعمال على مستوى العالم: «إن الأشياء التي تخاف منها لا تستطيع السيطرة عليك، بل الخوف هو ما يسيطر عليك ويتحكم بك؛ لذا عليك مواجهة مخاوفك والتقدم؛ لتستطيع تحرير نفسك، وعبارة لست مسيطراً على ما أقوم به، أو أنني لن أكون كذلك غير واردة في معاجم النجاح، فالتخلص من الخوف من عدم السيطرة هو بداية السيطرة، ثم عليك الوثوق بنفسك، فهذا من أهم دلالات الناجحين».
• سأحقق هدفي فيما بعد
يقول والت ديزني، وهو من أشهر الشخصيات المؤثرة في عالم ريادة الأعمال، وأحد أشهر رموز تحقيق الذات من خلال تطويع المعطيات المحيطة ومحاربة الأوضاع الصعبة للوصول للهدف، وصاحب فكرة ديزني لاند والشخصيات الكرتونية فيها: «إن أسلم طريقة للبدء هي التوقف عن الحديث والبدء بالعمل»، ويؤكد الناجحون أن أفضل وقت لتحقيق الأهداف دوماً هو الآن، فأنت كإنسان ناجح حتماً سيكون هدفك مدروساً وليس خيالياً، كما أن خطواتك لهذا الهدف ستكون أيضاً مدروسة، والأجواء المحيطة ستتناسب مع تحقيقه؛ لذا فإن عدم سعيك لتحقيق الهدف ما هو إلا فشل لا يمتهنه الناجحون.
• ليس لديَّ خيار آخر
أما ماريسا ماير، وهي من أشهر النساء في عالم ريادة الأعمال، فهي صاحبة تجربتين مميزتين مع اثنتين من أكبر الشركات العاملة بمجال التكنولوجيا، وقد شغلت منصباً رفيعاً في شركة «جوجل» العملاقة كواحدة من كبار مسؤوليها، واليوم هي المديرة التنفيذية لشركة «ياهو»، فتقول: «الإنسان محاط بملايين الأفكار المميزة، وكل ما عليه أن يبحث عنها ويطوعها لخدمة أهدافه وطموحاته».
فمقولة «ليس لديَّ خيار آخر» هي مقولة محرمة في عالم النجاح، والإنسان الناجح يرى ما لا يراه منْ هم حوله، ويتصرف بطريقة قد يظنها البعض بأنها في البداية غير صحيحة، والسبب هو أن رؤيته تختلف عن الآخرين، وهذا هو السبب في نجاحه وتميزه عنهم، وعندما تقول: «ليس لديّ خيار آخر»، فأنت ببساطة وضعت نفسك في دور الضحية، وهو الدور الذي لا يقبل به الناجح، ففي دور الضحية ستكون مسيراً ولست مخيراً، وستفقد السيطرة على أعمالك، وعليك مباشرة أن تبحث حولك عن الأفكار الناجحة؛ لتكون السيد لا الضحية.
• كان عليَّ أن أفعل كذا
الملياردير الأميركي مايكل روبن هو واحد من القلة الذين حصلوا على رصيد بتسعة أصفار، وهو في سن مبكرة جداً، وقد كان مديناً وهو بالسادسة عشرة من عمره بمبلغ 200 ألف دولار، وكان ذلك نتيجة لمجموعة من الخسائر المتتابعة، ولكنه لم يقف ولم يندم ولم يقل: «كان عليَّ أن أفعل كذا، وألا أفعل كذا»، بل زاده هذا الدين إصراراً على النجاح والبروز في نفس مجاله، وهو الأدوات الرياضية، ويقول: «إن هذه النوعية من العبارات هي عبارات تشير للأسف والندم، وهي غير واردة، فالناجح هو من يسيطر على أموره بما يتوافق مع الظروف الحديثة، فلا يندم، بل يعمل لتفادي الفشل والسير على خطى النجاح».
• لن أستطيع فعل ذلك
دونالد ترمب الملياردير الأميركي المعروف الذي خسر ثروة هائلة من أمواله، وبعد سنتين استطاع أن يرجعها، فهل تعلمون لماذا؟
ببساطة لأن خريطته الذهنية عالية جداً؛ ولأنه مؤمن بأنه يستطيع فعل ذلك، فعبارة لن أستطيع فعل ذلك، عبارة يؤكد الناجحون بأن لها الدور الأكبر بالقصور الذاتي، وبمجرد إيمانك بعجزك عن تحقيق هدف ما سيكون له الدور الأكبر بتهاونك وتقصيرك وعدم بذلك الجهد الكافي والمطلوب للنجاح، كما أنها عبارة تدل على السلبية والتشاؤم وربما الانهزامية، فالناجحون يعلمون دوماً بأنه لا يوجد طريق ممهد، وأن هناك الكثير من العثرات والعقبات التي لابد أن تصادفهم، وأن ما عليهم هو العمل على إزالة هذه العثرات، وليس الاستسلام لها.
• لا يوجد منْ يساعدني في تحقيق هدفي
يقول الملياردير ورجل الأعمال الشهير وأحد أهم رواد الأعمال في الولايات المتحدة ريتشارد برانسون: «لا تتردد في أن تطلب المساعدة أبداً من أحد، وعليك أن تدرك تماماً أن طلب المساعدة لا يُنقص من شأنك، بل يرفع من قدرك في معرفة قدراتك وقدرات الغير».
كما أن عجزك عن إيجاد منْ يساعدك هو بحد ذاته فشل وقصور بالخطة الموضوعة، فالناجح يعلم مسبقاً ممن سيطلب المساعدة، ويعلم أنه سيجدها وسيكمل طريقه متجاوزاً العثرات، وحاول قبل كل شيء ألا يرتبط تحقيق هدفك بشخص غيرك، فاعتمادك على الآخرين هو تقصير منك، ويعني أنك لا تسعى لتحقيق الهدف المناسب والصحيح، فتقصير الآخرين أو فشلهم سينعكس عليك في هذه الحالة، ولابد لك لتكون ناجحاً أن تحقق هدفك بنفسك، أو أن تكون على الأقل قادراً على ذلك؛ لتتفادى أي تقصير.
• هذا ليس «عملي»
بمجرد أن تتلفظ وتقتنع بهذا القول فأنت بكل تأكيد شخص عادي، وضع نفسه داخل إطار محدد للعمل لا يتجاوزه، ولا يحاول القفز للحصول على مهام أهم وأكبر، وهناك مقوله للملياردير الأميركي الشهير وارين بافيت يقول فيها: «هناك الكثير من الأشجار التي زرعها أناس بالسابق ونستظل اليوم نحن في ظلها، فحاول أن تزرع شجرة؛ ليستظل بها الناس من بعدك».
• فات الأوان
مايكل بلومبيرغ مؤسس شركة «بلومبيرغ» المحدودة وعمدة نيويورك والحائز على المركز العشرين في قائمة أغنى الأشخاص في العالم لم يولد مليارديراً، ولم يبدأ بالاستثمار والأعمال الحرة فوراً بعد تخرجه في الجامعة، بل عمل موظفاً في شركة لمدة تجاوزت «15عاماً»، وعندما أقيل قال: «الناجحون لا يبقون بالأسفل كثيراً»، ولم يظن أن الأوان قد فات باعتباره تجاوز الثلاثين من عمره، بل أسس شركته وانطلق في عالم النجاح.
إن كنت ترغب بالنجاح وهو بدون شك ليس بالأمر السهل، ويحتاج الكثير من الجد والمثابرة، فاعلم أن أي فشل قد يصيبك أو تأخير هو نتيجة تقصير منك في تنفيذ خطتك أو في وضع الخطة نفسها، وإن شعرت بأن الأوان قد فات لتحقيق هدف ما فتأكد أن خطتك هي التي بحاجة للتعديل؛ لكي تلحق ما ظننت أنه فات.