عندما تمتلكين فكرة تجارية أو استثمارية



ربما تقضين الكثير من عمركِ في عمل لا تحبينه، بل وقد لا ترضين عنه أحيانًا، وقد يكون في كثير من الأحيان عائده لغيركِ، فلماذا لا تفكرين وتحلمين من الآن بمشروعكِ الخاص؟ فأغلب الناجحين سواء من رجال أو سيدات الأعمال بدأوا أعمالهم في كراج المنزل، أو من حجرة صغيرة تحت السلم، أو في سرداب أو على سطح المنزل، وكبرت تلك المشاريع بمرور الزمن والأيام، ليصبح البعض منها علامة لا يمكن إنكار أو إهمال أهميتها ووجودها، وما حقق ذلك كان وجود البذرة الأساسية من الإصرار والرغبة في تغيير الواقع أو تحسينه، وأنتِ أيضًا يمكنكِ ذلك، بتحميل نفسكِ مسؤولية قيادة سفينتكِ الخاصة بمشروعكِ الصغير، وابدأي مشوار النجاح، وما دمتِ قد أعددتِ العدة من حيثُ الفكرة والدراسة والتنفيذ، فلابد أن تسير سفينتكِ بسلام.

 

مشوار النجاح يبدأ بفكرة

إنّ أول خطوة لنجاح مشروعكِ الصغير هو أن تحلمي وتتخيلي فكرة ما، وكيفية تنفيذ هذه الفكرة، وعليكِ أن تدركي تمامًا أنّ كل المشروعات الناجحة بدأت بمجرد فكرة صغيرة، وأحيانًا غامضة وربما غير مقنعة أو غير مقبولة بالمرة، وبعد ذلك وبالدراسة كبرت وزاد وضوحها إلى أن أمكن تنفيذها، وليس شرطًا أن تحلمي بنفسك، فبإمكانكِ أن تأخذي من أحلام الآخرين وتدرسيها، على أن تكوني واعية بما تفعلين، فكثيرون حلموا لكن لم يستطيعوا أن يطبقوا أحلامهم، وأتى غيرهم فطبقوها بنجاح.

فقد تبدأ الأحلام بموقف تقولين فيه لنفسكِ إنّ هذه الفكرة لو تمت بصورة مفيدة أو تم استغلالها بشكل معين لنجحت، وفي الغالب تمر الفكرة مرور الكرام دون أن تفكري جديًا في استغلالها، فلا تخدعي نفسكِ عندما تخطر بذهنكِ فكرة أو حلم غير مألوف، بإهمال الفكرة، والنصيحة التي نقدمها لك هي أن تحتفظي بتلك الأفكار في شكل مكتوب في دفتر تحتفظين به، فربما تجدين اليوم المناسب لتحويلها إلى مشروع صغير ناجح، وحتى لو كانت الظروف في ذلك الوقت غير مناسبة، فربما جاء الوقت المناسب لتطبيقها وجني ثمار تفكيركِ فيها، ولكن لا تطبقي ذلك إذا لم تكوني مهتمة من الأساس بتنفيذ مشروعكِ الخاص أو خوض تجربة الاستثمار وعالم المال.

 

كيف تحولين حلمكِ إلى واقع ناجح؟

نقدم لكِ بعض النصائح للتوصل إلى الأفكار الناجحة، التي يمكن أن تتحول إلى واقع عملي في شكل مشروع صغير ناجح:

1 - تعرّفي على آمالكِ وطموحاتكِ، والأهم تعرفي على إمكانياتكِ وهل تتمتعين بمهارات فنية وإشرافية يمكنك  تحويلها إلى طاقة عملية.

2 - انظري إلى قصص النجاح والأمثلة من حولكِِ، على الأخص التي تناسب إمكانياتكِ، ولا مانع من التقليد إذا كانت فرصة التطبيق ناجحة، على أن تضيفي أفكاركِ الجديدة إليها.

- اقرئي كثيرًا في مجال الفكرة التي طرأت على ذهنكِ، وتدرّبي عليها، واتصلي بجمعيات المشروعات الصغيرة، واحصلي على التدريب لديها إن أمكن، فليس بالأفكار وحدها تنجح المشروعات، بل لابد أن تكون القدرات الشخصية متناسبة مع تلك الأفكار.

4 - إذا أخذتِ فكرة من قصة نجاح حقيقية عليكِ أن تدخلي بعض التعديلات عليها، وتضيفي لها أفكارًا جديدة حتى تكون الفكرة النهائية مختلفة، وبها شيء جديد يجعلها تنجح، وأن تتناسب من ناحية ثانية مع الظروف المحيطة بكِ.

5 - اختاري الفكرة والمشروع في ذلك المجال الذي تعرفينه ولكِ خبرة أو علم أو حتى تملكين مهارة فيه، وإلا فعليكِ أخذ مشورة الغير، حتى تثري علمكِ في هذا المجال.

6 - لا تكوني متهورة وتندفعي وراء أي فكرة جذابة، فالفارق بين الحماس والتهور، بسيط جدًا، والحماس الإيجابي يعني أنّ لديكِ الدافعية مع الدراسة والتحليل لكافة جوانب المشروع، أما التهور فالجميع يعلم ما هو وما هي نتائجه.

7 - ادرسي المخاطر والعوائق التي يمكن أن تواجهكِ، ولا تقللي من شأنها، فهناك بعض العوائق القانونية البسيطة (على سبيل المثال) يمكنها أن تودي بمشروعك للتهلكة، ادرسيها جيدًا واعملي على تذليلها، وكوني متأكدة من أنكِ ستتجاوزينها، ثم ابدئي في الإجراءات القانونية اللازمة لإشهار مشروعكِ، وخذي المشورة القانونية من أهل التخصص كجمعيات المشروعات الصغيرة.

8 - ابدأي صغيرة، وضعي في الحسبان كيف تُنمّين وتزيدين حجم مشروعكِ، وبالتطوير والتجربة المستمرة ستكون النتيجة النهائية هي النجاح.

9 - تعرفي على المنافسات والمنافسين منذ البداية، فمنهم من سيترصدك، وإن لم تُعدي العدة لمواجهة بداية صعبة في السوق، فسيكون مصيركِ الفشل، فالقليل من التعب في البداية سيعود عليك بالنجاح في النهاية.

10 - إذا واجهكِ الفشل في تجربة، فالعمر أمامكِ لكي تتعلمي دروسًا أساسية في النجاح، جربي مرة أخرى وأخرى، وحاولي مرارًا، فالتجربة رصيد يضاف إلى خبراتكِ ولابد أن تحتاجي إليه في يوم من الأيام، وربما تجدين النجاح في فكرة ما سبق وفشلت من قبل.

11- كوني مرنة، فبداية المشروع قد تكون مختلفة عن نهايته، وأنتِ تحتاجين إلى أفكار مستمرة وبشكل دائم، مستمدة من طريقة العمل والمنافسة والعملاء، حتى يمكنكِ تطوير عملكِ باستمرار، واعلمي أنه بدون التطوير المستمر للفكرة، لن ينجح مشروعكِ، أو على الأقل لن يستمر ذلك النجاح طويلاً.

12- الفكرة المناسبة في الغالب، مناسبة لأنها دخلت السوق في الوقت المناسب، فعليكِ أن تكوني يقظة لتعليقات عملائكِ، أو للأفكار التي ترد إلى ذهنكِ، وادرسي جدواها تسويقيًا، وغامري بحساب، وستنجحين، ما دامت أفكارك مدروسة.

13- لا تؤجلي أفكارًا كثيرة، فربما يفكر الآخرون بنفس ما تفكرين به، والفوز لمن يسبق، فكري بسرية وادرسي بسرعة ودقة وابدئي فورًا في التطبيق.

14- تحملي المخاطرة وكوني مبادرة جيدة في تحمل مسؤولية أفكاركِ الجديدة، وفي دراسة الفكرة، وفي تدبير أمركِ.

15- أعدّي بدائل لحالات الطوارئ، فعندما تضعين خطة لسير عملكِ أو مشروعكِ، توقعي أن تطرأ على خطتكِ بعض التغيرات أو الانحرافات عن المسار المقرر لها، وحتى لا تقفي عاجزة في موقف أصبح موجودًا بالفعل، عليكِ بتوقع عدة أوجه، وإيجاد بدائل ممكنة لها جميعًا، مما يضمن لك الخروج بأقل قدر من الخسائر.