عندما ترين أنَّ الآخرين ناجحين أكثر منك، أو سعداء وأنت تعيسة أو يملكون أشياء لا تملكينها، فمن الطبيعي أن تشعري بالحسد. لكن الحسد ينقلب إلى إحساس غير صحي إذا أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء.. أين أنت من هذا الشعور؟ هل يسيطر عليك أم تسيطرين عليه؟
يستهل الصحفي مهند شعراوي بقوله: الحسد بحد ذاته من جهة العقيدة هو إساءة أدب مع الله، إذ يعترض فيه الحاسد على رب العزة لِم رزق فلاناً ووفقه ويسر له النجاح. وبينه وبين الغبطة شعرة دقيقة».
صعوبة تسلق النجاح
«النجاح سلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك» بهذه المقولة بدأت نوف آل عبدان (23 عاماً ـ مصممه أزياء) حديثها قائلة: الإنسان الناجح يبدأ بفكرة ثم تخطيط ثم تنفيذ، فلا يمكنني أن أحسد شخصاً تعب وثابر ليحقق هدفه المطلوب ويصل لنجاح يهنئه الناس عليه. لذلك أفخر بوجود شخصيات ناجحة مثابرة تكون قدوة لغيرها من الناس».
عبد العزيز العسيري (20 عاماً ـ طالب) «لا لا يمكنني أن أحسد أحداً بالعكس أتمنى لغيري التوفيق سأدعو له بالخير».
التخلخل والتفكك
يعتقد بندر الفليت (إعلامي سعودي ـ 34 عاماً) بقولة: «هناك إنسان عاقل يمكن أن يحسد الغير على أي شيء كان، خصوصاً إذا كان هذا الإنسان مسلماً ومؤمناً إيماناً تاماً بما أنزل على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وبما أمر به، لأنَّ الحسد هو كراهة النعمة عند الغير وتمني زوالها، وهو قطع لحبل المودة بين الناس، ويورث البغضاء بينهم إضافة إلى أنَّه يوقع في المجتمع التخلخل والتفكك».
الرغبة بالنجاح
بالمقابل وليد الخالد (20 عاماً ـ طالب) يشعر بالغيرة قائلا: «شخص ما نجح في مجال معين، يراودني شعور بالرغبة في النجاح، وهذه طبيعة كل البشر، وأحاول أيضاً، لكن في الوقت نفسه أتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح، ولا يمكنني أن اسميه حسداً لأنَّه ليس من شيم الشخص السوي».
نتعلم من الناجحين
عدي محمد سناري (23 عاماً ـ طالب) «لا أحسدهم، لأنَّ الحسد ليس من صفاتنا كمسلمين نحن نشجع ونجتهد ونبدع لكي نحقق النجاح مثلهم أو أفضل من الجميع». ويضيف: ولكن في حال نظرت لهم بعين الحسد فلن أتمكن من النجاح، ولن نتمكن من تطوير أنفسنا لانشغالنا بالنظر للآخرين وابداعاتهم وحسدهم عليها وهم سيبقون أفضل منا وأنا سأبقى كما أنا، لذلك يجب علينا أن نتعلم من الناجحين على اصرارهم للنجاح ولننجح معهم ونبعد فكرة الحسد عنا جميع».
مضر للقلب
«وكفاني وإياكم الحسد، وأعوذ بالله أن أكون حاسداً والحمد لله على كل حال» بهذه العبارة بدأ راكان العطية (23 عاماً ـ طالب) حديثه وقال: كلمة اجعلها بين عيني في كل شيء عندما أشهد نجاح شخص (مشاء الله لا قوة الا بالله) لا أحسده، وأجعله دافعاً واصراراً. وفي الحسد ميتة للقلب وضرر على النفس والأمل والعزيمة ويجعل الانسان متكاسلاً».
النجاح بالمشاركة
«لا أحسد أحداً على نجاحه» بهذه العبارة بدأت أبرار الرفاعي (24 عاماً ـ طالبة) حديثها قائلة: «على العكس أفرح لأنَّ هذه الشخص أكيد تعب على نفسه كثيراً، وعلى العكس يعطيني نجاحه دافعاً قوياً في أني سأصبح مثله، خاصة لو كان شخصاً تربطني به علاقة قوية. والنجاح لا يأتي إلا بعد مسيرة طويلة من المحاولات وتغلب على الصعوبات، فالفرح سيكون سيد الموقف عند نجاح أي شخص بعيداً أو قريباً وأعشق الناجحين وأحب مصاحبتهم وأشعر بالاستفادة الكبيرة من تجاربهم ونصائحهم وادعو للجميع بالتوفيق والنجاح دوماً على كافة الصعد. لافتة إلى أن النجاح يحلو بالمشاركة».
الرأي النفسي
في سياق تعليق الاختصاصي الاجتماعي النفسي مترك بن سلطان الخنفري يقول: لا أحسد الناجحين لأنَّه عندما تحسد الناجحين فإنَّك بذلك تخلق قوة سلبية طاردة تدفعك بعيداً عن الأشياء التي يجب عليك فعلها لتكون من مجموعة الناجحين وعندما تعجب وتفرح للناجحين فإنك بذلك تخلق قوة ايجابية جذابة تقربك من التحول لتكون شخصاً ناجحاً».
قالوا
مثل صيني: «الحسد حبة رمل في العين»
لارشفوكو: «لو برئنا من العيوب لما وجدنا سروراً في عيون الآخرين»
الحسن البصري: «اثنان لا يصطحبان أبداً: القناعة والحسد، واثنان لا يفترقان أبداً الحرص والحسد».
