لا تخلو الحياة الزوجيَّة من المشاجرات والمشاحنات، خصوصاً في بداية الزواج، ويرجع هذا الأمر إلى اختلاف البيئة والمنشأ لكلٍّ من الزوجين، فكلاهما يرى الحياة من زاوية مختلفة، والشجار في حدِّ ذاته لا يعد مشكلة، خاصة عند ارتكاب الشريك لأي خطأ أو تصرف معك بطريقة سيئة، فذلك قد يحدث توتراً في العلاقة، وتشعرين وقتها بالغضب، لكن حين تفكرين قليلا ربما تتراجعين عن محاسبته وهذا ما يفتح له المجال لارتكاب الأخطاء مجدداً. لذا عليك التفكير جيِّداً متى عليك مسامحته على أخطائه، ومتى يجب عليك محاسبته.
«سيدتي نت» التقى بالاستشاريَّة في طب الأسرة، د.شريفة عبد الله الزهراني، لتقدِّم لك عزيزتي الزوجة أهم النصائح التي يجب عليك من خلالها مسامحة زوجك، وأهم الأمور التي يجب أن تقفي عليها وتضعي خطاً أحمر لها.
بداية أوضحت الدكتورة شريفة أنَّ الحياة الزوجيَّة لا تشبه حياة زوجيَّة أخرى على الاطلاق، إلا إذا تشابه البشر، وهذا مستحيل. وهنا سأتناول استراتيجيات التعامل مع الحياة الزوجيَّة، ومسامحة الشريك.
أولاً يجب أن تعرفي الآتي:
ـ من هو الشريك.
ـ ما هي معلوماتك عن طباع الشريك ومزاجه.
ـ خبرتك السابقة معه في حلِّ المشكلة والتسامح.
ـ هل يحب تدخل طرف آخر في حلِّ المشكلة.
ـ كم من الوقت تحتاج لتسامح.
ـ عوائق المسامحة.
ـ العقاب المناسب المرضي.
نصائح لمسامحة شريك حياتك:
ـ لا تكوني عجوله
يجب عليك عزيزتي الزوجة عدم اتخاذ أي قرار في لحظة غضب، بل اجلسي مع زوجك وتحاوري معه في موضوع الخلاف القائم بينكما حتى تجدي الحلَّ المناسب؛ لأنَّ القرارات المتسرِّعة غالباً تولد الندم.
ـ عامليه بالمثل
لا بد لك من إتباع سلوك المعاملة بالمثل مع الشريك. بمعنى إن سامحك في الماضي على خطأ قد فعلته فحاولي مسامحته بالمثل إذا ما تكرَّر الخطأ نفسه. وفقاً لهذه الاستراتيجيَّة يمكنك أن تحدِّدي أيضاً ما إذا كانت الظروف ملائمة لمسامحة الشريك أم لا.
ـ تحاوري مع زوجك واخبريه بمدى خطورة الموضوع وما يترتب على أفعاله
إذا كان الخطأ متكرِّراً أكثر من مرَّة عليك أن تسألي الشريك لإخباره بأنَّ لتصرفاته عواقب سلبيَّة على علاقتكما ومدى الألم الذي ألحقه عليك، وذكريه بأنَّه قد تصرف هذا التصرف نفسه سابقاً، ومن ثمَّ اشرحي له عواقب هذه التصرفات. ويجب أن تكوني واضحة وصريحة وتحدِّدي بشكل دقيق ما عليك فعله، وهل ستسامحينه بقلب صافٍ وبكل صدق. حاولي إيجاد الحل الذي ترين أنَّه مناسب وحسب مدى الخطأ الذي اقترفه، وبعد ذلك عليك مراقبة تصرفاته من دون أن تشعريه أنَّه تحت المراقبة، وفي حال التكرار يلزم عندها الانفصال، خصوصاً في حال الخيانة الزوجيَّة.
ـ الموازنة بين المسامحة والعقاب
يجب أن نوازن بين المسامحة والعقاب ولا تكون المسامحة مطلقة، لكن بحدود على حسب الحالة ولنعطي الطرف الآخر الوقت الكافي للاعتراف بالخطأ والتراجع عنه في المرَّة المقبلة.
ـ يجب دراسة الحالة
يجب أن يكون التسامح مدروساً؛ لأنَّ التهاون مع الشريك في أي أمر يضر بالشريك الآخر يجعل الخلل يستمر من دون حلٍّ ولا نهاية ما قد يشعر الطرف الضعيف بالعجز والكآبة ويؤدي إلى حالة من المرض النفسي والعضوي، ونلاحظ ذلك بكثرة لدى السيدات المتزوجات أكثر من الرجال المتزوجين وبما أنَّ المرأة الجزء الأضعف في العلاقة فهي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤوليَّة عندما تتنازل عن حقوقها من دون أي مطالبة أو كثرة مسامحة الطرف الآخر خوفاً من المجتمع. لذلك من أمن العقوبة أساء الأدب. إذا أرادت المرأة أن تسامح أو يسامح الرجل فليأخذ وقته في التفكير على حسب الحالة، التي سوف يسامح من أجلها وإذا سامح فلينس، ويجب أن يتذكر الصفات الحسنة في الشريك دائماً إذا أراد أن يواصل معه المشوار.