الفنانون الإماراتيون مُبعَدون ويعيشون حالات من الإقصاء القسري. ففي حفلات دبي ومهرجاناتها تبرز أسماء جديدة لفنانين من مختلف أرجاء الوطن العربي، في حين تغيب الأسماء الإماراتية مشكّلة فراغاً يتكرّر عاماً تلو الآخر. من المسؤول عن إسقاط الأسماء الإماراتية من أجندة حفلات الإمارات؟
ما هي الأسباب؟ وكيف يدافع الفنان الإماراتي عن نفسه؟ ما هي الحلول؟ كل التفاصيل في هذا التحقيق.
بـدايةً،
طرقنا أبواب أهمّ شركات تنظيم الحفلات في دولة الإمارات، وهم الذين يحق لهم تصنيف
جماهيرية الفنانين، وأيضاً تقييم حضورهم الغنائي على المسرح، وذلك بحسب شباك
التذاكر. وبالتالي،تضمين أسمائهم لائحة الحفلات.
لم يخرجوا من المحلية
-بلال زيبارة مدير شركة prime-events يعتبر أن وجود أي فنان في الحفل يتعلق مباشرة بمدى شعبيته وطلبه من قبل الجمهور، حيث لا يعتمد متعهد الحفلات في الإمارات على الجمهور الإماراتي وإنما على العربي الذي يملأ عادة 70% من صالة الحفل، والمعروف أن الجاليات العربية في دولة الإمارات هي الغالبة. لذلك، يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، ويضيف بلال: «الفنانان حسين الجسمي وأحلام هما أول من يُطلب في الحفلات...». وقال «الأفضل أن يحاول الفنان الإماراتي الخروج من إطار المحلية إلى العربية».
الأوائل
من ناحيته، يوضح لويس مشعلاني مدير شركة concerto لتنظيم الحفلات أن تهميش الفنانين الإماراتيين ليس مقصوداً، ذلك أن متعهدي الحفلات يهتمون بنجوم شباك التذاكر فقط أو الأوائل بحسب تعبيره. وبالنسبة لتصنيف الفنانين يشير لويس إلى أن الجسمي فنان لا ينافسه أحد، وهو بمثابة محمد عبده في السعودية. لذلك يرجّح اختياره دائماً. أما الوسمي فهو من الأوائل.
مقصّرون بحق أنفسهم
يوافق زياد فرشوخ مدير شركة charisma زملاءه من الشركات الأخرى، على أن الفنان الإماراتي المصنف كدرجة ثانية أو أقل لا يشجع الجمهور العربي على شراء بطاقات الحفل، ذلك أن الفنان الإماراتي غائب كلياً عن الإعلام. وهنا، يعتب زياد على الفنانين الإماراتيين قائلاً: المشكلة أنهم يقومون بالعمل على ألبوماتهم وبشكل ممتاز لكنهم ما إن ينتهوا من إصدار الألبوم حتى يختفوا كلياً عن الساحة، فينصرف الجمهور العربي عنهم، وهذا خطأ كبير لأنه لا يضمن لهم الإستمرارية. وهنا، أطلب عبر مجلتكم من الفنانين الإماراتيين الإعتناء بصورتهم إعلامياً لأنهم مقصرون بحق أنفسهم، وفي الوقت ذاته الضغط على المؤسسات الحكومية لتخفيض الضرائب التي ندفعها في الحفلات التي نقيمها على الأقل عندما يتعلق الأمر بحفلاتهم هم».
للفنانين آراؤهم أيضاً
حبيب الياسي يستنكر
إذا كان هذا هو رأي المتعهدين، فللفنانين أيضاً آراؤهم وشكواهم واعتراضاتهم. الفنان حبيب الياسي عبّر لـ «سيدتي» عن استيائه من تحجيم دور الفنان الإماراتي في الأحداث الفنية قائلاً: «حقيقة، لا أعتبر أن غياب الفنان الإماراتي عن الحفلات الإماراتية قلة اهتمام من المنظمين بقدر ما يتعلق الأمر بقلة المعرفة». وإذا كان المتعهد يقول إن أحلام والجسمي هما ممثلا الإمارات فنياً فأنا أسأله ماذا عن ميحد حمد وعبدالله بالخير وعيضة المنهالي؟...
حربي العامري: لنا جمهورنا
يعتب الفنان حربي العامري على منظمي ومتعهدي الحفلات لتقصيرهم تجاه الفنان الإماراتي قائلاً: «إنني لا أعرف كيف يقوم متعهدو الحفلات بجدولة فنانيهم، فالفنان الإماراتي لا يقل شأناً عن غيره من الفنانين الخليجيين والعرب، وهو مطلوب في بلده كما هو مطلوب في الخارج، ما يدفعني لسؤالهم: لماذا هذا الإهمال والإصرار على تحجيمنا، وكأنهم لم يسمعوا بنا ولا بشعبيتنا؟!..
هزاع: رسالتي إلى الرعاة
كذلك يناقض الفنان هزاع نظرة المنظمين هذه قائلاً: «هذا غير منطقي، ولو حضر أولئك المتعهدون الحفلات التي نتشارك فيها مع الفنانين الآخرين، لكانت تغيّرت وجهة نظرهم كلياً. يقول هزاع: إن الحل يتعلق بالرعاة الإماراتيين حيث من الواجب عليهم فرض الأسماء الإماراتية، كما يفرضون أسماء نجومهم الذين يسوّقون منتجاتهم. ويوجّه هزاع رسالته للرعاة عبر «سيدتي» قائلاً: «تعلموا من الآخرين كيف يدعمون فنانيهم، ففي مهرجان الدوحة لا يغني إلا الفنان القطري، وفي الجنادرية لا يغني إلا السعودي، وفي صلالة يبدأ الحفل بفنان عماني كل ليلة حتى ولو كانت هي المرة الأولى التي يقف فيها على المسرح».
فاضل المزروعي: العلاقات الشخصية
من ناحيته، يرى الفنان فاضل المزروعي أن مشاركة الفنان الإماراتي في الحفلات والمهرجانات المحلية الفنية، تتعلق أولاً بمدى قوة العلاقات الشخصية، حيث يبرز إسم الفنان الذي تربطه علاقة جيدة بالمنظمين في حين يغيب إسم الفنان الذي لا يتعامل كثيراً معهم. وحول مسألة تغييب الفنان الإماراتي بحجة أنه ليس مطلوباً، استغرب فاضل هذا الردّ مؤكداً أن الفنان الإماراتي يعمل على كل ألبوم يقدمه كما يعمل غيره من الفنانين.
الوسمي: «شللية» الفن
أما الفنان الوسمي فيرى أن تجاهل الأسماء الإماراتية، يعود لـ «الشللية» التي بدأت تتحكّم في كل مجالات العمل بما فيها الفن. ويعترف الوسمي أنه سبق ولذع من هذه «الشللية» عندما طُلب منه المشاركة في مهرجان «ليالي دبي»، ومن ثم أُهملت اتصالاته عندما حان وقت توقيع العقد الذي كان قد أُرسل له مسبقاً، ليسحب البساط من تحته فجأة ويتغيّر إسمه من أجندة الحفلات ودون الرجوع إليه، وربما إلغاء المهرجان لاحقاً قد أودع القضية طي النسيان بالنسبة لكلا الطرفين.
العامري: لا مزايدة
«الجسمي على عيني ورأسي.. لكننا لسنا مطربي جلسات، كونوا منطقيين ولا تقللوا من قيمتنا». هكذا بدأ الفنان عبد المنعم العامري حواره بالرّد على أقوال المتعهدين. ويواصل عبد المنعم: «أرفض تلك الأقوال لأنها ليست مقياساً لنجاحاتنا، فنحن الإماراتيين أدرى بحفلاتنا، ومن غير اللائق أن يقال إننا لا نستقطب جمهوراً، لأنني ومع احترامي لكل الفنانين، لا أؤمن بتصنيفهم لشعبيتنا وجماهيريتنا بحسب شبّاك التذاكر، وأطلب منهم ألا يزايدوا في الصحافة على حسابنا، لأن الأمر في النهاية يتعلق فقط بالعلاقات الشخصية».
وقفة مع الجسمي
«سيدتي» حملت هذه المقولة إلى الفنان حسين الجسمي شخصياً وسألناه:
- ما الذي يجب أن يتعلمه الفنانون منك حتى تدرج أسماؤهم ضمن هذه الحفلات؟
لو كنت أنا المسؤول عن الحفلات لأدرجت جميع أسمائهم، أما عما سيتعلمونه مني فأنا لست معلماً وإنما أنا زميل لهم وأخ وصديق. وأعتقد أن كل واحد منهم له حصته في الحفلات ونصيبه منها، ولا أجد أنني أشارك بحفلات أكثر منهم خاصة داخل الدولة.
وصف المنظمون حسين الجسمي بـ «ملك الحفلات» دون منازع وقارنوا مستواك الفني بمحمد عبده. ما تعليقك؟
مقارنتي بـ«فنان العرب» تشرّفني. ولكنني ما زلت في بداية
مشواري. أما «فنان العرب» فله خبرته الطويلة ويعرف تماماً ما الذي يفعله على المسرح،
أتمنى أن أصل يوماً إلى مستواه. وهذا يحتاج إلى خبرة طويلة.
المزيد من التفاصيل تجدونها في مجلة سيدتي العدد 1467 المتوفر في الأسواق.
