إنتشر مؤخراً خبر عن مداهمة مجموعة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موقعاً لتصوير مسلسل «أيام السراب» الذي تنتجه شركة «الصدف»، عندما كانوا في أحد فنادق الرياض. وممّا قيل إن المداهمة حصلت أثناء استعداد طاقم العمل لتصوير إحدى الحلقات في بهو الفندق، وإنه تمّ إلقاء القبض على كل من الممثل العماني إبراهيم الزدجالي والفنان السعودي علي السعد والفنان فواز الجاسر والممثلة اللبنانية سحر. وقد اقتادهم رجال الهيئة إلى مركز هيئة عمر بن الخطاب، ثم تمّت إحالتهم إلى مركز شرطة المنار. «سيدتي» أجرت تحقيقاً حول الموضوع:
كانت التهمة الموجّهة هي الخلوة غير الشرعية بين الممثلين والممثلات في بهو الفندق وسفور الممثلة سحر التي تمّ احتجازها في إصلاحية خاصة بالهيئة وحضور بعض النساء اللواتي قدّمن لها النصيحة حيال اختلاطها بالرجال في الأماكن العامة.
آراء مستهجنة
قال الزدجالي لـ «سيدتي»: دخل رجال الهيئة إلى بهو الفندق الذي كان يعجّ بالناس، وأصرّوا أن نركب سيارتهم (من نوع GMC). وبهدوء تام صعدنا إلى السيارة، فتعليمات إدارة الإنتاج التجاوب مع أي شخص يبرز هويته. وبالفعل أخذونا إلى مركز الهيئة، وبعد ثلاث ساعات نقلونا إلى قسم الشرطة حيث كان لافتاً أن الضابط المناوب رفض حتى الإستماع إلى المذيع محمد الشهري بصفته المدير الإقليمي لقناة الـ mbc في السعودية، الذي جاء ليشرح له موقفنا، وأننا كنّا نجهّز لتصوير اليوم التالي.
وأضاف الزدجالي: «أنا أتعجّب مما حدث، فقد صوّرت في جدة عدة مرات، ولم يحدث قط أن صادفتني أي حوادث من هذا النوع، وهي المرة الأولى التي أصوّر فيها في الرياض. علماً أن الممثلة سحر كانت ترتدي العباءة وغطاء الرأس وبدون ماكياج. وبصراحة، بعد خروجنا من مركز الشرطة بكفالة استغربت كيف يحصل هذا التناقض، فإما أن يسمح بالتصوير في الرياض أو لا يسمح مطلقاً.
أما الممثل علي السعد فقال: «كنت أتحدّث بهاتفي وإذا بأحد رجال الهيئة يأتيني ويسألني عن هويتي، ثم وضعونا نحن الثلاثة في السيارة GMC. وقد استغربت قولهم إنهم حوّلونا إلى قسم الشرطة مباشرة، في الوقت الذي مكثنا في مركز الهيئة ثلاث ساعات. كما قيل أيضاً إن الممثلة سحر كانت سافرة، وهذا غير صحيح، بل كان في البهو عدد من الممثلات لم يتحدّث معهن أحد، فقد كانت سحر تجلس بالعباءة وغطاء الرأس ومن دون ماكياج. وقد تمّ إخلاء سبيلنا في اليوم التالي بكفالة ونحن في حالة نفسية سيئة للغاية.
موقف حسن عسيري
ثم تحدّثنا مع الممثل حسن عسيري، بصفته منتجاً لمسلسل «أيام السراب» ونائب رئيس جمعية المنتجين السعوديين، عما حدث فقال:
«لا شك أنني أنظر إليهم كحرّاس فضيلة وحماة للمجتمع، ودورهم مهم جداً، بل هو إيجابي، حتى وإن كانت هناك أخطاء من قبل البعض، فالأخطاء قد تحدث في أي قطاع ومن أي شخص وفي أي مكان. وأنا شخصياً حريص على التواصل مع الهيئة، وأن نطلعهم على طبيعة عملنا، وأقترح أن يقدّروا خصوصية العمل الفني، ولا بأس أن يعطونا ملاحظاتهم وسوف ننفّذها بحذافيرها. وما حصل هو مجرّد سوء فهم، ولاسيما أن بعض ضيوفنا لا يعرفون طبيعة البلد ودور الهيئة. وقد تحدّثت مع بعض المسؤولين في الهيئة للتنسيق في ما بيننا، وقد سبق لي أن أعطيت تعليماتي لمديري الإنتاج بالإنصياع الكامل والتجاوب التام مع أي جهة رسمية. علماً أن في الفندق أكثر من 280 ممثلاً وممثلة وفنياً، فالمسلسل يقع في مائتي حلقة».