منذ أن صدر الكتاب في العام 1990 وأنا أحتفظ به في مكتبتي، وأعود إليه في بعض الأوقات.
عنوانُه «فَتْحُ الأبواب»، ويتحدّث عن (مائة سنة من الكتابة النسائية في العالم العربي).
>>>
وقد شكّل هذا العمل الأدبي لدى صدوره باللغة الإنكليزية، حدثاً، إذْ تمكّنتْ الباحثتان الأميركيتان ميريام كوك ومارغو بدران من تعريف قرّاء الإنكليزية إلى نماذج من الكتابة النسائية الرائدة، ومنذ أواخر القرن التاسع عشر إلى حين صدوره.
>>>
وقبل الولوج إلى تلك النماذج الأدبية المختارة والمترجمة إلى الإنكليزية، يمرُّ القارئ بمقدّمة تتناول تاريخ الكتابة النسائية العربية، ومنذُ ما يزيد على مائة عام.
لكن البحث لا يُركِّز على القيمة الأدبية للنصوص المختارة بقدر ما يتوجّه إلى التعريف بالتحوّل في الوضع النسائي، خصوصاً في تلك المراحل المبكرة.
>>>
وهو ليس العمل الوحيد لكلّ من الباحثتين ميريام كوك، والتي تحمل شهادة دكتوراه من جامعة أوكسفورد. وسبق لها أن قامت بترجمة أعمال منوّعة من الأدب العربي.
كما بات كتابُها «الأصوات الأخرى للحرب» مرجعاً لما كتبته المرأة عن الحرب في لبنان. وقد صدر في العام 1988. كما أنها أستاذة الأدب العربي في جامعة ديوك.
>>>
أما مارغو بدران فتحمل شهادات في الدراسات الشرق أوسطية من جامعتي هارفارد وأوكسفورد. وقد قامت بترجمة مذكراتِ الرائدة هدى شعْراوي؛ إلى عددٍ من الأعمال الأدبية النسائية والأبحاث.
>>>
أما النصوص المختارة في الكتاب، والتي قام بترجمتها عدد من الباحثين والمترجمين، فتتناول ما كتبتْهُ المرأة العربية في الشعر والقصّة والرواية والمذكّرات والمقال الصحفي والخطاب. وجاء في المقدّمة التي تشرح وتفسّر الغاية من جمع تلك النصوص: أن التعبير النسائي، والذي يعود بدء تاريخه، في النصوص المختارة، إلى مطلع القرن التاسع عشر، تتّسمُ بجرأة أبعدَ ممّا يتوقّعه القارئ في الغرب؛ وذلك لأن الكتاب، في مختاراته وتوجهه، يخاطب القارئ الغربي في الدرجة الأولى.
>>>
هذا الكتاب يُشكّل إضافة أدبية وثقافية ذات قيمة، إلى جانب ما يُقدّم من خدمةٍ ثقافية وتاريخية لما كتبتْه المرأة العربية.