أعلنت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عن استقبال أكثر من 7000 سيرة ذاتية من السيدات السعوديات في قاعدة البيانات الخاصة بالملتقى الوطني لتعزيز مستوى تنافسية المرأة في قطاعي العمل والأعمال "التّمايز للنجاح"، حيث سيتم عرض هذه السير على الجهات والشركات المشاركة في معرض التوظيف المصاحب للملتقى الذي انطلقت أعماله برعاية الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز الأستاذ المشارك في كلية الحقوق في جامعة الملك سعود، والتي ألقت كلمة جائت فيها :
"إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكن في هذا اليوم المبارك الذي تنطلق فيه أعمال الملتقى الوطني لتعزيز مستوى التنافسية لدى المرأة في قطاعي العمل والأعمال "التّمايز للنجاح" ، وذلك في رحاب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، هذا الصرح التعليمي النسائي الشامخ أكبر جامعة للنساء في العالم" .
وأكدت أن تنظيم هذا الملتقى يعد إضافة قيّمة في دعم مسيرة المرأة السعودية، كما أنه خطوة هامة نحو إحداث نقلة نوعية وطفرة كبرى في توظيف السيدات السعوديات، ودعم الابتكار وريادة الأعمال النسائية في السعودية، وذلك بعد أن أصبحت المرأة في بلادنا تقوم بدورٍ هامٍ في خدمة الوطن ودعم مسيرته التنموية الشاملة.
مشيرة إلى أن تاريخ اهتمام بلادنا بالتعليم والنهوض به ليس أمراً طارئاً، فهو ممتد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- واصفة مراحل تطور تمكين المرأة من خلال الملوك قائلة: "لقد أسهم ملوك هذه البلاد عبر التاريخ في دعم التعليم والنهوض به باعتباره حجر الأساس لنهضة الأمة والوطن، ففي عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وُضِع أول نظام للتعليم في المملكة العربية السعودية، وهنا أود أن أشير في البداية إلى بعض حفيدات الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من أولادها وبناتها أو من بناتها في هذا الوطن من منطلق مسمى هذه الجامعة، وتماشياً مع هدف هذا الملتقى العلمي الاقتصادي، وبالتالي اعذروني على كل ما سأسرد من أسامي النساء الأعلام في التعليم والتمكين؛ لأنه من دون استراتيجية قيادتنا الحكيمة في تعليم المرأة وحماية حقوقها كما جاء به ديننا الحنيف لما كانت هناك بنية تستطيع المرأة أن تدخل من خلالها مجال المال والأعمال، وهو أول حق لها مثل قدوتنا الأولى خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ونذكر في ذلك أن الغرفة التجارية في مدينة جدة كان فيها أول قسم نسائي في المملكة العربية السعودية، ثم تلتها مدينة الرياض وغيرها من المناطق، وأرى الليلة زميلات في مختلف المجالات كنا سوياً عندما تأسس قسم الرياض وشرفوني بافتتاحه منذ سنوات طويلة، وها أنا أرى من يهيئن تنافسية للجيل القادم، وقبل أكثر من عشر سنوات فتح باب الترشيح والانتخاب للمرأة في الغرف التجارية في جدة، وهنا تبرز الدكتورة لما السليمان كأول امرأة في انتخاباتها وأصبحت نائبة رئيس الغرفة، وحتى الآن هناك ما قارب 15% من السجلات التجارية في المملكة العربية السعودية تعود للسيدات".
ومن التاريخ أيضاً تستشهد الأميرة حصة بكلمتها قائلة: "لقد أعطى الملك سعود -رحمه الله -القدوة في ضرورة تعليم المرأة بإنشاء مدرسة لتعليم البنات بدءاً ببناته الكريمات، وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله- دُشِن عصر المدارس الحكومية لتعليم البنات، وأسست زوجته الأميرة عفت آل ثنيان آل سعود مدارس دار الحنان في جدة، والتي أصبحت جامعة عفت برئاسة الأميرة لولوة الفيصل، ثم تولت ابنتهما الأميرة سارة الفيصل -حفظها الله- جمعية النهضة، وهي رائدة في مجال العمل الخيري والثقافي والتنموي لسنوات عديدة، وجمعت جمعية النهضة تحت مظلتها نخبة من نساء هذا الوطن من أكاديميات وعاملات اجتماعيات وصاحبات رأي وكاتبات، كما أرى منهن قدوات وزميلات في هذا الجمع تميزن بقدرتهن على إيصال شأن المرأة في مجتمعنا المحافظ إلى ولاة الأمر وأصحاب القرار وإلى العالم، وأذكر من بينهن: الدكتورة خيرية السقاف، والأستاذة جهير المساعيد، والأستاذة سلطانة بنت عبدالعزيز السديري التي كانت من مؤسسات جمعية الوفاء الخيرية مع الأميرة لطيفة بنت عبدالله بن عبدالرحمن، والتي كانت تعنى وما زالت مع شقيقتها جمعية النهضة في الرياض بأعمال أخرى في المنطقة الوسطى، ولديها حتى الآن أكبر دار إيواء للنساء تعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية .
الأميرة سارة بنت محمد بن سعود
وأذكر في هذا الصدد العمل الكبير الذي قامت به الأميرة سارة بنت محمد بن سعود -حفظها الله- في مجال رعاية الأيتام وذوي الظروف الخاصة حتى تم تعيينها في منصب المديرة العامة في مكاتب الإشراف الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وهو منصب تفانت في خدمته لأكثر من ثلاثة عقود، وتلى ذلك تعيين الأستاذة نورة الفايز بمنصب نائب وزير التربية و التعليم .
الأميرة نورة بنت محمد
أما الأميرة نورة بنت محمد بن سعود -رعاها الله- فقد أنشأت دور حماية وثقافة من خلال جمعية الجنوب، ثم انتقلت إلى القصيم لتقدم المزيد في نشاطاتها الاجتماعية والخيرية، حيث أسست جمعية حرفة التي تجمع بين عمل المرأة وتمكينها والخير والثقافة في مناطق المملكة المختلفة لتعود إلى عاصمتنا الرياض لمشاطرة زوجها الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض في مجال الخدمة الاجتماعية.
وأضافت: "يوجد وراء الخدمة الوطنية رجال ونساء بارزون يتشاطرون دائماً دعم هذه الأعمال للمؤسسات الحكومية والخاصة، ورموز المرأة في مجال المال والاعمال كثيرة يجب أن نذكر منها: الدكتورة ناهد طاهر التي تولت إدارة بنك Gulf One للاستثمار، وسيدة الأعمال لبنى العليان الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان المالية.
الملك خالد رحمه الله
واستكمالاً لمسيرة عطاء ملوك هذا الوطن جاء ملك الخير الملك خالد- رحمه الله -وبدأ أيضاً في تعليم بناته، وها نحن نرى وجهاً مشرقاً للأميرة موضي بنت خالد -حفظها الله- بجانب أخواتها عضوات مجلس الشورى اللواتي انتجهن هذا الوطن وعدن إلى هذا الوطن بالخير والنماء، وما قامت به قبل هذا بسنوات كثيرة من العمل التطوعي المتطور، وبالذات في مجال الأسرة من خلال جمعية النهضة التي تنظم خدمة المتطوع والجهة المستفيدة من العمل التطوعي .
الملك فهد بن عبدالعزيز
مكملة حديثها عن تاريخ السعودية في تمكين المرأة مشيرة إلى الملك فهد -رحمه الله- حيث قالت: "في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حدث التوسع الكبير في التعليم الجامعي والعام للبنات، ويكفي أنه كان- رحمه الله -أول وزير للتعليم، ونشطت كريمته الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز -رحمها الله -في المجالات الخيرية والاجتماعية، وترأست اللجنة النسوية بمؤسسة الأميرة العنود بنت مساعد الخيرية لتضيف بذلك رمزاً آخر للمرأة باسمها .
الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لقي التعليم العالي للمرأة رعاية بالغة، وكان ولي عهده -رحمه الله- الأمير سلطان بن عبدالعزيز حريصاً على ضرورة تعليم المرأة وفسح مجال أوسع لها من خلال تأسيسه لجامعة الأمير سلطان التي تقف الأميرة نوف بنت سلطان أماً حانية عليها وداعمة لها .
لقد استمر عهد المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الإنجاز، وما هذه الجامعة التي تزخر اليوم بهذه النخبة من الأكاديميات إلا ثمرة مباركة من ثمار غرس والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وفي عهده -رحمه الله - تبوأت المرأة مناصب قيادية في مختلف الإدارات قبل أن تصل إلى مجلس الشورى لتشارك إخوانَها الرجال في صنع القرار .
واستمر المغفور له الأمير نايف في رعاية المرأة وجميع شؤونها، وكان كرجل أمن وأمان سَبّاقاً في فتح مجال أكبر للمرأة في وزارة الداخلية وكراسي الدراسات الأمنية في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، واهتمت ابنته الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز من خلال وجودها كزوجة أمير منطقة الشرقية قرابة ثلاثين عاماً في تطوير جمعية فتاة الخليج، ثم تأسيس جمعية مشاعل الخير وتأسيس صندوق كريمتها الأميرة نوف بنت محمد بن فهد لدعم المشاريع الواعدة للشابات، وها هي المرأة السعودية تُسهم أيضاً في لجنة الشؤون الأمنية منذ بدء عملها في هذا المجلس الذي يفخر بضم أكبر نسبة للنساء على مستوى المجالس التشريعية في العالم .
ومشروع الملك عبدالله في تطوير المرفق القضائي الذي كان ومازال من أهم أعمدته تخصيصُ محكمة للأسرة يصب في عمق تعزيز مكانة المرأة، وفتحه مجال ابتعاث المزيد من الطالبات، وفتح مجال دراسة الحقوق والأنظمة للبنات إلى جانب الإعلام المتخصص الذي أحدث أثراً إيجابياً لتكون مسيرة المرأة أكثر اكتمالاً وزيادة في دعم أن نكون متمسكين بحلتنا الإسلامية والعربية وأنها تحفظ صيانة كرامة المرأة داخل وطنها وفي تعاملاتها مع شقيقها الرجل والتواصل من أجل النماء.
لقد تميزت كريمته الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بدورها في استمرار مجال حماية الأسرة والطفل من خلال برنامج الأمان الأسري الوطني الذي أسسته الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله- أميرة المسؤولية الاجتماعية الملقبة بـ"أم السعوديين"، والتي حملت مشعلها الأميرة عادلة بنت عبدالله في هذا الشأن، وكان من أجمل ما قامت به دعمها لعمل الدكتورة مها عبدالله المنيف وتواصلهما مع استراتيجيات الدولة التي تهمها حماية المرأة أولاً، إضافة إلى نشاطات متعددة، ومنها: جمعية سند لسرطان الأطفال .
وفي مجال حماية الأسرة والمرأة الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز أسست جمعية مودة الخيرية التي تسعى إلى توفير حلول شاملة لمشاكل الطلاق وآثاره من خلال تأسيس برنامج الحاضنة القانونية الذي أهّل إلى يومنا هذا أكثر من ستين مستشارة سعودية مختصة في قضايا الأحوال الشخصية.
الملك سلمان بن عبدالعزيز
أما في عهد سيدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فإن الأمل يمتد أمامنا بعون الله لتحقيق المزيد من التنمية والرقي في مجال تعليم المرأة ومشاركتها في الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كان ومازال أباً ومرجعاً للثقافة ورجل العدل والحزم والعطاء منذ أن كان في نجد قلباً نابضاً لأرجاء المملكة ساهراً على إتمام شؤون العدل والقضاء بنفسه.
كما عُرف -حفظه الله- باطلاعه الواسع على التاريخ وبمعرفته الشاملة ليس للأحداث السياسية والعسكرية فقط، بل بمعرفته لكثير من الأعلام المعروفين في تاريخنا المجيد أيضاً، ومن بينهم نساء بارزات حفظت كتب التاريخ أسماءهن، وخلدت مشاركاتهن الإيجابية في تاريخ المملكة العربية السعودية و العالمين الإسلامي والعربي، وقد أصدر -حفظه الله -مؤخراً قراراً بإنشاء دار شقيقة لدارة الملك عبدالعزيز تشرف عليها جامعة نورة بنت عبدالرحمن، وتتمثل في مركز سارة السديري لأبحاث المرأة، وفي ذلك تكريم لاسم والدة الملك عبدالعزيز التي زرعت فيه الغرس الذي أنبت الوطن، وما إطلاق اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على هذا الصرح الشامخ إلا دليل على تقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - للنساء المُساهمات في صنع أمجاد المملكة، وكان -رحمه الله- في اختيار هذا الاسم قد قبل باقتراح أخيه عندما كان أميراً للرياض ومؤسساً ورئيساً فخرياً لدارة الملك عبدالعزيز لأبحاث الجزيرة التي كان من إصداراتها كتاب "نساء نجد الشهيرات "للدكتورة دلال الحربي .
واختتمت حديثها قائلة: "اليوم قد ألقى الله تعالى على عاتقه مقاليد حكم هذه الأرض الطاهرة الطيبة، فالملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -يتمنى أن تُؤسس صروح تعليمية وثقافية وعلمية واقتصادية باسم النساء الرائدات في التاريخ الإسلامي والعربي والسعودي اللواتي حملن وطنهن إلى آفاق عالية في مجال تمكين المرأة والأسرة والتعليم ، وإثراء ثقافة المرأة والرجل على حد سواء .
مضيفة : أخواتي الكريمات، يسرني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن "الجهة المنظمة للملتقى"، وأخص بالذكر مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل على قيادتها الناجحة لهذا الصرح التعليمي الشامخ، وعلى الدور الإيجابي الذي تقوم به الجامعة في تأهيل الطالبات وتدريبهن وإعدادهن لسوق العمل بكفاءة عالية .
كما يسرني أن أشكر جميع الأخوات العاملات في جامعة الأميرة نورة: وكيلات الجامعة والمستشارات، وعميدات الكليات ورئيسات الأقسام والأستاذات والإداريات، فما يَبذُلنه من جهد وطاقة من أجل النهوض بتعليم المرأة في بلادهن تبدو ثمرته واضحة على خريجات الجامعة من الطالبات المميزات .
ولا يفوتني هنا أن أنوه بجهود الدكتورة عزيزة المانع والدكتورة سهام الصويغ، واللتين تم استقطابهما كمستشارتين في الجامعة، على ما أسهمتا وتسهمان به من أجل إظهار الوجه المشرف للمرأة السعودية .
كذلك لا أنسى أن أخص بالذكر الدكتورة نائلة الديحان وكيلة الجامعة للدعم الأكاديمي والخدمات الطلابية على ما بذلته وكالتها من جهد وتنسيق لإنجاز هذا الملتقى الوطني.
والشكر موصول أيضاً لكل الشركاء الاستراتيجيين الذين آمنوا بدعم مسيرة المرأة السعودية مهنياً وساندوها في توجهها للعمل الحر، وحرصوا على تبني المبادرات الريادية التي من شأنها تعزيز المشاريع المبتكرة المملوكة للسيدات على صعيد ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية .
أسأل الله استمرار النجاح لهذا الملتقى، وأن يبقى سنين عديدة مقبلة زاخراً بعطائه كإحدى أهم المبادرات المخلصة والهادفة إلى توفير قوى وطنية نسائية عاملة ومنتجة في المملكة العربية السعودية".
بعدها ومن خلال برنامج الملتقى قالت الأستاذة نور العبدالكريم، المشرف على مركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن "الجهة المنظمة للملتقى": "إن الجامعة نجحت أيضاً في استقبال 150 فكرة ريادية نسائية للمنافسة في مبادرة "منصة الريادة"، والتي تٌعتبر مبادرة هامة تتيح فرصاً قيّمة لصاحبات الأفكار الريادية المبتكرة لاستعراض مشاريعهن أمام لجنة التحكيم بالملتقى في قطاعات محورية متنوعة تشمل: الصحة، والتقنية، والتعليم، والإعلام، والإعاشة، والتصميم والتصنيع"، مؤكدةً أن المشاريع الفائزة ستحظى بالدعم والتطوير اللازم لتصبح مشاريع استثمارية واعدة تسهم في خلق الوظائف للسيدات، وتنويع مصادر الدخل، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.
"إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكن في هذا اليوم المبارك الذي تنطلق فيه أعمال الملتقى الوطني لتعزيز مستوى التنافسية لدى المرأة في قطاعي العمل والأعمال "التّمايز للنجاح" ، وذلك في رحاب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، هذا الصرح التعليمي النسائي الشامخ أكبر جامعة للنساء في العالم" .
وأكدت أن تنظيم هذا الملتقى يعد إضافة قيّمة في دعم مسيرة المرأة السعودية، كما أنه خطوة هامة نحو إحداث نقلة نوعية وطفرة كبرى في توظيف السيدات السعوديات، ودعم الابتكار وريادة الأعمال النسائية في السعودية، وذلك بعد أن أصبحت المرأة في بلادنا تقوم بدورٍ هامٍ في خدمة الوطن ودعم مسيرته التنموية الشاملة.
مشيرة إلى أن تاريخ اهتمام بلادنا بالتعليم والنهوض به ليس أمراً طارئاً، فهو ممتد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- واصفة مراحل تطور تمكين المرأة من خلال الملوك قائلة: "لقد أسهم ملوك هذه البلاد عبر التاريخ في دعم التعليم والنهوض به باعتباره حجر الأساس لنهضة الأمة والوطن، ففي عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وُضِع أول نظام للتعليم في المملكة العربية السعودية، وهنا أود أن أشير في البداية إلى بعض حفيدات الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من أولادها وبناتها أو من بناتها في هذا الوطن من منطلق مسمى هذه الجامعة، وتماشياً مع هدف هذا الملتقى العلمي الاقتصادي، وبالتالي اعذروني على كل ما سأسرد من أسامي النساء الأعلام في التعليم والتمكين؛ لأنه من دون استراتيجية قيادتنا الحكيمة في تعليم المرأة وحماية حقوقها كما جاء به ديننا الحنيف لما كانت هناك بنية تستطيع المرأة أن تدخل من خلالها مجال المال والأعمال، وهو أول حق لها مثل قدوتنا الأولى خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ونذكر في ذلك أن الغرفة التجارية في مدينة جدة كان فيها أول قسم نسائي في المملكة العربية السعودية، ثم تلتها مدينة الرياض وغيرها من المناطق، وأرى الليلة زميلات في مختلف المجالات كنا سوياً عندما تأسس قسم الرياض وشرفوني بافتتاحه منذ سنوات طويلة، وها أنا أرى من يهيئن تنافسية للجيل القادم، وقبل أكثر من عشر سنوات فتح باب الترشيح والانتخاب للمرأة في الغرف التجارية في جدة، وهنا تبرز الدكتورة لما السليمان كأول امرأة في انتخاباتها وأصبحت نائبة رئيس الغرفة، وحتى الآن هناك ما قارب 15% من السجلات التجارية في المملكة العربية السعودية تعود للسيدات".
ومن التاريخ أيضاً تستشهد الأميرة حصة بكلمتها قائلة: "لقد أعطى الملك سعود -رحمه الله -القدوة في ضرورة تعليم المرأة بإنشاء مدرسة لتعليم البنات بدءاً ببناته الكريمات، وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله- دُشِن عصر المدارس الحكومية لتعليم البنات، وأسست زوجته الأميرة عفت آل ثنيان آل سعود مدارس دار الحنان في جدة، والتي أصبحت جامعة عفت برئاسة الأميرة لولوة الفيصل، ثم تولت ابنتهما الأميرة سارة الفيصل -حفظها الله- جمعية النهضة، وهي رائدة في مجال العمل الخيري والثقافي والتنموي لسنوات عديدة، وجمعت جمعية النهضة تحت مظلتها نخبة من نساء هذا الوطن من أكاديميات وعاملات اجتماعيات وصاحبات رأي وكاتبات، كما أرى منهن قدوات وزميلات في هذا الجمع تميزن بقدرتهن على إيصال شأن المرأة في مجتمعنا المحافظ إلى ولاة الأمر وأصحاب القرار وإلى العالم، وأذكر من بينهن: الدكتورة خيرية السقاف، والأستاذة جهير المساعيد، والأستاذة سلطانة بنت عبدالعزيز السديري التي كانت من مؤسسات جمعية الوفاء الخيرية مع الأميرة لطيفة بنت عبدالله بن عبدالرحمن، والتي كانت تعنى وما زالت مع شقيقتها جمعية النهضة في الرياض بأعمال أخرى في المنطقة الوسطى، ولديها حتى الآن أكبر دار إيواء للنساء تعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية .
الأميرة سارة بنت محمد بن سعود
وأذكر في هذا الصدد العمل الكبير الذي قامت به الأميرة سارة بنت محمد بن سعود -حفظها الله- في مجال رعاية الأيتام وذوي الظروف الخاصة حتى تم تعيينها في منصب المديرة العامة في مكاتب الإشراف الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وهو منصب تفانت في خدمته لأكثر من ثلاثة عقود، وتلى ذلك تعيين الأستاذة نورة الفايز بمنصب نائب وزير التربية و التعليم .
الأميرة نورة بنت محمد
أما الأميرة نورة بنت محمد بن سعود -رعاها الله- فقد أنشأت دور حماية وثقافة من خلال جمعية الجنوب، ثم انتقلت إلى القصيم لتقدم المزيد في نشاطاتها الاجتماعية والخيرية، حيث أسست جمعية حرفة التي تجمع بين عمل المرأة وتمكينها والخير والثقافة في مناطق المملكة المختلفة لتعود إلى عاصمتنا الرياض لمشاطرة زوجها الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض في مجال الخدمة الاجتماعية.
وأضافت: "يوجد وراء الخدمة الوطنية رجال ونساء بارزون يتشاطرون دائماً دعم هذه الأعمال للمؤسسات الحكومية والخاصة، ورموز المرأة في مجال المال والاعمال كثيرة يجب أن نذكر منها: الدكتورة ناهد طاهر التي تولت إدارة بنك Gulf One للاستثمار، وسيدة الأعمال لبنى العليان الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان المالية.
الملك خالد رحمه الله
واستكمالاً لمسيرة عطاء ملوك هذا الوطن جاء ملك الخير الملك خالد- رحمه الله -وبدأ أيضاً في تعليم بناته، وها نحن نرى وجهاً مشرقاً للأميرة موضي بنت خالد -حفظها الله- بجانب أخواتها عضوات مجلس الشورى اللواتي انتجهن هذا الوطن وعدن إلى هذا الوطن بالخير والنماء، وما قامت به قبل هذا بسنوات كثيرة من العمل التطوعي المتطور، وبالذات في مجال الأسرة من خلال جمعية النهضة التي تنظم خدمة المتطوع والجهة المستفيدة من العمل التطوعي .
الملك فهد بن عبدالعزيز
مكملة حديثها عن تاريخ السعودية في تمكين المرأة مشيرة إلى الملك فهد -رحمه الله- حيث قالت: "في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حدث التوسع الكبير في التعليم الجامعي والعام للبنات، ويكفي أنه كان- رحمه الله -أول وزير للتعليم، ونشطت كريمته الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز -رحمها الله -في المجالات الخيرية والاجتماعية، وترأست اللجنة النسوية بمؤسسة الأميرة العنود بنت مساعد الخيرية لتضيف بذلك رمزاً آخر للمرأة باسمها .
الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لقي التعليم العالي للمرأة رعاية بالغة، وكان ولي عهده -رحمه الله- الأمير سلطان بن عبدالعزيز حريصاً على ضرورة تعليم المرأة وفسح مجال أوسع لها من خلال تأسيسه لجامعة الأمير سلطان التي تقف الأميرة نوف بنت سلطان أماً حانية عليها وداعمة لها .
لقد استمر عهد المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الإنجاز، وما هذه الجامعة التي تزخر اليوم بهذه النخبة من الأكاديميات إلا ثمرة مباركة من ثمار غرس والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وفي عهده -رحمه الله - تبوأت المرأة مناصب قيادية في مختلف الإدارات قبل أن تصل إلى مجلس الشورى لتشارك إخوانَها الرجال في صنع القرار .
واستمر المغفور له الأمير نايف في رعاية المرأة وجميع شؤونها، وكان كرجل أمن وأمان سَبّاقاً في فتح مجال أكبر للمرأة في وزارة الداخلية وكراسي الدراسات الأمنية في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، واهتمت ابنته الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز من خلال وجودها كزوجة أمير منطقة الشرقية قرابة ثلاثين عاماً في تطوير جمعية فتاة الخليج، ثم تأسيس جمعية مشاعل الخير وتأسيس صندوق كريمتها الأميرة نوف بنت محمد بن فهد لدعم المشاريع الواعدة للشابات، وها هي المرأة السعودية تُسهم أيضاً في لجنة الشؤون الأمنية منذ بدء عملها في هذا المجلس الذي يفخر بضم أكبر نسبة للنساء على مستوى المجالس التشريعية في العالم .
ومشروع الملك عبدالله في تطوير المرفق القضائي الذي كان ومازال من أهم أعمدته تخصيصُ محكمة للأسرة يصب في عمق تعزيز مكانة المرأة، وفتحه مجال ابتعاث المزيد من الطالبات، وفتح مجال دراسة الحقوق والأنظمة للبنات إلى جانب الإعلام المتخصص الذي أحدث أثراً إيجابياً لتكون مسيرة المرأة أكثر اكتمالاً وزيادة في دعم أن نكون متمسكين بحلتنا الإسلامية والعربية وأنها تحفظ صيانة كرامة المرأة داخل وطنها وفي تعاملاتها مع شقيقها الرجل والتواصل من أجل النماء.
لقد تميزت كريمته الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بدورها في استمرار مجال حماية الأسرة والطفل من خلال برنامج الأمان الأسري الوطني الذي أسسته الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله- أميرة المسؤولية الاجتماعية الملقبة بـ"أم السعوديين"، والتي حملت مشعلها الأميرة عادلة بنت عبدالله في هذا الشأن، وكان من أجمل ما قامت به دعمها لعمل الدكتورة مها عبدالله المنيف وتواصلهما مع استراتيجيات الدولة التي تهمها حماية المرأة أولاً، إضافة إلى نشاطات متعددة، ومنها: جمعية سند لسرطان الأطفال .
وفي مجال حماية الأسرة والمرأة الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز أسست جمعية مودة الخيرية التي تسعى إلى توفير حلول شاملة لمشاكل الطلاق وآثاره من خلال تأسيس برنامج الحاضنة القانونية الذي أهّل إلى يومنا هذا أكثر من ستين مستشارة سعودية مختصة في قضايا الأحوال الشخصية.
الملك سلمان بن عبدالعزيز
أما في عهد سيدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فإن الأمل يمتد أمامنا بعون الله لتحقيق المزيد من التنمية والرقي في مجال تعليم المرأة ومشاركتها في الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كان ومازال أباً ومرجعاً للثقافة ورجل العدل والحزم والعطاء منذ أن كان في نجد قلباً نابضاً لأرجاء المملكة ساهراً على إتمام شؤون العدل والقضاء بنفسه.
كما عُرف -حفظه الله- باطلاعه الواسع على التاريخ وبمعرفته الشاملة ليس للأحداث السياسية والعسكرية فقط، بل بمعرفته لكثير من الأعلام المعروفين في تاريخنا المجيد أيضاً، ومن بينهم نساء بارزات حفظت كتب التاريخ أسماءهن، وخلدت مشاركاتهن الإيجابية في تاريخ المملكة العربية السعودية و العالمين الإسلامي والعربي، وقد أصدر -حفظه الله -مؤخراً قراراً بإنشاء دار شقيقة لدارة الملك عبدالعزيز تشرف عليها جامعة نورة بنت عبدالرحمن، وتتمثل في مركز سارة السديري لأبحاث المرأة، وفي ذلك تكريم لاسم والدة الملك عبدالعزيز التي زرعت فيه الغرس الذي أنبت الوطن، وما إطلاق اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على هذا الصرح الشامخ إلا دليل على تقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - للنساء المُساهمات في صنع أمجاد المملكة، وكان -رحمه الله- في اختيار هذا الاسم قد قبل باقتراح أخيه عندما كان أميراً للرياض ومؤسساً ورئيساً فخرياً لدارة الملك عبدالعزيز لأبحاث الجزيرة التي كان من إصداراتها كتاب "نساء نجد الشهيرات "للدكتورة دلال الحربي .
واختتمت حديثها قائلة: "اليوم قد ألقى الله تعالى على عاتقه مقاليد حكم هذه الأرض الطاهرة الطيبة، فالملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -يتمنى أن تُؤسس صروح تعليمية وثقافية وعلمية واقتصادية باسم النساء الرائدات في التاريخ الإسلامي والعربي والسعودي اللواتي حملن وطنهن إلى آفاق عالية في مجال تمكين المرأة والأسرة والتعليم ، وإثراء ثقافة المرأة والرجل على حد سواء .
مضيفة : أخواتي الكريمات، يسرني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن "الجهة المنظمة للملتقى"، وأخص بالذكر مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل على قيادتها الناجحة لهذا الصرح التعليمي الشامخ، وعلى الدور الإيجابي الذي تقوم به الجامعة في تأهيل الطالبات وتدريبهن وإعدادهن لسوق العمل بكفاءة عالية .
كما يسرني أن أشكر جميع الأخوات العاملات في جامعة الأميرة نورة: وكيلات الجامعة والمستشارات، وعميدات الكليات ورئيسات الأقسام والأستاذات والإداريات، فما يَبذُلنه من جهد وطاقة من أجل النهوض بتعليم المرأة في بلادهن تبدو ثمرته واضحة على خريجات الجامعة من الطالبات المميزات .
ولا يفوتني هنا أن أنوه بجهود الدكتورة عزيزة المانع والدكتورة سهام الصويغ، واللتين تم استقطابهما كمستشارتين في الجامعة، على ما أسهمتا وتسهمان به من أجل إظهار الوجه المشرف للمرأة السعودية .
كذلك لا أنسى أن أخص بالذكر الدكتورة نائلة الديحان وكيلة الجامعة للدعم الأكاديمي والخدمات الطلابية على ما بذلته وكالتها من جهد وتنسيق لإنجاز هذا الملتقى الوطني.
والشكر موصول أيضاً لكل الشركاء الاستراتيجيين الذين آمنوا بدعم مسيرة المرأة السعودية مهنياً وساندوها في توجهها للعمل الحر، وحرصوا على تبني المبادرات الريادية التي من شأنها تعزيز المشاريع المبتكرة المملوكة للسيدات على صعيد ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية .
أسأل الله استمرار النجاح لهذا الملتقى، وأن يبقى سنين عديدة مقبلة زاخراً بعطائه كإحدى أهم المبادرات المخلصة والهادفة إلى توفير قوى وطنية نسائية عاملة ومنتجة في المملكة العربية السعودية".
بعدها ومن خلال برنامج الملتقى قالت الأستاذة نور العبدالكريم، المشرف على مركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن "الجهة المنظمة للملتقى": "إن الجامعة نجحت أيضاً في استقبال 150 فكرة ريادية نسائية للمنافسة في مبادرة "منصة الريادة"، والتي تٌعتبر مبادرة هامة تتيح فرصاً قيّمة لصاحبات الأفكار الريادية المبتكرة لاستعراض مشاريعهن أمام لجنة التحكيم بالملتقى في قطاعات محورية متنوعة تشمل: الصحة، والتقنية، والتعليم، والإعلام، والإعاشة، والتصميم والتصنيع"، مؤكدةً أن المشاريع الفائزة ستحظى بالدعم والتطوير اللازم لتصبح مشاريع استثمارية واعدة تسهم في خلق الوظائف للسيدات، وتنويع مصادر الدخل، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.