في ظلّ الأحداث العصيبة التي تمرّ بها مصر، والأجواء السياسية الساخنة التي تخيّم على المنطقة، وفي غياب شبه تام للنجوم، عرباً وأجانب، ووسط حالة شديدة من سوء التنظيم والفوضى، أُقيم "مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي" في دورته السابعة والعشرين، وذلك بأوبرا الإسكندرية. "سيدتي" حضرت فعاليات المهرجان وعادت بالتفاصيل التالية:
حفل الافتتاح
بدأ الحفل باستعراض راقص بعنوان "على اسم مصر"، رصد الثورات المصرية على مدى التاريخ من خلال عدة أفلام، من بينها: "شيء من الخوف، مصطفى كامل، سيد درويش، حادثة دنشواي، بين القصرين، في بيتنا رجل، الفاجومي"، حيث قام عادل عبده، مخرج العرض، بالمزج بين المسرح والسينما اللذين التقيا في حوار فني بين مقاطع سينمائية ومشاهد مسرحية جسّدها فنانون وراقصون من الوجوه الفنية الشابة الإسكندرانية. حضر حفل الافتتاح ممدوح الليثي، رئيس "الجمعية المصرية لكتّاب ونقّاد السينما"، ونادر عدلي رئيس المهرجان، وأسامة الفولي محافظ الإسكندرية، وشارك فيه ثلاثون فيلماً تمثّل 16 دولة متوسطية. ويعدّ المهرجان أبرز الأنشطة الفنية الدولية التي تقام في مصر بعد إلغاء المهرجانات الفنية والكثير من الأنشطة الثقافية منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وقد شهد حفل الافتتاح هذا العام إقبالاً جماهيرياً كبيراً، حيث احتشدت قاعة أوبرا الإسكندرية بالآلاف من الجماهير العاشقة لفنون السينما. وأعرب رئيس المهرجان نادر عدلي عن شكره لكل من ساهم في تنظيم هذه الدورة.
كواليس افتتاح المهرجان
غاب عن حفل الافتتاح وزير الثقافة الدكتور عماد أبوغازي ووزير الإعلام أسامة هيكل. بينما تأخّر محافظ الإسكندرية الدكتور أسامة الفولي ما يقرب من ساعة.
اعتمدت فقرات حفل الافتتاح على الإيقاع السريع، حتى أن مقدّميّ الحفل قرآ الأسماء بسرعة جعلت العديد من النجوم ينزلون سريعاً من خشبة المسرح دون التقاط صور. كما أن المضيفة التي تسلّم التكريمات اصطدمت بالفنان يحيى الفخراني وهي تسلّم ممدوح الليثي جائزة ليسلّمها لفنان آخر.
لاحظ الكثيرون جهل مقدّميّ الحفل بالفنانة اللبنانية كارمن لبس، التي لم يستطيعا التلفّظ باسمها بشكل صحيح. فنطقها المذيع بطريقة في حين نطقتها المذيعة بطريقة أخرى. وفي النهاية، اكتفى كل منهما بقول النجمة اللبنانية بدلاً من معضلة نطق الاسم.
اعتذرت الفنانة زهرة العلا عن الحضور، وتسلّمت الجائزة بدلاً منها ابنتها المخرجة منال الصيفي.
ظهرت سعادة الفنانة جومانة مراد بفستانها الأسود الأنيق والذي أظهر رشاقتها، ما جذب انتباه العديد من المصوّرين لالتقاط صور لها.
الملاحظ هذا العام أن كل الفنانات المصريات ارتدين فساتين سهرة سوداء، وارتدى الفنانون بدلات باللون نفسه ما جعل القاعة يغلب عليها اللون الأسود.
خطفت الفنانة غادة عبد الرازق الأنظار بفستانها الأسود المكشوف. وقد لاحظ الكثيرون وحدتها حيث لم تتجاذب أطراف الحديث مع المحيطين بها، بخلاف محادثات بسيطة مع جومانة مراد. كما حرصت غادة عبد الرازق على اصطحاب اثنين "بودي غارد" لحمايتها.
لاحظ الكثيرون مدى سعادة الفنانة جيهان فاضل باختيارها عضو لجنة تحكيم لأول مرة، حيث كانت توزّع الابتسامات المشرقة على الجميع وكأنها لا تصدّق ما يحدث.
الفنان خالد الصاوي ارتدى ملابس "سبور" ولم يلتزم بتقاليد الأوبرا.
حضر الفنان صلاح السعدني الحفل منفرداً، ورفض الجلوس في القاعة مع الضيوف، مفضّلاً الجلوس وحده، ثم انصرف قبل انتهاء فقرات الحفل. وبينما كان ينسلّ خارجاً من العرض سألناه: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابنا ضاحكاً "أصل أمي بتولد".
الفنان خالد صالح كان أول الحاضرين مع زوجته التي تظهر في إطلالة نادرة لها.
تعثّرت الفنانة غادة عبد الرازق عند دخولها صالة العرض وساعدها اثنان من الـ "بودي غارد" يرافقانها. وقد لاحظ الكثيرون أن غادة لا تترك الـ "بودي غارد" لحظة واحدة حتى أثناء اللقاءات مع الإعلاميين.
عندما صعد أبطال فيلم "كف القمر" على المسرح لتحية الجمهور، نست مقدّمة الحفل ذكر اسم الفنان صبري فواز، حيث اعتقدت أنه لم يحضر مثل هيثم أحمد زكي، ما كاد أن يتسبّب في غضب فواز، لكن الفنانة غادة عبد الرازق تداركت الموقف وقامت بشدّ يده بإصرار ليصعد معها أمام الجمهور.
الناقد نادر عدلي رئيس المهرجان كان متوتراً. فنسي ما كان سيقوله. ثم اعتذر للجمهور وظلّ يبحث في جيوبه عن الورقة التي دوّن فيها كلمته. والغريب أنه بعدما أخرجها لم ينظر إليها، ثم ارتجف صوته قليلاً وأخطأ قائلاً: "هذا المهرجان هو أول مهرجان بعد ثورة 23 يوليو". فصاح الجمهور، وانتبه عدلي، فأصلح كلامه درءًا للإحراج فقال: "ثورات مصر تأتي وراء بعضها البعض وهذا الشعب يستحقّ التحية".
انتقد رئيس المهرجان سينما الكبار الذين لم يستطيعوا التعبير عن الثورة في حين أشاد بسينما الشباب.
بمجرد خروج الفنانة غادة عبد الرازق من قاعة الأوبرا، طاردتها وسائل الإعلام إلى جانب عدد كبير من ضيوف المهرجان ممّن حرصوا على التقاط صور تذكارية معها. وعندما تمكّنت غادة من الخروج إلى الشارع بصحبة الـ "بودي غارد"، وجدت طفلة ممسكة بفستانها بشدّة تطالبها بالتقاط صورة معها، فرفضت غادة ركوب سيارتها قبل أن تلبّي رغبة أصغر معجباتها.
لاحظ الكثيرون برودة العلاقة بين الفنانة غادة عبد الرازق والمخرج خالد يوسف في أول لقاء لهما منذ اندلاع ثورة 25 يناير. ولم تلتقط كاميرات المصوّرين صوراً لغادة وخالد معاً، كما كانت العادة في كل المناسبات التي جمعتهما من قبل.
صافحت غادة فريق عمل فيلم "كف القمر" فرداً فرداً عقب العرض، باستثناء خالد يوسف. وهو ما لفت انتباه الجميع، وتعمّدت التقاط الصور مع أعضاء فريق العمل كلهم باستثناء خالد يوسف.
أثناء وقوف أبطال فيلم "كف القمر" على خشبة المسرح لتحية الجمهور، فجّر المخرج المصري خالد يوسف مفاجأة أدهشت الحاضرين، عندما قام بتوجيه كلمة إلى المجلس العسكري للإفراج عن فادي مصطفى السعيد طالب المعهد العالي للسينما الذي تمّ اعتقاله خلال أحداث سفارة إسرائيل، مؤكداً أنه كان يقوم بتصوير أحداث الثورة من أجل مشروع التخرّج.
صاح خالد الصاوي بصوت جهوري "حرية حرية" عقب نداء خالد يوسف للمجلس العسكري. وتجاوب الحضور بتصفيق حار مردّدين هتافات تطالب المجلس العسكري بالتوقف عن محاكمة المدنيين، ما نقل أجواء ميدان التحرير للأوبرا (بحسب ما قال رئيس المهرجان نادر عدلي).
طالبت الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، عقب تكريمها، الشعوب العربية ألا تفقد الأمل في المستقبل.
الفنانة كارمن لبّس، وعلى مبدأ "بعد العشاء إفعل ما تشاء"، توجّهت مع الفنانة غادة ابراهيم لحضور عرس مصري أقيم في الصالة المجاورة لصالة عشاء ما بعد الافتتاح، وذلك بدافع الفضول. ولمّا سألت إن كانت تستطيع أن تحضر، رحّب بها العروسان لتتحوّل إلى نجمة الحفل، فما كان منها إلا أن أعادت الأضواء للعروس بمغادرتها ممتنة لدقائق الفرح التي عاشتها في الصالة وسط الفرقة الاستعراضية الشعبية. الفنانة كارمن لبّس بدت متواضعة جداً عندما قالت لـ "سيدتي" إنها لم تتوقع أن يتم تكريمها عن مجمل أفلامها السينمائية، كونها تعتبر أنها ما تزال في منتصف الطريق "سينمائياً" وأنه من المبكر تكريمها اليوم.
على هامش المؤتمر، وما وراء الكواليس نجوم خطفوا الأضواء، بتصريحاتهم، مشاكلهم، أعمالهم الفنية وغيرها من التفاصيل تتابعونها في العدد الجديد من مجلة "سيدتي " المتوفر في الأسواق والمكتبات،