طالب المشاركون في الجلسة الحوارية "الإعلام والتكنولوجيا تطور الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا ووسائل الإتصال"، التي أقيمت في الكويت ضمن فعاليات الملتقى الإعلامي العربي وأدارها الأستاذ محمد فهد الحارثي رئيس تحرير "سيدتي"، بضرورة وجود قوانين تشريعية تنظم الإعلام الإلكتروني وتردع ضعاف النفوس بعقوبات صارمة ممن يسعون إلى زعزعة الأمن في الدول المختلفة بخاصة الخليجية، مع الحفاظ على حرية الرأي والإعلام.
بداية طرح الحارثي عدة تساؤلات على الحضور والمشاركين بالجلسة الحوارية، وهم: وزير العدل والاوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت يعقوب الصانع، وسالم الأذينة رئيس هيئة الاتصالات في الكويت، ود. معتز كوكش من الأردن خبير في التكنولوجيا ووسائل الاتصال، وأستاذة الإعلام في جامعة الكويت العنود الرشيد، وقال: "هل تطور الإعلام حالياً؟ هل تغير محتواه؟ هل بقي للإعلام التقليدي أي دور، في ظل أن أي شخص أصبح مصدراً للخبر مادام يمتلك عدد متابعين في أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي؟، وهل الإعلام الجديد من الممكن أن يسقط حكومات بعد أحداث مايسمى الربيع العربي؟، وأين المعايير الأخلاقية في استخدام برامج التواصل الاجتماعي إذا لم تكن هناك رقابة وغاب الضمير؟.
وتحدث بداية الوزير يعقوب الصانع مشدداً على أن تكون هناك معايير أخلاقية واضحة في تقييم المعلومات الاحترافية، والتي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي عبر أخبار موجهة لابتزاز الآخرين والإساءة إليهم من سياسيين وتجار ورياضيين.. إلخ.
وزاد الصانع: إذا تجاوزنا المعايير الأخلاقية ووصلنا إلى حد الجريمة لمواجهة جرائم منظمة عابرة للحدود في وسائل التواصل الاجتماعي حينها سنتساءل بصوت مرتفع هل دول منطقة الخليج لديها قوانين رادعة لمواجهة تلك الجرائم الإلكترونية؟ بدلاً من تطبيق مواد قوانين الجزاء على تلك الجرائم في أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي؟ ومثلاً إذا أتلف جهاز لأي جهة رسمية يتضمن معلومات المواطنين والمقيمين فإن القوانين تعاقب بعقوبة بسيطة، وهي إتلاف مال عام، والتي لاتتناسب عقوبتها مع حجم الضرر الكبير الذي خلفته.
نافياً أن تكون قوانين الإعلام الإلكتروني والجرائم الإلكترونية التي ستقر في دور الانعقاد الحالي لمجلس الأمة مقيدة للحرية، إذ إنها ستكون على غرار القوانين في الدول المتقدمة.
في حين قال الأذينة: إن هيئة الاتصالات في الكويت لاتزال في بداياتها، وأي قوانين ستصدر منها لن تكون مقيدة للحرية، أو تدخل باختصاصات أي وزارة أخرى بخاصة عند سن العقوبات مثل العدل أو الداخلية بعد التنسيق معهما، محذراً من الحرب الإلكترونية العالمية المستمرة بين الشرق والغرب والمتمثلة باختراق وتخريب الأنظمة الأخرى ضارباً مثل أن أي شخص من الممكن وهو في منزله أن يفجر عبر جهاز الكمبيوتر محطة كهربائية مثلاً، متسائلاً عن قدرة الدول وامكاناتها على مواجهة تلك المخاطر، وخلص قائلاً: أتمنى أن نصل في الكويت عبر هيئة الاتصالات أن نصل لحرية الإنترنت وتوفرها وأمنها.
في حين قال د. كوكش: إن هناك أكثر من 35 ألف حساب في تويتر يدعمون الإرهاب وربما يديرهم أشخاص محدودين جداً، مستغرباً من وجود إعلانات تغري الآخرين أن يكونوا رؤساء تحرير لمواقع إلكترونية بــ 99 دولاراً أمريكياً فقط وسط وجود 56 ألف موقع إعلامي وصحفي، مطالباً بوجود قوانين يردع من يتداولون مقاطع التعذيب للجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى انتشار الفكر الإرهابي.
وقالت العنود الرشيد: إن الإعلام الإلكتروني أصبح مختلفاً عن الإعلام التقليدي الورقي في ظل وجود معلومات ومفردات جديدة لم تستخدم سابقاً، مؤكدة أن تويتر مثلاً يؤثر بشكل كبير على فرص نجاح المرشحين في الانتخابات الكويتية، بعد استفادة الكثيرين منهان ووصولهم إلى مجلس الأمة وأصبحوا نواباً اليوم.
وفي تعقيبه الأخير (بعد فتح باب الأسئلة من الحضور والإجابة عنها من المشاركين) قال رئيس التحرير محمد فهد الحارثي: إن دراسة سعودية حديثة خلصت إلى وجود أكثر من 20 ألف مستخدم لبرنامجي تويتر وفيس بوك من خارج محيط دول الخليج، ويدأبون على بث الفتنة والطائفية والعنصرية وإثارة المشاكل في دول الخليج عبر التأثير السلبي على الآخرين في الخليج، مشيرا إلى أن السعودية تعدّ من أوائل الدول في المنطقة التي طبقت قوانين صارمة للإعلام الإلكتروني، ولانستطيع تقييمها لأنها في بداياتها، مع ضرورة التفريق بين وسائل الإعلام الرسمية وبين الأسماء المستعارة بوسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً بضرورة وجود قوانين في بقية الدول لردع ممارسات ضعاف النفوس.
وعن تجربة مجلة "سيدتي" قال: لله الحمد لدينا فريق متكامل ومترابط بين موقع سيدتي نت ومجلة سيدتي وحصلنا على المركز الأول كأفضل موقع عربي، وهناك خطط تطويرية جديدة مستقبلية مثل أبلكيشن في الهواتف النقالة، ومؤخراً أنجزنا "سيدتي مول"، وهو موقع يضم كل المحلات والمجمعات التجارية التي تهم الجميع.
وأكد الحارثي قائلاً: في عام 2018 سنحصل على دخل يصل إلى 50% من الإعلانات عبر الموقع الإلكتروني، و50% من المطبوعة الورقية لمجلة سيدتي، لأن نجاح أي مطبوعة يجب ألايكون على حساب الآخر، فلا تنجح مطبوعة ورقية ليس لديها موقع إلكتروني، ولا موقع لمجلة من دون وجود مطبوعة ورقية، لأنه حتى الآن لايزال لكل من الإلكتروني والورقي جمهوره ونحن في مجلة سيدتي لم نغفل هذا الجانب أبداً.