أطرف أحكام القضاء

نعلم أنّ القانون وجد لمحاسبة المخطئ والمجرم، ونعلم أيضًا أنّ من حق المحكمة في أي مكان أن تحاسب وتحاكم شخصًا طالما تجاوز القانون، ولكن هل خطر ببالك أن تحاسب لفعل عادي تفعله ويفعله الكثيرون بشكل متكرر من دون أن تخالف القانون، وهل خطر لك أيضًا أن يحكم عليك القاضي بحكم غريب ربما يكون حكم السجن أهون منه؟!

مجموعة من أحكام القضاء الغريبة والطريفة نسردها لكم في ما يأتي:

السجن لمتثائب
كل واحد منا يتثاءب، وقد نقوم بذلك كثيرًا في بعض الأحيان، فهل خطر على بالك أنّ عقوبة التثاؤب أحيانًا قد تكون السجن؟؟، هذا ما حدث فعلًا مع كليفتون وليامز، والذي حكم عليه بالسجن فعلًا ستة أشهر بتهمة التثاؤب بالمحكمة، القصة بدأت عندما حضر كليفتون جلسة محكمة المتهم فيها كان ابن عمه، ففوجئ بالقاضي يحكم على ابن عمه بحكم مخفف في القضية بينما يحكم عليه بشكل مفاجئ بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة التثاؤب بصوت عالٍ وازدراء المحكمة. وقد قضى كليفتون ثلاثة أسابيع في السجن فقط بعد أن طعن أحد المحامين بالحكم، وأثبت أنّ القاضي سجن أكثر من شخص سابقًا بنفس التهمة وهي ازدراء المحكمة، أحدهم لأنه لم يضع جواله على وضع الصامت أثناء الجلسة. مجلس القضاء ألغى الحكم وأنذر القاضي بألا يكرر مثل هذه الأحكام بلا تهم حقيقية.

المصروف مقطوع
قضية غريبة رفعها شاب أسباني يبلغ من العمر 25 عامًا، اتهم فيها والديه بقطع مصروفه والذي يبلغ ما يعادل العشرين دولارًا يوميًّا دون وجه حق؛ حيث إنه لا يزال في مرحلة الدراسة الجامعية، ولا يوجد لديه دخل باستثناء ما يأخذه من والديه. ليس هذا أغرب ما في الأمر فبعد أن حضر الوالدان للمحكمة وبررا فعلتهما بأنّ ولدهما تعثر في دراسته، وأنهما طلبا منه مرارًا أن يبحث عن عمل إلى جانب الدراسة ليحصل منه على ما يكفيه من المال، فما كان من القاضي إلا أن اقتنع بوجهة نظرهما وحكم على الابن باستمرار قطع المصروف بأمر المحكمة على أن يحاسب الأب في حال لم يلتزم بالحكم، وطالب الابن بالاعتماد على نفسه وعدم طلب المال من والديه، وإلا فإنه في هذه الحالة سوف يحاكم بتهمة عصيان المحكمة وعدم إطاعة القانون.

الحكم بـ إس إم إس
ليس الغريب في هذه القصة القضية أو حتى الحكم، ولكن الطريقة التي تبلغ المجني عليه فيها بالحكم، فقد حكمت القاضية كارولين لودلو على المتهم أفتاب أحمد بإشهار إفلاسه والهرب من سداد ديونه بـ 140 ساعة خدمة للمجتمع، وغرامة 750 دولارًا يقوم بدفعها مباشرة أو السجن، وكون المتهم بالقضية أفتاب لم يستطع الوصول إلى قاعة المحكمة في الوقت المحدد لوجود أزمة سير علق بها فقد طلبت القاضية من المحامي الخاص به أن يقوم بالاتصال به وأن يطلب منه الوقوف على جانب الطريق لكي لا يخالف القانون بتحدثه بالهاتف أثناء القيادة، فيما قامت هي شخصيًّا بإرسال رسالة له فيها الحكم الصادر بحقه، وتأكدت من خلال المحامي بأنّ أفتاب استلم الرسالة، وقد بررت القاضية فعلتها بأنها لن تستطيع تأجيل الجلسة لما سيترتب على هذا التأجيل من مصاريف إضافية على عاتق الولاية.

كل الحاضرين إلى السجن
في واقعة لا تخلو من الطرافة والغرابة قام القاضي روبرت ريستانو بالحكم على كل من تواجد في قاعة المحكمة بالسجن، وتعود تفاصيل الواقعة أنه عندما رن هاتف أحد الحضور وطلب القاضي أن يعرف من صاحب الهاتف الذي رن أثناء تلاوته للحكم في القضية لم يعترف أحد بصاحب الهاتف، فقام القاضي بالحكم على كل من هم بالجلسة وعددهم 46 شخصًا بالسجن بتهمة ازدراء المحكمة، وبرغم مشروعية نفاذ الحكم باعتباره حكم محكمة إلا أنّ المجلس الأعلى للقضاء تدخل مباشرة فور علمه بالواقعة، وقام بإلغاء الحكم الصادر بحق الحضور وإخراجهم من السجن، وقام بعدها بإعفاء القاضي من مهامه كعقاب له على فعلته بحق الحضور من دون وجه حق.

قاضٍ يحاكم نفسه
فوجئ الحضور بالقاضي الكندي فرانسيس كورنيش إيفانز يقوم بمحاكمة نفسه بدلًا من أن يقوم بمحاكمة المذنب الذي عقدت الجلسة لمحاكمته، فقد قام القاضي بسرد التهمة التي وجهها لنفسه وهي تهمة السكر في مكان عام، وقام بعدها بإصدار الحكم على نفسه، والمتمثل بغرامة مالية تقدر بخمسة دولارات، وباعتبار أنّ القضية كانت بالعام 1878 أي قبل ما يقارب المئة وخمسون عامًا فإنّ هذا المبلغ يعتبر مبلغًا كبيرًا عاقب القاضي به نفسه، ولم تنتهِ فصول الغرابة عند هذا الحد، فقد قام القاضي وفي نفس الجلسة بنقض الحكم الذي وجهه لنفسه، وطالب نفسه بالنظر بعين العطف لنفسه كونه حسن السيرة والسلوك، وأنه لم يعتد القيام بهكذا أمور حيث إنها المرة الأولى له التي يسكر فيها في مكان عام، فقام بإلغاء الحكم لحسن السيرة والسلوك على ألا يقوم المتهم بالإقدام على الفعل نفسه مرة ثانية.

الحكم على عامل بمجالسة والدته
توسل عامل البناء وايني بامفورد لهيئة المحلفين بتغير الحكم الصادر بحقه بالإقامة الجبرية في منزل والدته بسبب حيازته للمخدرات واستبدالها بالسجن، حيث حكمت المحكمة على وايني بالبقاء في منزل والدته لمدة 28 يومًا من الساعة العاشرة مساء وحتى السابعة صباحًا بسبب حيازته المخدرات، ولكن المتهم اعترض وطلب من هيئة المحلفين أن تنظر له بعين الشفقة، وأن تقوم بتغير الحكم بقضائه بالسجن بدلًا من الجلوس مع والدته طول هذه الفترة واضطراره للحديث معها والاستماع إلى أحاديث نميمتها من دون رحمة، ولكن هيئة المحلفين وجدت أنّ هذه العقوبة أشد من عقوبة السجن وهي التي قد تردعه عن القيام بحيازة المخدرات مجددًا.

الحكم على متهمين بلبس الفساتين
لم يجد القاضي ديفيد هوستيتلر حكمًا على المتهمين جيسون هاوس وجون ستوكام أفضل من أن يمشيا بالمدينة لمدة ساعة كاملة مرتدين الفساتين وواضعين للماكياج والشعر المستعار بعد أن قاما بقذف سيدة بزجاجة كحول في ولاية أوهايو الأمريكية، وقد خير القاضي المتهمين بين القبول بالحكم أو السجن لمدة ستين يومًا، فما كان منهما إلا أن قبلا بالحكم الأول والذي قال القاضي بأنه خير طريقة لتعليمهما احترام الطريق والمارة وعدم إزعاجهم مرة ثانية .

ممنوعة من استقبال الضيوف
أصدرت محكمة بريطانية على نتالي جينتل حكما غريبًا يمنعها فيه من استقبال الرجال في منزلها منعًا باتًّا، فقد اشتكى جيران جينتل أنها اعتادت على استقبال الرجال في منزلها دون مراعاتها لأي نوع من أنواع الأدب التي تفرضها حسن الجيرة، وأنهم تعودوا أن يسمعوا أصواتًا صاخبة مصدرها شقتها بعد كل استقبال وهو الأمر الذي يحرجهم شخصيًّا خاصة مع أطفالهم في حال استفسروا عن تلك الأصوات، فما كان منهم إلا أن أجمعوا على نفس الشكوى ليتفاعل معهم القاضي ويصدر حكمًا يمنع فيه نتالي من استقبال الرجال في منزلها.

ممنوع من ارتياد المطاعم الفاخرة
في حكم غريب من نوعه أيضًا قرر قاضٍ بريطاني أن يعاقب جانيس جورد بعدم السماح له بدخول أي من المطاعم الفاخرة لمدة عام كامل بعد أن أدين بالتهرب من دفع الفواتير حيث ترتبت عليه مبالغ ناهزت الستة آلاف جنيه إسترليني كان جانيس يحاول التهرب من دفعها، فوجد القاضي أنّ جانيس شخص مولع بالمطاعم الفاخرة فهو يذهب إليها على الرغم من عدم امتلاكه للنقود فخير وسيلة لمعاقبته هي منعه من دخول تلك الأماكن.

الإقامة في مبانٍ آيلة للسقوط
بعد أن ثبت لدى المحكمة في مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو الأمريكية بأنّ مالك أكثر من أربعين عقارًا آيل للسقوط لم يقم بترميمهم متهم بالإهمال والتهاون بأرواح الساكنين والمستأجرين، لذا قرر القاضي أن يحكم عليه بالسكن في أكثر هذه المباني سوءًا وبأنه غير مصرح له بمغادرة المبنى إلا عند اضطراره لذلك بسبب الترميمات، وأنه مجبر على ذلك لحين انتهائه من ترميمها كلها وتقديم تقرير للمحكمة بذلك.