التيفوئيد مرض شائع، ينتشر عادة في المناطق التي لا يتوافر فيها الحد الأدنى من النظافة. وقد كشفت دراسة عالمية حديثة ومثيرة للقلق، أن سلالة من حمى التيفوئيد مقاومة للمضادات الحيوية إنتشرت على مستوى العالم.
التيفوئيد هو نوع من أنواع الحمى يأتي نتيجة بكتيريا تسمى "السالمونيلا التيفية" salmonellae typhi، تنتقل من البراز الى الفم عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة، ومن أشخاص مصابين أو حاملين للمرض.
وقد أظهرت دراسة عالمية أن سلالة من حمى التيفوئيد مقاومة للمضادات الحيوية انتشرت على مستوى العالم، وأن السبب يعود الى أسرة واحدة من البكتيريا يطلق عليها اسم "إتش 58".
شارك في الدراسة 74 باحثاً من أكثر من 20 دولة، وتعد الأكثر شمولاً للبيانات الجينية لعوامل العدوى البشرية، وذكر العلماء أنها تقدم مشهداً مثيراً للقلق لخطر متزايد على الصحة العامة.
ولعل أبرز أعراض التيفوئيد، هي:
_ غثيان أو قيء.
_ صداع في الرأس.
_ حمى مع وهن في الجسم.
_ آلام في البطن.
_ ظهور بقع حمراء أو وردية على الصدر.
ويمكن أن يؤدي المرض في ظل غياب العلاج إلى حدوث مضاعفات في القناة الهضمية والأحشاء والرأس، ويمكن أن يسبب الوفاة لـ20% من المرضى.
وتوجد لقاحات للمرض، لكنها، وبسبب تكلفتها، غير مستخدمة على نطاق واسع في الدول الفقيرة. ويمكن علاج السلالات المعتادة للعدوى بالمضادات الحيوية، لكن هذه الدراسة خلصت إلى أن سلاسة "إتش 58" المقاومة للمضادات الحيوية أصبحت هي المهيمنة.
وقال الباحثون: "سلالة "إتش 58" تزيح سلالات التيفوئيد الأخرى، وتغير تماماً التركيبة الجينية للمرض، وتخلق تفشياً مستمراً لم يحصل على إهتمام كافٍ من قبل".
"إن التيفوئيد يؤثر على نحو 30 مليون شخص سنوياً، لذلك يحتاج الأمر إلى متابعة دولية جيدة لإحتواء المرض"، حسبما تقول فانيسا وونج من معهد ويلكام تراست سانجر البريطاني التي شاركت في الفريق الدولي.
وخلص الباحثون إلى أن سلالة "إتش 58" نشأت في جنوب آسيا منذ 25 أو 30 عاماً، وأنها انتشرت في جنوب شرق آسيا وغرب آسيا وشرق وجنوب أفريقيا وفيجي، كما اكتشفوا أدلة على وجود موجة عدوى في عدد من الدول الافريقية حدثت مؤخراً ولم يتم الإبلاغ عنها، مما يؤدي الى تفشٍ مستمر.