فاجعة كبيرة هزت الرأي العام اللبناني بأسره، كبيراً كان أو صغيراً... فما حصل فجر الثلاثاء الواقع في 19 مايو لا يستوعبه خيال ولا منطق ولا عقل بشري، فقد التحقت سارة الأمين (47 عاماً) بقافلة النساء المظلومات والمعنّفات في مسلسل تعنيف المرأة، والتحق علي الزين (الزوج- 55 عاماً) بقائمة المجرمين.
تفاصيل الجريمة
وفي التفاصيل، أن الضحية سارة الأمين تقيم مع زوجها وأولادهما الستة (5 بنات وصبي) في منطقة دوحة عرمون (أطراف بيروت) إثر عودتها منذ 3 سنوات إلى لبنان للاستقرار فيه بعد فترة اغتراب طويلة في أبيدجان، علماً بأن أحوال العائلة المادية جيدة جداً. وهي تعاني منذ زواجها من علي الزين من سوء المعاملة والشتم والضرب والتعذيب. وقد تحملت منه الكثير خوفاً منها على أولادها. يذكر أن المجرم كان متزوجاً في السابق وله ابنتان بكتا كثيراً على فراق سارة أكثر مما بكت بناتها الثلاث وابنها الوحيد محمد.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "سيدتي" فإن القاتل قد طرد زوجته وأولاده الستة خارج المنزل من دون أي أوراق ثبوتية منذ نحو شهر قبل وقوع الجريمة، وعاد وندم أشدّ الندم على فعلته هذه، وطلب من الأهل والأصحاب والأقارب والجيران أن يتوسّطوا لدى الضحية حتى تعود إلى المنزل، خاصة وأنه يجهّز لمفاجأة كبيرة ستنال إعجاب ورضى الزوجة. وعفا الله عما مضى. وهذا ما حصل بالفعل، فقد عادت سارة إلى منزلها الاثنين 18 مايو، وقد زيّنه لها بالورود والبالونات... إلا أنه ظل يسمعها كلاماً نابياً وشتائم حتى منتصف الليل، فتعبت سارة ونامت في غرفة المعيشة على الكنبة، بينما دخل الأولاد غرفهم للاستيقاظ باكراً للذهاب إلى المدارس والجامعات. وكانوا يسمعون صوت والدهم العالي وصراخه على والدتهم وشتمه لها.. ولكنهم لم يتدخلوا، خاصة وأنهم قد اعتادوا على هذا الأمر منذ سنوات طويلة.
عندما بلغت الساعة الخامسة فجراً، وبينما كانت سارة نائمة كما سبق وذكرنا، أحضر علي الزين رشاشه وبدأ بإطلاق الرصاص على أنحاء جسمها، فاستيقظ الأولاد على صوت الرصاص وبشاعة الموقف، حاول الابن الوحيد محمد التدخّل فشاء القدر أن يشاهد والده وهو يصوّب 3 رصاصات إلى رأس والدته. وما هي إلا دقائق وتدخّل الجيران على الفور طالبين من الأولاد الهروب من المنزل بعدما تأكدوا من أن والدهم ينوي قتلهم أيضأً.
وبعد انتهائه من جريمته البشعة، أشعل علي الزين سيجارة وراح يمشي في المنزل محتفظاً بسلاحه الحربي بين يديه وكأن شيئاً لم يحصل، إلى حين مجيء الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض عليه وحضور الصليب الأحمر اللبناني لنقل الجثّة.
محامي الضحية: بعد ارتكابه الجريمة سلّم نفسه.
وفي حديثه إلى "سيدتي" أكّد محامي الضحية أشرف الموسوي، أن المغدورة كانت تعاني منذ 20 عاماً من تعذيب وتعنيف زوجها لها إن كان بواسطة الكلام أو الشتم أو الضرب لسبب ومن دون سبب... ومنذ زواجه منها، حرمها من مشاهدة أهلها والذهاب إليهم، وكانت دائماً تظهر على جسمها آثار التعذيب والضرب... ولكنها، في الآونة الأخيرة، عندما طردها، لجأت إليّ وأقمت دعوى قضائية بحقه متسلحاً بقانون العنف الأسري، لكنه كان يتهرّب دائماً من التحقيق، وها هو موجود حالياً أمام دائرة الشرطة حيث يخضع للتحقيق".
وأضاف الموسوي: "نصحتها بعدم العودة إلى المنزل مع الأولاد ولكنها لم تسمع مني، ومن المضحك المبكي في هذه القضية أن المجرم بعد قيامه بجريمته ، سلّم نفسه إلى الجهات المختصة بكل هدوء، وبرأيي لا قانون حماية النساء ولا أي إجراء ممكن أن يردع المجرم ".
أهل الضحية: نريد حق سارة
والد الضحية علي الأمين أكّد أنه لا يطالب بحق سارة فقط، بل يطالب بحق آلاف النساء المعنفات اللواتي نسمع عن قتلهن كل يوم، وفي نهاية المطاف نكتشف أن الزوج القاتل بريء.
وقال: " علاقتي لم تكن جيدة مع القاتل، خاصة وأنه حرمني منها منذ الزواج، وكنت أشاهدها فقط بالسر،وكنت أطلب منها دائماً تركه والمجيء للعيش معي أنا ووالدتها، ولكنها كانت تبرر بأنه قد يتغيّر مع الوقت، فما يهمها هو عائلتها وبيتها وأولادها.
وأنا، بصراحة، لو كنت أعلم أنه يحتفظ بسلاح في منزله لما كنت رضيت بعودتها إليه أبداً".
أما والدة الضحية إنعام الأمين، فتقول بأن "القاتل كان مخططاً لكل شيء، وعند وصولها وأولادها قال لهم بأنه يحضّر مفاجأة جميلة لوالدتهم. وكان يصرخ عليها منذ وصولها كيف أنها رفعت دعوى طلاق ضده، فكان هذا هو مصيرها.
حرمني من ابنتي، وكنت دائمأً أطلب منها ألا تتخلى عن دعوى الطلاق حتى ترتاح، وكنت على يقين أنها مظلومة معه منذ زواجها".
أما محمد (ابن الضحية) فقد أكّد في حديثه لـ "سيدتي" بأنه وشقيقاته الخمس يطالبون بأخذ حق والدتهم من المجرم الذي كان باستمرار يفتعل المشاكل معهم، وكانوا يتعذّبون كلما يشاهدونه يضربها أو يعنّفها، وكنا دائماً نطلب منه أن يحسن معاملتها فكان يضحك ولا يردّ علينا".
تابعوا المزيد من التفاصيل في عدد "سيدتي" المقبل