لاشك أننا نعيش في أوج التطور التكنولوجي الذي مرّ على البشرية في كافة العصور، وهذا ما نعرفه ونثق فيه تماماً، ولاشك أنّ العلم فعلاً توصل لتحليل الكثير والكثير من الأمور التي لم تكن منطقية، أو لم يكن لها تفسير مقنع في السابق، وهذا الأمر رسّخ لدينا قناعة بأنّ العلم والتطور الذي نعيشه قادر على تفسير أي ظاهرة مهما كانت، حتى لو لم يكن التفسير لحظياً وفي وقت حدوثها، ولكننا تعودنا أن يكون هناك تفسير دوماً حتى ولو انتظرناه سنوات. ومع ذلك فقد ثبت أنّ هناك ظواهر عجز العلم وعجزت التكنولوجيا الحديثة عن تفسيرها، ولم تقدم للبشرية أي تحليل لها؛ لنصل في النهاية لقناعة بأنّ هناك علماً وهناك تكنولوجيا متقدمة، ولكن هناك دوماً ما هو خارق وخارج حدود العلم والمعرفة، فنسلم بلا حول ولا قوة بأنّ هناك ظواهر خارقة لا تنطبق عليها النظريات العلمية ولا يستطيع العلم تفسيرها، ومن هذه الظواهر التي كانت ولا تزال تشكّل تحدياً للعلم والتطور التكنولوجي، نستعرض ما يأتي:
• مخلوقات فضائية بين ليبيا والجزائر
في العام 1938، وعن طريق الصدفة، تم اكتشاف مجموعة من الكهوف التي تقع على سلسلة جبال تدعى تاسيلي بين ليبيا من جهة، والجزائر من الجهة الثانية، الجبال معروفة مسبقاً، ولكن الكهوف تم العثور عليها في هذا التاريخ من قبل بعض رواد الجبال والمهتمين بالتسلق بمحض الصدفة، وبعد فحص تلك الكهوف من قبل الجهات المختصة تبين أنها كهوف أثرية، وبها من الرسومات ما يدل على وجود حضارة سابقة عاشت في هذا المكان، كل ذلك يبدو منطقياً وطبيعياً حتى الآن؛ فالحقيقة المكتشفة لا تتعارض مع ما توصلنا له في السابق، وهو أنّ هناك فعلاً حضارات عاشت في تلك المناطق، ولكن الغريب كان بالرسومات نفسها، فتلك الرسومات كانت وبالرغم من أنها نقشت قبل آلاف السنين، إلا أنها لأشخاص يرتدون زيّاً يشبه ما يرتديه رواد الفضاء اليوم، وأناس يطيرون بالجو، كما أنّ الصور كان بها مركبات فضائية، وبعض الحيوانات الطائرة الضخمة، العلم لم يجد في الحقيقة تفسيراً لهذه الظاهرة الغريبة التي تنفي كل النظريات العلمية الحديثة، وهي أنّ البشرية سابقاً كانت تسبح في محيط الجهل بالمقارنة بما نحن عليه اليوم، وتثبت بأنه كانت هناك حضارة علمية تفوق حضارتنا، وتوصلت لما لم نتوصل له نحن، برغم كل ما نعيشه من تطور.
• الاستبصار والتنبؤ بالمستقبل
ربما للوهلة الأولى يبدو لنا المصطلح عادياً جداً، فكثيراً ما نقضي ليلة رأس السنة ونحن نتابع بعض المنجمين أو الفلكيين الذين يطلعون الناس على توقعاتهم للسنة القادمة، بالرغم من قناعة الأغلبية العظمى منا بأنّ هذا التنبؤ لا يعدو كونه شيئاً طريفاً لن تتذكر أياً من تفاصيله بعد لحظات من انتهاء البرنامج، ولكن ليس هذا ما نتحدث عنه الآن، فقد ثبت أنّ هناك فئة نادرة جداً من الناس استطاعت معرفة أحداث مستقبلية بشكل دقيق جداً دون وجود تفسير حتى لديهم عن سبب هذه المعرفة، ففي عام 1978 في بريطانيا، وبالتحديد في مقاطعة ويلز، قام رجال الأمن بتوقيف رجل يركض للحاق بالقطار بحجة عدم امتلاكه لتذكرة صعود للقطار، الرجل كان في حالة هستيرية وادعى وقتها بأنه لم يتذكر أن يشتري التذكرة؛ لشدة استعجاله، كونه سيذهب إلى جلاسكو ليحذر أهلها من زلزال شديد سيضربهم قريباً، بطبيعة الحال تناول رجال الأمن الموضوع بسخرية واستهزاء، وتناولت الصحف الخبر الطريف لذلك الرجل المجنون الذي يدعي معرفته بوقوع زلزال عما قريب، المفاجأة التي وقعت على الجميع كالصاعقة هي أنه وبعد ثلاثة أسابيع تعرضت مدينة جلاسكو لزلزال مدمر، قتل وأصاب الكثيرين دون أن يجد أحد تفسيراً لما قام به الرجل، سوى بأنه شيء خارق وخارج عن نطاق العلم أو المعرفة.
• انصهار البشر
علمياً الانصهار هو ظاهرة موجودة فعلاً، وفيزيائياً، هو تحول المادة بسبب تعرضها لحرارة شديدة من الحالة الصلبة للحالة السائلة، وهذا أمر عادي نصادفه كثيراً حتى في حياتنا اليومية، وما حدث أنّ الشرطة الأميركية في ولاية فلوريدا عثرت على الأرملة ماري ريزر محترقة تماماً وميتة في شقتها، كما وجدت محتويات المنزل كلها محترقة، وهذا أمر اعتيادي وطبيعي؛ فالكثير من الناس يتعرضون للاحتراق في منازلهم نتيجة الإهمال، أو لأسباب أخرى، ولكن الغريب في الأمر أنه وبعد تحليل الجثة تبين أنّ الأرملة الميتة تعرضت لدرجة حرارة تتجاوز 1500 درجة مئوية وبشكل مباشر، وهو الأمر الذي يستحيل حدوثه في الظروف العادية التي يعيشها الناس في بيوتهم، فنحن لا نستطيع الوصول لدرجة الحرارة تلك سوى في أفران خاصة جداً، مصنعة خصيصاً لصهر المعادن، الشرطة حاولت التحري والبحث لمعرفة مصدر هذه الحرارة الهائلة، إلا أنها لم تصل لأي تفسير سوى أن هناك شيئاً غامضاً وغير معروف، هو ما ولّد تلك الحرارة الهائلة، والتي أدت لمقتل السيدة وانصهارها بشكل كامل
• تاوس هوم
«نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً»، مَثل عربي يعني ببساطة أننا نسمع صوت مطاحن القمح، وهو ما يسمى بالجعجعة، ولكننا بالمقابل لا نرى طحيناً أو ناتجاً، وقد لا ينطبق هذا المثل بحذافيره على مدينة تاوس هوم الأميركية، إلا أن ما يحدث فيها قريب جداً، فهذه المدينة البسيطة التي تقع في قلب صحراء نيو مكسيكو، يعاني سكانها من سماعهم أصواتاً يشبهونها بالهمهمة، وهذه الأصوات مستمرة وتزداد خلال الليل، وترتبط قوتها وضعفها بقوة الرياح في تلك الليلة، والغريب أن السكان في تاوس هوم لم يعلنوا عن هذه الأصوات؛ إيماناً منهم بأنها قد تلحق بهم اللعنة، ومن أبلغ عنها لا يزيد على 2% من عدد السكان، رغم أن الجميع يسمعها وباستمرار، حتى إن اختفاءها ليوم أو يومين يثير القلق لدى الناس ويصيب بعضهم بالتشاؤم.
استنفر عدد كبير من الباحثين لمعرفة أسباب الصوت والهمهمة، وتأكدوا من وجودها فعلاً، لكن لم ينجح أحد منهم بمعرفة سبب الصوت، وقد وضع بعضهم بعض الأسباب الفرضية، كأن تكون بسبب اصطدام الرياح واحتكاكها بالجبال أو غيرهما، إلا أن السكان يميلون لوضع فرضيات مختلفة النوع وخيالية نوعاً ما، كأن تكون صوت مخلوقات فضائية أو نوعاً من الأشباح، وعلى كل الأحوال ورغم وجود الفرضيات سواء العلمية أو الخيالية، إلا أن سبب وجود هذا الصوت المستمر في تاوس هوم لا يزال مجهولاً وغير محدد.
• سفينة فضاء في نيو مكسيكو
فى العام 1947؛ أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعامين، سقط على مدينة روزوي التابعة لإحدى مدن ولاية نيو مكسيكو جسم غريب، أثار ضجة كبيرة وتسبب بالذعر لأهالي المنطقة، وبسرعة شديدة كما التي نشاهدها في الأفلام عند وجود طوارئ، كانت وحدات الجيش الأميركي تنتشر في المدينة، وتحوّلها لثكنة عسكرية وتفرض حظراً للتجوال على الأهالي، لدرجة تحذير الجيش بأنه سوف يُطلق النار مُباشرة على أي مواطن يخرق حظر التجوال بدون أي تحذيرات مُسبقة، مما يعطينا انطباعاً عن وجود أمر جم وخطير جداً، وبطبيعة الحال فقد قامت الحكومة الأميركية بتغطية جميع الأخبار حول هذا الجسم، وفرضت سرية مطلقة عليه وتعاملت معه على مدى عشرات السنين باعتباره مجرد «منطاد لدراسة الطقس» إلى أن تم الكشف تدريجياً بواسطة بعض الصحافيين عن أنّ ما سقط على روزوي كان طبقاً طائراً يحتوي على بعض الجثث الغريبة لمخلوقات غير أرضية، الحكومة آثرت الصمت حتى هذه اللحظة، إلى أن جاءت اللحظة التي قلبت كل الأمور رأساً على عقب، وتم الكشف عن شريط فيديو يُسجل عملية تشريح أحد هذه المخلوقات الفضائية في مُنتصف التسعينيات من القرن الماضي قام بتسريبه طيار أميركي مُتقاعد، وبعد الكشف عن هذا الشريط وإعلان خبراء من الشركة المصنعة للكاميرا أنّ المادة الفيلمية للشريط تعود فعلاً إلى الأربعينيات، والاستعانة بخبراء من هوليوود أكدوا صعوبة أن تكون هناك خدع سينمائية في هذا الشريط القديم، قامت الدنيا ولم تقعد في الولايات المُتحدة، وانهال الرأي العام كله بالنقد القاسي على الحكومة الأميركية، باعتبارها تخفي حقائق مهمة عن الناس، وتتعامل مع الموضوع بتكتم غير مبرر، لدرجة أنّ الرئيس الأميركي وقتها (بيل كلينتون) كان في زيارة رسمية لأيرلندا الشمالية، وتحدث إلى الشعب الأميركي حول هذا الموضوع قائلاً: «على حد علمي، لم تصطدم سفن فضائية بمدينة روزوي في العام 1947، ولو كان هذا حدث بالفعل، وأنّ القوات الجوية احتفظت بجثث للمخلوقات الفضائية، فإنهم لم يطلعوني على الأمر إطلاقاً».
العلم لم يجد أي تفسير لسقوط هذه المركبة، أو لمكان انطلاقها هي ومن عليها، وحتى زمان هذا الانطلاق، ولكنه وجد تفسيراً لإخفاء الحكومة الأميركية للخبر، وهو أنها فضلت الاستئثار لنفسها بالتكنولوجيا المتطورة التي استطاعت نقل سفينة فضائية من مكان بعيد جداً وحتى الأرض، والاستفادة من هذه التكنولوجيا وبيعها لاحقاً لبقية الدول.