كثيراً ما يتعرض السائقون لمخالفة سير، وربما من النادر أن نجد من لم يحصل على مخالفة سير في حياته، ولهذا فقد باتت مخالفات السير من الأمور الاعتيادية التي قد تصادف أي شخص، ولا ترقى لأن يعيرها اهتماماً مبالغاً فيه، طالما هي مخالفة عادية ناتجة عن خطأ ارتكبه، سواء في السرعة أو التجاوز أو الوقوف أو غيرها، وطالما أيضاً أنّ عقوبة هذه المخالفة معقولة، ويمكنه تحملها باعتبارها تأديبية، ولمنع تكرار نفس المخالفة من ناحية، وللحفاظ على حياته وحياة غيره من مرتادي الشارع من ناحية ثانية، ولكن ماذا لو كانت هذه العقوبة أكبر من أن يتحملها أغلب السائقين؛ كأن تتجاوز مئات الآلاف، أو لو كانت مثلاً للعقاب على أمر لا يعاقب عليه القانون؟!
«سيدتي» جمعت لكم مجموعة من المخالفات الغريبة، سواءً من ناحية الجرم أو العقوبة، والتي لا تخلو من الطرافة؛ باعتبارها أموراً لا تتكرر كثيراً، وتحدث فقط في حكم النادر.
تغريم سائق صيني 25 مليون دولار
لم يتوقع الصيني «زانج» أن تصل مجموع المخالفات المرورية التي سيحصل عليها طوال حياته لمليون دولار مجتمعة، ولكنه حصل على مخالفة واحدة تصل قيمتها لخمسة وعشرين مليوناً، طالبته الحكومة الصينية بالالتزام بتسديدها للدولة مباشرة، والقصة ببساطة أنّ السيد «زانج»، والذي يعمل كسائق على إحدى سيارات النقل الكبيرة، قرر يوماً أن يتجاهل كل إشارات المرور التي تحذر من عبور الشاحنات فوق أحد الجسور في ضاحية في مدينة بكين، وعبر فوقه بالفعل، رغم علمه بأنّ وزن الشاحنة التي يقودها يتجاوز الحد المسموح به، الجسر بطبيعة الحال لم يكن مؤهلاً لتحمّل مثل هذه الأوزان، فانهار على الفور أسفل عجلات الشاحنة الكبيرة. بلدية الضاحية قررت معاقبة السيد «زانج» بطريقة تجبره وغيره لاحقاً على احترام القوانين؛ فقامت بتوجيه مخالفة مرورية له بقيمة الأضرار التي تسبب فيها، باعتبار ما حدث هو حادث مروري، وأنّ القانون ينصّ على أن السائق فيما لو كان مخطئاً، سيتحمل تكاليف إصلاح الأضرار التي ترتبت على الحادث، ليسجل بذلك السيد «زانج» أكبر مخالفة مرورية، ليس في الصين فقط، وإنما في العالم ككل!
مخالفة بسبب رائحة الفم!
ليس بعيداً عن المنطقة العربية، وتحديداً في دولة الكويت وفي محافظة حولي، حيث قام شرطي بتحرير مخالفة غريبة لسائق سيارة، والسبب كانت رائحة فمه الكريهة، فقد قام الشرطي بإيقاف المركبة في عملية روتينية للتفتيش على المركبات في المنطقة؛ ليصدم برائحة فم كريهة جداً تنبعث من السائق، منعته حتى من التحدث معه عن قرب، وعند تنبيه الشرطي للسائق حول رائحة الفم، ردّ السائق بطريقة لم تعجب الشرطي، فحواها بأنّ هذا ليس من شأنك، أو شأن المرور حتى، ربما كان السائق على حق، وأنه لا يوجد قانون في قوانين السير يحاسب على رائحة الفم، إلا أنّ طريقة الرد يبدو أنها استفزت الشرطي، الذي يعلم أنّ تحرير المخالفة في دفاتر الدولة ليس بالأمر الذي يمكن إلغاؤه على الأقل بسهولة من قبل السائق، فقام بكتابتها وتحريرها، وسجل السبب بأنّ المخالفة هي رائحة الفم الكريهة التي تنبعث من فم السائق، والتي منعته من إتمام عمله.
التحطيم بالمدرعات للسيارات المخالفة
قرر عمدة مدينة ليتوانيا، التابعة للاتحاد السوفيتي السابق وإحدى دول البلطيق، أن يبتكر طريقةً جديدة يعاقب من خلالها السائقين الذين يوقفون سياراتهم في الأماكن الممنوع الوقوف بها، وقد كانت الطريقة ذكية جداً، برغم كونها قاسية، وتسبب خسائر فادحة للسائق؛ حيث أمر مدرعة عسكرية بالسير فوق السيارة المخالفة في الوقوف وتحطيمها تماماً، وقد قام بالفعل بتنفيذ خطته، وأمر المدرعة الضخمة بالعبور فوق إحدى السيارات المخالفة، والتي يمكننا أن نتخيل كيف أصبح شكلها بعد مرور المدرعة فوقها! والذكاء في الفكرة يكمن بأنّ السائق المسكين، الذي أصبح حديث المدينة كلها، لم يستطع أن يفعل شيئاً، ولم يقدر على المطالبة بأي حقوق على السيارة، التي أصبحت أشبه بعلبة البيبسي في وسط طريق سريع؛ لأنه ببساطة كان يقف بطريقة خطأ، وبالتالي فإنّ الخطأ خطؤه؛ باعتبار أنّ المدرعة داست على السيارة دون قصد، والأجمل من ذلك أنّ السلطات طالبت التحري فيما لو أنّ السيارة سببت أي أضرار للمدرعة؛ لتقوم بتحميل السائق تكاليف الإصلاح!
290 ألف دولار بسبب السرعة
ربما تظن عند قراءة الموضوع أنّ سائقنا المسكين السابق قد قاد بسرعة جنونية تزيد على السرعة المصرح بها بمئات الكيلومترات، وهذا غير صحيح، فقد قررت سويسرا -شأنها شأن بعض دول أوروبا- أن تحارب ظاهرة السرعة في القيادة بطريقة جديدة، وعند الدراسة رأت أنّ هناك شريحة من الأثرياء تظن أنّ قيمة المخالفة بسيطة جداً لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات على الأكثر، ويمكنه ببساطة دفعها مقابل الاستمتاع بالسرعة في سيارته الرياضية الجديدة، ولهذا فقد قرروا أنّ بإمكان الشرطي أن يتجاوز هذه الأرقام البسيطة، وأن يحرر المخالفة التي يظن أنها ستكون بمثابة العقوبة للسائق، وهو الأمر الذي سيجبر الأغنياء أيضاً على الالتزام بقوانين السير وبالسرعات المحددة، وما حدث أنّ سائقنا العزيز قرر أن يتجاوز السرعة المحددة في إحدى القرى في سويسرا، وهي 35 ميلاً بالساعة، ليصل بسيارته الفيراري الحمراء الجديدة لسرعة 85 ميلاً بالساعة فقط. الشرطي عند إيقافه للسيارة المخالفة، وجد أنّ صاحبها يبدو من الأثرياء، وأنه غير مهتم بالمخالفة؛ ليقرر أن يحرر بشأنه أكبر مخالفة مرورية في تاريخ سويسرا؛ وهي 299 ألف فرنك سويسري؛ أي ما يعادل 290 ألف دولار أميركي، وهو الأمر الذي ظنت الحكومة -وهي على حق- أنه سيحدّ كثيراً من مخالفات السير، حيث إن الغرامة يمكنها أن تزيد بحيث لا تتجاوز الـ300 ألف فرنك سويسري.
200 ألف دولار مخالفة لطبيب أسترالي دون أن يقود السيارة
في أستراليا أيضاً فإنّ قوانين السير صارمة جداً، شأنها شأن الدول الأوروبية، وقد تفاجأ طبيب بمخالفة مرورية تصل له عبر البريد؛ تطالبه بتسديد 200 ألف دولار؛ بسبب السرعة الزائدة أثناء قيادته لسيارته اللمبورغيني. الطبيب المحترم حاول بشتى الطرق أن يقنع إدارة المرور بأنّ السيارة في تلك الفترة لم تكن في حوزته، وأنها كانت في ورشة الصيانة، وأنّ عامل الصيانة هو من قام بقيادتها بهذه السرعة الجنونية، أثناء تجريبها بعد الصيانة، وأنه ليس له ذنب في ذلك، ولكن هذه الحجة لم تعفِه من الغرامة؛ كونه هو صاحب السيارة، وأنه لابد ألا يسمح لأي شخص بقيادتها مهما كان السبب.
مخالفة مرورية بعد أكثر من 58 عاماً!
اكتشف العجوز ذو الـ75 عاماً «داني كراوفورد»، وهو يقوم بتنظيم وترتيب بعض أغراضه القديمة، وجود مخالفة سير لم يقم بدفعها، حررت في حقه قبل 58 عاماً؛ أي عندما كان شاباً صغيراً. «داني» والمعروف عنه الالتزام، توقع أن تكون المخالفة قد سقطت عنه بسبب قدمها، فقام بإرسال قيمتها بالبريد للمرور، ملحقةً بخطاب اعتذار عن التأخير، والغريب أنّ شرطة المرور تحققت من المخالفة، ووجدتها على نظام المخالفات، وقامت بدفعها مع إلغاء غرامات التأخير المترتبة على صاحبها، كما أنها -وفي لفتة جميلة- قامت بإرسال خطاب شكر لـ«داني» على حسن تصرفه.