إنَّ انتقاد الزوج بشكل لا يسبب له الضيق والحنق يعدُّ معضلة تواجه كثيراً من الزوجات، وهنالك طرق لإعطاء بعض الانتقادات أو الملاحظات للزوج من دون أن تشعريه بالضيق أو النقص. وعلاوة على ذلك يمكن للزوجين تعلم تقديم الشكاوى والانتقادات الزوجيَّة بأسلوب ينتج عنه تغيُّر إيجابي، وبالتالي اثراء وتطوير العلاقة الزوجيَّة.
«سيدتي» التقت اختصاصيَّة العلاج النفسي نوف أسعد زارع، لتطلعنا على أفضل الطرق لانتقاد أزواجنا بشكل إيجابي ومقبول.
بداية أوضحت نوف، أنَّه عادة يصعب سماع الانتقادات وكذلك توصيلها. واستقبال النقد بشكل لاذع أو هجومي، يؤثر سلباً على الاتصال بين الزوجين لدرجة الانقطاع وينتج عنه مشكلات وصراعات قد تنتهي من دون حلول. ولكن عندما يوجه الانتقاد بشكل ايجابي ولطيف يتلقاه الزوج بشكل ايجابي ولطيف أيضاً. ويعدُّ النقد هديَّة نادرة لأنَّه يقدِّم للزوجين لمحة عن كيفيَّة تجربة الآخرين لنا في التفاعل مع بعضهم بعضاً. ويمكن أن يقدِّم لهم إفاقة تساعدهم على تنمية العلاقة بينهما وتطوير الذات.
إذن السؤال هنا يطرح نفسه، كيف يمكن للزوجة تقديم الانتقادات بشكل ايجابي؟، وأي من الرسالتين يستجيب بصورة أكثر إيجابيَّة؟
(لقد سئمت من هذا.. أنت لا تعرف أن تنتقي ملابسك، ولا يمكنك بالتالي الاعتناء بنفسك من دوني). أو: (أنت لا تنتبه لتفاصيل تنسيق الألوان في ملابسك.. وهذا أحياناً يشعرني بالإحباط وأنا أريدك أن تظهر اليوم بشكل رائع).
أراهن القراء على اختيار رسالة النقد الثانية؛ لأنَّ الرسالة الأولى أرسلت من الزوجة بشكل هجومي وتعسفي. أما الرسالة الثانية فمن المرجح جداً أن تصل بشكل ايجابي وودي ومحب، فبالتالي سيستقبلها الزوج بشكل طبيعي ومن ثمَّ سيستجيب أو سيمتثل لها.
عندما يشعر الزوج أنَّه انتقد بشكل هجومي، فإنَّه من الشائع أن يشعر بأنَّه طفل يوبخ ويعيد عندها تجربة احساسه، وقد يكوِّن الزوج هنا ثلاث استجابات أساسيَّة غير توافقيَّة
ـ الهجوم المضاد
وذلك حتى لا يشعر الزوجة بضعفه كرجل أمامها وهنا يبدأ الزوج بإظهار سلوكيات عدوانيَّة مثل العنف اللفظي والصراخ، ويبدأ هنا في القاء اللوم على الزوجة وتعنيفها بسبب تجرؤها في نقده ونقدها أيضاً في طريقة اختيار ملابسها أو اهتمامها بنفسها، ويصبح هنا الحوار بين خصمين كل منهما يسعى لضحد التهم لمجرد الفوز بالجولة أو كسب المعركة بدلا من محاوله فهم الحقائق.
ـ الهروب من المشكلة والذهاب بعيداً
الزوج هنا يحاول بهذا الفعل أو السلوك تجنب المشاعر السلبيَّة وربما يخرج من المنزل لتجنب المواجهة بسبب شعوره بالإحباط والحنق، وهذا السلوك السلبي المتسم بالتراجع يؤدي إلى نتائج عكسيَّة؛ لأنَّه يجعل الزوجين يشعران بالاغتراب عن بعضهم بعضاً ويعرقل بالتالي الاتصال البناء.
ـ العدوان السلبي:
إذا كنت على حق فيجب عليَّ أن أكون على باطل) وهنا يحاول الزوج ارضاء زوجته بسبب الخوف الدفين من التخلي أو هجر الزوجة له، لكن الزوج هنا يشعر بالاستياء والمذلة وهذا الشعور يكنه الزوج بشكل سري وهو يؤثر بشكل سلبي في العلاقة بينهما.
كل من تلك الاستجابات من المرجح أن تنتج لنا علاقة مضطربة بين الزوجين. وهناك بالطبع طرق صحيَّة وتوافقيَّة لانتقاد الزوج وبالتالي ستنتج عنها استجابات صحيَّة أيضاً حتى في حال الشعور بالاستياء.
استراتيجيات الانتقاد الايجابي
أولاً: انتقدي الزوج بأسلوب محب وودي
والهدف هنا هو حلُّ النزاعات بطريقة تجعل الزوج يشعر بالاهتمام والاحترام وينتج عن ذلك زيادة الرضا والحميميَّة بين الزوجين. وهذه النتيجة تزيد بقوة على الارتياح والحبِّ بينكما. تذكري عزيزتي الزوجة إذا داومت على الطريقة الوديَّة والمحبة في النقد سيستقبل الزوج هذا النقد بشكل ودي أيضاً.
ثانياً: أعطي مجاملات لكل شكوى أو انتقاد
يمكن للزوج هنا أن يتقبل النقد بشكل أفضل عندما يشعر دائماً بحبِّ واعجاب الزوجة. عندما يتعامل الزوجان بالمودة والاحترام بشكل منتظم، يتم إنشاء مخزون من النيَّات الحسنة في نفسيهما والتي هي صمام الأمان الرئيس في أوقات الانتقادات والنزاع.
ثالثاً: قبل أن تنتقدي، اسألي نفسك، «هل هذا النقد سيساعد أو يضر علاقتنا؟».
إذا كنت في شكٍّ في أنَّ النقد سيساعد العلاقة لا تنتقدي وحاولي العثور على أسلوب ودي ايجابي للنقد.
ـ لا انتقاد في الغضب:
لا تنتقدي وأنت في حالة غضب، لا تنتقدي بشكل ساخر، أو عنيف.
ـ حاولي الانتقاد بأقل قدر ممكن:
تجاهل الأشياء التي تزعجك في زوجك مفيدة جداً. فقبل أن تنتقدي اسألي نفسك، «هل هذا يستحق الشكوى؟».
يمكنك مثلا أن تمارسي تجربة عدم الانتقاد مع زوجك لمدَّة أسبوع مثلا. وكل منكما يمارس هذا السلوك على الآخر. ثم اكتبا قائمة بالأشياء المزعجة لبعضكم بعضاً وقوما بشطب الأشياء غير المهمَّة وكل ما لا يستحق عناء النقد. وفي نهاية الأسبوع ناقشا الأمور المهمة التي تستحق النقد.
ـ ابقي محبَّة
استخدمي النقد لتنمو العلاقة، لا للفوز أو لإيذاء شعور شريك حياتك.
ـ استأذني قبل الانتقاد
اعطي شريكك خيار سماع النقد في وقت آخر. لا تنتقدي عندما يكون شريك حياتك متعباً أو غير جاهز لاستقبال النقد.
ـ قبل الانتقاد أكدي لشريكك الأمور التي تعجبك فيه أو التي تحبين أن يفعلها من خلال التأكيد على الأمور التي يفعلها.