عبّر الفنان المغربي طهور في مستهل المؤتمر الصحافي الذي عقده قبيل إحياء حفله الفني ضمن فعاليات مهرجان "موازين"، عن امتعاضه لما آلت إليه الأغنية الشعبية في المغرب إذ أصبحت كلماتها على وجه الخصوص مثار جدال ونقاش لما تتضمنه من كلمات ساقطة ومبتذلة لا يمكن أن يتحمل مسؤوليتها إلا من يروج لها، هلى حد تعبيرها.
وأضاف طاهور الذي يعد من ضمن أشهر روّاد الأغنية الشعبية حالياً في المغرب، أنه كان دائماً حريص على تجنّب تكريس الأغاني ذات البعد الإجتماعي والإنساني والعاطفي بجمل موسيقية، وكلمات يستحضر فيها أصول وقواعد الأسرة المغربية المحافظة، معلناً في نفس السياق عن قرب اعتزاله في غضون أيام قليلة غناء الأغاني العاطفية قائلاً: "لقد تقدم بي العمر، وسني الآن 52 عاماً تقريباً، وأنا أب لخمسة أطفال، لذلك لم يعد سنّي يسمح لي بأداء أي لون غنائي. ولذلك قررت اعتزال الغناء العاطفي وسأقتصر مستقبلاً على أداء الأغاني الدينية، لأنني أريد أن أبقي على صورتي الطيبة لدى جمهوري، ليحتفظ لي معه بذكريات جميلة جمعتنا في الحفلات والأعراس والمهرجانات، لأنني أريد التفرغ لبيتي وأولادي وزوجتي التي كانت متفهمة لظروفي وطبيعة عملي كفنان كثير التنقل والأسفار".
وحول انتقاله المفاجئ من الأغاني الشعبية إلى الدينية، قال إنه كان دائماً متيماً بحب الأغنية الدينية التي يتذوقها، مستنداً في هذا الإطار بأغنية الموسيقار والفنان عبد الهادي بلخياط "يا محمد صاحب الشفاعة" التي تعد من الأغاني الدينية الخالدة التي ترددها الأجيال المتعاقبة في المغرب.
وحول الأسباب التي حالت دون انتشار الأغنية الشعبية المغربية في العالم العربي، أكد بأن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى غيابها عن المهرجانات الغنائية، التي تقام في دول العالم العربي والمخصصة فقراتها عادة للأغنية العصرية، موضحاً بأنه لم يسبق له أن تلقى دعوة للمشاركة في مهرجان غنائي عربي باستثناء الحفلات التي يقيمها في المهجر لفائدة الجالية المغربية.
وأشاد طهور في هذا السياق على أهمية تنظيم مهرجان عربي يحتفي بالأغنية الشعبية في العالم العربي، مطمئناً في نفس الوقت عشّاق هذا اللون على أن ما تعيشه ساحة الغناء حالياً مجرد موجة عابرة لن تخلّد طويلاً كغيرها من الموجات السابقة التي ملأت الدنيا بالضجيج تم سرعان ما بدأ يخفت توهجها وتتراجع تدريجياً، وهو ما أكده الفنان الشعبي المغربي الداودي بدوره الذي جمعه هذا المؤتمر مع مواطنه طاهور اللذين تقاسما مؤتمرهما الإعلامي ومنصة الحفل في نفس الوقت.
وأكد الداودي خلال المؤتمر، أن موجة الأغاني الشعبية التي عرفتها الساحة مؤخراً باتت تثير كلماتها عدة تساؤلات وعلامات استغراب لكونها تخلو تماماً من حس الإبداع، موضحاً بأنه رغم الضجة التي أثارتها هذه الأغاني، من دون أن يذكرها، فإنه وكغيره من الفنانين الذين يحترمون ذكاء وذوق المستمع لن ينساقوا مع الموجة لأن مآلها الزوال، كما تطرق الداودي إلى خلافه مع الفنان الأمازيغي أحوزار الذي اتهمه بقرصنة أحد أعماله وقال الداودي: "طوينا الصفحة نهائياً فلا غالب ولا مغلوب". وإن كان الفنان الداودي قد انزعج وبدا منفعلاً عند طرح هذا السؤال حيث توجه مخاطباً الصحفيين: "نحن في حفل، وجئنا لنفرح ونبتهج وليس للحديث عن المشاكل.. والخلافات بين الفنانين".
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"