كشفت أول إعلامية سعودية تشارك في تغطية إعلامية عسكرية بجبل دخان المطل على محافظة الخوبة سميرة مدني عن تفاصيل تلك التغطية الإعلامية لـ"عاجل"، وذكرت أنها جاءت بأمر من وزيرين في الدولة، عطفاً على كتابتها وصية لأسرتها في حال تعرضت للوفاة في أرض المعركة.
وذكرت سميرة مدني أنها فخورة كونها أول إعلامية سعودية تشارك في إعداد تقارير إعلامية تلفزيونية عن حرب الجيش السعودي على الحوثيين في الحد الجنوبي بالخوبة آنذاك، وبينت أن الواجب الوطني يحتم على الإعلاميين الذود عن وطنهم بأقلامهم كما لو كانوا في صفوف الجيش السعودي، وأن الموافقة حول مشاركتها في ذلك الوقت على الصعيد الإعلامي لم تكن بالأمر السهل، حيث قوبلت مشاركتها بالرفض في البداية من المسؤولين، وتكررت محاولاتها في طلب المشاركة، وجاءت الموافقة من وزيرين في الدولة، وهما: الأمير خالد بن سلطان وزير الدفاع حينها، ووزير الإعلام د. عبدالعزيز خوجة.
وأشارت مدني إلى أنه بمجرد وصول الموافقة بدأت بحزم حقائبها، وكان همها الأول والأخير التوفيق في العمل الذي ستقدمه لجميع المشاهدين، معتبرة ما تقدمه رسالة إعلامية ووطنية تظل من أبرز المحطات التي عاشتها في هذا المجال، حيث كتبت وصيتها لأسرتها وزوجها وأبنائها، وقالت فيها: "إنني أحبكم لدرجة الجنون، وليس هناك أغلى عندي منكم، وذهابي إلى هناك هو واجب إنساني ووطني وإعلامي، وأن الله-عز وجل- خلقنا لهدف، وأن كل إنسان لابد أن يكون صاحب رسالة وهدف، وذهابي إلى هناك ليس تنازلاً عنكم ومخاطرة بحياتي بقدر ما هو إيمان داخلي تجاه رسالتي الإعلامية، ففي لحظة وعند استقبالكم لخبر وفاتي، فمعناه هنا انتهى عمري ونلت شرف الشهادة، وهذه شهادة لي ولكم واعتزاز، وعليكم أن تؤمنوا بأن الأجل مكتوب، ولابد أن تكونوا أقوياء وتتحملوا الصعاب، وتستطيعوا تحويل آلامكم إلى آمال وإرادة وعزيمة وتكونوا أصحاب همة عالية"، وقالت: "بعدها مسحت دموعي ونهضت وصليت ركعتين وانتظرت موعد رحلتي لمواجهة الموت".
وبينت مدني أنه بمجرد وصولها إلى هناك وعلى بعد أمتار معدودة من خط النار ودوي الانفجارات يشاهد بالعين المجردة كان هناك العديد من رجال الأمن الذين كانوا يذودون عن الوطن، وكان همهم الأول حماية الوطن بكل شجاعة، وأضافت: "جميع الأشخاص كانوا منهمكين في متابعة خطوات وتحركات العدو، وفي اللقاءات الإعلامية التي أعددتها كان تعاملهم معي بحذر شديد خوفاً من أن أتعرض إلى إصابة، بالرغم من وجود موافقة رسمية على التغطية".
وأشارت مدني إلى أن تجربتها الإعلامية كانت فريدة، وأبرزت لها العديد من الأمور، حيث اكتشفت العلاقة الجميلة ما بين الرجل والمرأة تحت الإطار الشرعي، وطريقة التعامل معها بشكل رائع، وأن الشخص هو من يصنع الموقف بإرادته القوية وعزيمته وإصراره وإيمانه بذاته، مما يجعل الآخرين يؤمنون به وبما يريد إيصاله من رسائل، كما أن بعض الأشخاص يوصلون لك رسائل بأن المسؤولين لا يتجاوبون معك، وخاصة أن المرأة يصعب التجاوب معها بحجة عدم مقدرتهم على الإقناع، فبالتالي توصل الصورة مشوهة، ولكن عندما تكون على قدر المسؤولية وتوصل للمسؤول مدى جديتك وعمليتك، ففي هذه الحالة يكون هو أول مساند لك، كما اكتشفت مواطن قوة وضعف الإنسان في المواقف الصعبة وكيفية التصرف خلالها، بالإضافة إلى أن المرأة السعودية قوية وصاحبة فكر ومبدأ واعتزاز تجاه وطنها، وهي أول المبادرين في الدفاع، فهي ليست بتلك الصورة التي تنقل عنها بأنها صاحبة اهتمام بالمظاهر الخارجية، إذ تملك عمقاً ربما يخيف الكثير من الأطراف، كما أنها كإعلامية أصبحت لا تهاب الموت بعد معركة خاضتها بينها وبين نفسها لسنوات بسبب الأفكار التي تغذى الجميع منها، قائلة: "وقوفي على أرض المعركة ومشاهدتي القذائف وسماعي لأصواتها أنقذني من هذا الهاجس، فأرض المعركة أنقذتني من المعركة الداخلية التي عشتها"، وختمت مدني حديثها لـ"عاجل" بالدعاء بالتوفيق لجنود هذا الوطن في الحرب على الحوثيين في اليمن، وأن يحفظ الله هذه البلاد وقادتها وشعبها من كل شر.
تجدر الإشارة إلى أن سميرة مدني مذيعة سعودية درست علم الاجتماع وعملت في مجال التجارة مع زوجها في فرش الأرضيات، وقد دخلت المجال الإعلامي بالصدفة عندما كتبت خطاباً للملك عبدالله بن عبدالعزيز تصف فيه حبها للوطن وتقديرها له، وقد نشر الخطاب في إحدى الصحف المحلية، وطلبت منها صحيفة "الاقتصادية" أن تعمل معها كمتعاونة، ومن ثم متفرغة، كما ترأست القسم النسائي لجريدة "الاقتصادية"، وبعدما ظهرت كضيفة في أحد البرامج التلفزيونية فكرت في دخول عالم التلفزيون، حيث تقدمت للتلفزيون السعودي والتحقت بدورات لتقديم البرامج في معهد الجزيرة، وكانت تقدم برنامج "صباح السعودية"، والآن تقدم برنامج "كلام نواعم" على قناة "ام بي سي"، وتحولت طموحاتها إلى مسؤولية اجتماعية وفق قولها، وتعمل على العديد من البرامج والمشاريع التنموية والاجتماعية التي تود من خلالها خدمة مجتمعها.
وذكرت سميرة مدني أنها فخورة كونها أول إعلامية سعودية تشارك في إعداد تقارير إعلامية تلفزيونية عن حرب الجيش السعودي على الحوثيين في الحد الجنوبي بالخوبة آنذاك، وبينت أن الواجب الوطني يحتم على الإعلاميين الذود عن وطنهم بأقلامهم كما لو كانوا في صفوف الجيش السعودي، وأن الموافقة حول مشاركتها في ذلك الوقت على الصعيد الإعلامي لم تكن بالأمر السهل، حيث قوبلت مشاركتها بالرفض في البداية من المسؤولين، وتكررت محاولاتها في طلب المشاركة، وجاءت الموافقة من وزيرين في الدولة، وهما: الأمير خالد بن سلطان وزير الدفاع حينها، ووزير الإعلام د. عبدالعزيز خوجة.
وأشارت مدني إلى أنه بمجرد وصول الموافقة بدأت بحزم حقائبها، وكان همها الأول والأخير التوفيق في العمل الذي ستقدمه لجميع المشاهدين، معتبرة ما تقدمه رسالة إعلامية ووطنية تظل من أبرز المحطات التي عاشتها في هذا المجال، حيث كتبت وصيتها لأسرتها وزوجها وأبنائها، وقالت فيها: "إنني أحبكم لدرجة الجنون، وليس هناك أغلى عندي منكم، وذهابي إلى هناك هو واجب إنساني ووطني وإعلامي، وأن الله-عز وجل- خلقنا لهدف، وأن كل إنسان لابد أن يكون صاحب رسالة وهدف، وذهابي إلى هناك ليس تنازلاً عنكم ومخاطرة بحياتي بقدر ما هو إيمان داخلي تجاه رسالتي الإعلامية، ففي لحظة وعند استقبالكم لخبر وفاتي، فمعناه هنا انتهى عمري ونلت شرف الشهادة، وهذه شهادة لي ولكم واعتزاز، وعليكم أن تؤمنوا بأن الأجل مكتوب، ولابد أن تكونوا أقوياء وتتحملوا الصعاب، وتستطيعوا تحويل آلامكم إلى آمال وإرادة وعزيمة وتكونوا أصحاب همة عالية"، وقالت: "بعدها مسحت دموعي ونهضت وصليت ركعتين وانتظرت موعد رحلتي لمواجهة الموت".
وبينت مدني أنه بمجرد وصولها إلى هناك وعلى بعد أمتار معدودة من خط النار ودوي الانفجارات يشاهد بالعين المجردة كان هناك العديد من رجال الأمن الذين كانوا يذودون عن الوطن، وكان همهم الأول حماية الوطن بكل شجاعة، وأضافت: "جميع الأشخاص كانوا منهمكين في متابعة خطوات وتحركات العدو، وفي اللقاءات الإعلامية التي أعددتها كان تعاملهم معي بحذر شديد خوفاً من أن أتعرض إلى إصابة، بالرغم من وجود موافقة رسمية على التغطية".
وأشارت مدني إلى أن تجربتها الإعلامية كانت فريدة، وأبرزت لها العديد من الأمور، حيث اكتشفت العلاقة الجميلة ما بين الرجل والمرأة تحت الإطار الشرعي، وطريقة التعامل معها بشكل رائع، وأن الشخص هو من يصنع الموقف بإرادته القوية وعزيمته وإصراره وإيمانه بذاته، مما يجعل الآخرين يؤمنون به وبما يريد إيصاله من رسائل، كما أن بعض الأشخاص يوصلون لك رسائل بأن المسؤولين لا يتجاوبون معك، وخاصة أن المرأة يصعب التجاوب معها بحجة عدم مقدرتهم على الإقناع، فبالتالي توصل الصورة مشوهة، ولكن عندما تكون على قدر المسؤولية وتوصل للمسؤول مدى جديتك وعمليتك، ففي هذه الحالة يكون هو أول مساند لك، كما اكتشفت مواطن قوة وضعف الإنسان في المواقف الصعبة وكيفية التصرف خلالها، بالإضافة إلى أن المرأة السعودية قوية وصاحبة فكر ومبدأ واعتزاز تجاه وطنها، وهي أول المبادرين في الدفاع، فهي ليست بتلك الصورة التي تنقل عنها بأنها صاحبة اهتمام بالمظاهر الخارجية، إذ تملك عمقاً ربما يخيف الكثير من الأطراف، كما أنها كإعلامية أصبحت لا تهاب الموت بعد معركة خاضتها بينها وبين نفسها لسنوات بسبب الأفكار التي تغذى الجميع منها، قائلة: "وقوفي على أرض المعركة ومشاهدتي القذائف وسماعي لأصواتها أنقذني من هذا الهاجس، فأرض المعركة أنقذتني من المعركة الداخلية التي عشتها"، وختمت مدني حديثها لـ"عاجل" بالدعاء بالتوفيق لجنود هذا الوطن في الحرب على الحوثيين في اليمن، وأن يحفظ الله هذه البلاد وقادتها وشعبها من كل شر.
تجدر الإشارة إلى أن سميرة مدني مذيعة سعودية درست علم الاجتماع وعملت في مجال التجارة مع زوجها في فرش الأرضيات، وقد دخلت المجال الإعلامي بالصدفة عندما كتبت خطاباً للملك عبدالله بن عبدالعزيز تصف فيه حبها للوطن وتقديرها له، وقد نشر الخطاب في إحدى الصحف المحلية، وطلبت منها صحيفة "الاقتصادية" أن تعمل معها كمتعاونة، ومن ثم متفرغة، كما ترأست القسم النسائي لجريدة "الاقتصادية"، وبعدما ظهرت كضيفة في أحد البرامج التلفزيونية فكرت في دخول عالم التلفزيون، حيث تقدمت للتلفزيون السعودي والتحقت بدورات لتقديم البرامج في معهد الجزيرة، وكانت تقدم برنامج "صباح السعودية"، والآن تقدم برنامج "كلام نواعم" على قناة "ام بي سي"، وتحولت طموحاتها إلى مسؤولية اجتماعية وفق قولها، وتعمل على العديد من البرامج والمشاريع التنموية والاجتماعية التي تود من خلالها خدمة مجتمعها.